النهاية.

2.8K 121 24
                                    


ما أجمل الحياة و هي في كفتنا،
ما أخف السنوات و هي سعيدة،
ما أحلى الأوقات و نحن برفقة من نحب!.

مرت السنوات بخفة ريح الربيع، كل شئ كان في مكانه تمامًا، فالدنيا رضت عن أبطالنا و فتحت لهما ذراعيها لأول مرة لينعم الجميع بحياة هادئة بعد الكثير من الضجيج و الصراعات.

نزلت فتاة صغيرة بحجم الذراع تقريبا من على فراشها، لمست قدامها الأرض الباردة لتركض بخفة نحو غرفة نوم والديها، فتحت الباب و هي تنظر في خلسة إلي الداخل بمقلتاها الصغيرتين، لتتسع إبتسامتها فور رؤيتهم جالسين لتهرول ناحيتهما بسرور قائلة:
يلا يا بابا العيد جه..

أحتضنها "سليم" بحنان و هو يُقبل شعرها قائلا:
ما هو العيد دايما عندنا طول ما ليلي موجودة في حضن بابا.

-ليلى بس!!
قالتها "داليدا" بغيظ و هي تعقد حاجبيها، لتتسع إبتسامته و هو يحاوطها بذارعه الأخر معلقا:
إنتِ ليه بتحسسيني إنها ضُرتك ما هي بنتك!

نظر إلى الصغيرة إلي دُفنت داخل صدرة متابعا بتسأل:
مش إنتِ برضو بنتها؟

هزت رأسها ببرائه ليشير إليها قائلا:
شوفتي بقا!
و بعدين هو مين جابلي العيد مش إنتِ؟

-يعني إيه؟

غمز لها بإحدى عينيه هامسا:
يعني إنتِ البداية و إنتِ النهاية و إنتِ العيد و العيدية على رأي الفنانة أنغام.

-طيب على سيرة الفنانة أنغام فين العيدية!!
قالتها وهي تبتعد عنه لتردف الصغيرة مؤكده:
أيوا يا بابي أنا عايزة العيدية و عايزة عيدية كبيرة.

-حتى إنتِ يا ليلى بقيتي تعرفي العيدية و بطالبي بيها كمان!

أخذت كف يداه تعد على أصابعه مردفة بصوت جعله يريد أكلها من حلاوته:
أنا عندي سنة، إتنين، تلاته، أربعه
يعني عايزة دول.
قالت آخر كلماتها و هي تشير بكف يداها بأكمله، ليردف هو معلقا:
بس دول خمسة مش أربعه يا بكاشه!

-أيوا الخامس ده عشان مامي.

-أصيلة يا قلب مامي والله.
قالتها "داليدا" و هي ترمى لها قُبلة في الهواء، ليصيح "سليم" معترضا:
إيه ده إنتوا اتفقتوا عليا يعني؟

أومأت كلتهما برأسها فإستقام و هو يفتح إحدى الأدراج قائلا بقلة حيلة:
لاء أنا في الحالات دي مضطر أستسلم.

-تعالي يا ليلى.
هرولت ناحيته بسرعة الريح ليتلقاها بين أحضانه قائلا:
كل سنة و إنتِ منورة حياة بابي، عيد مُبارك عليكِ يا نور عين سليم.

أبتعدت بعد معايدته و هي تأخد صندوق صغير خشبي نُقش عليه إسمها بخط ذهبي، تعالت ضحكاتها و هي تأخذ الأموال من داخله قائلة بإندهاش:
دول مش خمسة دول كتير!

للقدر رأي آخر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن