الفصل الثاني عشر "تفيق من غيبوبتها"

3.6K 198 32
                                    

للقدر رأي آخر
بسم الله الرحمن الرحيم..

أنا لستُ أدري أيّ دربٍ أسلُك
‏كُل الدُروب إلى لقائِك تُهلكُ.."

نثرت الشمس أشعتها الذهبية لتعلن عن بداية يوم جديد، بداية مختلفة فـ اليوم سيخطو القدر أولي خطواته.

فتحت "رهف" عيناها ببطئ و هي تضع يداها علي وجهها الصغير بتعب، وقع نظرها علي ذاك النائم علي المقعد بجوارها، عدلت من وضع نومها و هي تنظر إليه بـ استغراب و هي تتذاكر ما حدث بـ الأمس فـ بعد أن أخبرته بـ خوفها من النوم بمفردها أخبرها أنه سيجلس بجوارها حتي تنام و لكن كيف نام هكذا و لماذا لم يغادر فور نومها؟

_دكتور حمزة!
قالتها بصوت مرتفع ليستيقظ هو على أثره و هو يحاول تحريك رقبته فـ جسده بالكامل يألمه الآن من نومه علي ذاك الكرسي الصغير بالأمس.

إبتسم و هو يفرك رقبته:
صباح الخير، يارب تكوني أحسن النهارده.

إبتسمت بهدوء:
أحسن الحمد لله، بس إنت ليه نمت هنا؟
أكيد جسمك كله اتكسر دلوقتي.

أومأ بالإيجاب:
أنا حاسس إنه مات مش اتكسر بس ..

قبل أن يستكمل حديثه رن هاتفه ليضرب رأسه بيده و هو يغمض عيناه:
بداية مشرقة لليوم ماما مش هتدخلني البيت تاني دي رنت 78 مره لدلوقتي ولا كأني توهت منها في سوق العبور.

ضحكت لتردف علي حديثه بتحذير:
بعد 78 مره دي نقرأ عليك الفاتحة.

ضحكا سويًا ليستأذن منها لرد علي والدته و يغادر الغرفة، بينما هي فـ ظلت مبتسمه لا تعلم ما سبب و لكن يبدو أن طبيبها تجمعه علاقة قوية بـ والدته، بلعت ريقها و غصة مؤلمة تسكنها، لطالما عاشت على أمل أن تلتقي بـ والديها أو على الأقل تعلم عنهم أي شئ.

بينما في ڤيلا " الـ دويدار " ظل الوضع كما هو عليه، غادر "رفعت" بغضب متجه إلي شركته أثر كلام ابنه، "مني" صعدت إلي غرفتها لتفكر ما يجب عليه أن تفعله لتبعد تلك الفتاة عن صغيرها الذي تجاوز الثلاثين عام بينما "فيروز" فـ ظلت علي سفرة الفطار معهم تشاركهم أطراف الحديث لتحاول التقرب من "داليدا" بشكل أكبر، تريد تفهم ما السر الذي بها ليتزوجها "سليم" و الذي أقسم الجميع أن بعد وفاة "نور" لن يستطيع الزواج من واحده آخره.

_أيه رأيك نخرج سوا قبل ما تسافروا يا داليدا؟
يعني نعمل Shopping للـ Honeymoon و بالمره نرغي شويا.
قالتها "فيروز" بـ ود حقيقي فـ هي حقًا تريد التقرب منها و أكتشافها أكثر، نظرت "داليدا" إليه و لكنه كان يعبث بـ هاتفه فـ عادت النظر إلي "فيروز" و هي تردف بترحيب و سعادة كبيره:
أكيد أنا عن نفسي موافقه شوفي أخوكي بقي.

ضحكت "فيروز" لتسحب منه الهاتف فجأة:
أخويا كده كده ما يقدرش يعترض ده أنا السلطة الحاكمة هنا.

للقدر رأي آخر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن