الفصل الثامن عشر"مواجهة"

3.4K 174 15
                                    

بكت أعين الناس لي رحمة
و تقسو عليّ، وأنت الحبيب!

- البحتري.

كانت تجلس بجواره، تتشبث في يده كطفل يخشي فراق أمه، تنهمر الدموع من عيناها و هي تنظر إليه، مدت يدها المرتجفة لتحسس علي وجهه و هي تردد بصوت حزين:
كنت عارفه إني حبيتك، بس مكنتش عارف إني حبيتك بشكل ده..
أنا مبقتش خايفه من الدنيا و من بكره لأول مره..
لأول مره مخافش يا سليم.. و إنت إلي خليتني مبقاش خايفه، بس خوفت لما حسيت إنك ممكن تسيبني و تمشي، خوفت أوي.. يمكن أول مره الخوف يتمكن مني كده.. أوعي تبعد يا سليم.. أوعي تسيب داليدا و تمشي.

-مدام داليدا ممكن تخرجي ترتاحي شويا و أنا هفضل مع أستاذ سليم متقلقيش.

كفكفت دموعها بيدها و هي تنظر إلي "محسن":
أنا هفضل جمبه لحد ما يفوق يا استاذ محسن و كفايه أوي إلي حضرتك عملته، أنا من غير مساعدتك مكنتش هعرف اعمل إيه..

إبتسم و أردف بهدوء:
سليم ده ابني و إنتِ ذكية و عرفتي تتصرفي كويس..
أنا هفضل برا لحد ما يفوق.. لو احتاجتي حاجه اندهي عليا.

أومأت بالإيجاب و غادر "محسن" ليجلس على الأريكة في الخارج و عادت هي تنظر إليه و هي ترسل إلي السماء الكثير من الدعوات كلها له.

مر العديد من الوقت و بدء "سليم" يستعد وعيه، حرك يده بخفه لتشعر به و تفيق من غفوتها، أقتربت منه و هي تردد بفرحه:
سليم إنت كويس؟
حاسس بألم؟.. إيه إلي وجعك؟

دخل "محسن" علي صوت "داليدا" ليردف و هو يضحك:
حيلك بس يا مدام خليه الأول يفوق.. حمد الله علي سلامتك يا سليم بيه.

حاول يتحرك ولكن شعر بألم كبير في جميع جسده أثر العديد من الضربات التي تلقاها.. منعته "داليدا" و هي تردف بخوف:
خليك مكانك يا سليم.. جسمك أكيد واجعك دلوقتي.

نظر إلي "محسن" و كأنه لاحظ وجوده لتو و أردف بستغراب و هو ينظر حوله:
إنت هنا يا محسن بتعمل إيه؟.. و أنا هنا إزاي..

انتفض من مكانه و هو يتذكر صوت "فيروز".. ليزيح الغطاء عنه و هو يهتف بذعر:
فيروز.. فيروز كانت في مشكلة.. أنا إزاي هنا و مش معاها!!

ركضت ناحيته "داليدا" لتتحدث بما يهدأ روعه:
فيروز كلمتها و هي كويسه.. ده واحد بس كان عايز ياخد الفلوس إلي معاها و تليفونها و خدهم و هي دلوقتي في بيتكم يعنى كانت سرقه بس هي كويسه..

نظر إليها بشك في حديثها و هم للمغادره لتقف أمامه و هي تمنعه:
لو مش مصدقني أنا هكلمها دلوقتي.

بالفعل طلبتها و سمع صوتها "سليم" ليرتاح و يطمئن، بعد عدة دقائق أغلق الهاتف ليوجه حديثه إلي "داليدا":
شكرا يا داليدا إنك مقولتيش لفيروز على الحدثه و خليتيها تقلق.

للقدر رأي آخر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن