للقدر رأي آخر
الفصل التاسع.
بسم الله الرحمن الرحيملسوء الحظ في الحياة ، لا تتحقق العدالة دائمًا.
صوبت سهامها عليه و هي تنظر داخل عينيه:
يوم العدل على الظالم، أشد من يوم الجور على المظلوم.رفعت الزجاجة لتصوبها إليه بيد مهتزة لينظر إليها "سليم" بإبتسامة انتصار فـ هي الآن تسترجع حقها بينما هو ظلت عيناه معلقه بها و كأنه لا يريد شئ سوى رؤيتها حتى لو كانت هذه المرة الأخيرة.
حكمت قبضتها علي الزجاجة و هي ترجعها إلي الخلف في استعداد لـ إلقائها عليه أغمضت عيناها و هي تلقي بها في جهة ما بينما "أحمد" فـ أغمض عينيه هو الآخر بخوف شديد تمكن من كل جسده و لم يفتحهم إلا علي صوت الزجاجة و هي تنكسر إلي فتات بجانبه، نظر إليها "سليم" بغضب ثم أردف و هو يتجه ناحيتها:
مأخدتيش حقك ليه يا فيروز؟أردفت و هي تنظر إليه بتشفي:
شوفته هو و خايف ، كنت خايفه ذيه كده بظبط بس أنا خلاص كده أخدت حقي مش عايزة أذيه هو مريض حُب و مريض الحُب ملوش علاج.تحدث "سليم" و هو يأمر "شاكر":
أتصل بالبوليس يا شاكر و هما بقي يشوفوا شغلهم بالقانون._استني يا شاكر.. سليم أنا عايزة أتكلم معاك لوحدنا.
قالتها وهي تتجه بمقعدها خارج هذه الغرفة ليتبعها "سليم" بتساؤل:
عايزة ايه يا فيروز؟_بلاش تكلم البوليس.
جحظت عينيه أثر صدمته ليردف لها بحدة:
إنتِ عارفة أنا جبته هنا إزاي؟
عشان تقولي كده ده ميستاهلش.أومأت بنفي و قبل أنا تتحدث قص عليها ما حد الامس و هو يتذكر..
دلف "أحمد" إلي سيارته ليطلب من السائق إيصاله للمطار ليتفاجأ بوجود "سليم" يجلس علي مقعد القيادة ليردف بتساؤل:
إنت مين؟قهقه "سليم" و هو يغلق جميع أبواب السيارة و ينطلق بها:
أنا الجحيم إلي كنت هتهرب منه.فاق من شروده ليتحدث بحدة أشد:
يعني الأستاذ كان هيهرب لباريس ولا كأنه عمل أي حاجه.. و إنتِ عايزة تجننيني و تقولي متطلبش البوليس.شدت علي يديه برفق و هي تتحدث بهدوء:
أحمد الحب كان عامي عينه، أيوا دمرني و كان ممكن اموت فيها بس هو مكنش في وعيه، الحب لغي عقله و خلاه ماشي بقلبه بس و حرام الحكم علي إلي ملوش عقل..
صدقني يا سليم أنا مش هكون مبسوطة لو رميته في السجن يا عالم ممكن يخرج منه يعمل أي خلاص إنت جبتلي حقي..
كفاية إني شوفته مذلول قصاد عيني.ربت علي يداها بحنان و هو يبتسم:
مش عارفه جاله قلب إزاي يأذيكي و حب إيه إلي يخلي إنسان يأذي حبيبه بس عمتا إلي تشوفيه يا فيروز.
أنت تقرأ
للقدر رأي آخر.
Romanceكان حنونًا طموحًا يتناثر منه الحُب لكل من حوله إلي أن سلبت منه الدنيا أحب ما لديه فـ أصبح شخصًا جاف، قاسي لا يهمه شئ سوى أن يأتي بحق ما سُلب منه. أما هي فـ كانت شغوفه، مرحه تحب الحياة بالرغم من إنها لم تنصفها يومًا و عندما ظهر فـ حياتها ظنت أن الحيا...