الفصل الثامن و العشرون"يأتي بحقها"

3K 130 18
                                    

داخل كل مِنّا سر، سر يخشى أن يُمس و لكن ماذا ..
ماذا إن جاء اليوم الذي عليك أن تصرخ عاليا به؟

لم تكن بأفضل حالتها و لكن ما سمعته عصف بكل أنش بها، كُشفت و من قبل من؟
من قبل آخر إنسان تمنت أن لا يعلم!.

كانت تنطلق بسيارتها ناحية منزلها فبعد ما سمعته فرت هاربة دون أي كلمة و لكن توقفت فجأة عن السير، لا تستطيع الصمود أكثر.. قواها لا تساعدها على ذلك.. لذا..
لذا حان وقت الأنهيار!

خرجت من السيارة لتجلس في إحدى زوايا الشارع و هي تضع يداها أعلى صدرها و عيناها لا تكف عن ذرف الدموع، تريد أن تتحدث، تريد أن تصرخ بكل ما بها، إنسانه سيئة؟
نعم و لكن هناك سبب.. هناك سبب لجعل أي إنسان يخرج كل ما به من سوء.. هكذا بررت لنفسها و هي تخرج هاتفها لتطلب الشخص الوحيد الذي يمكنها أمامه أن تتجرد من قناع "كاميليا".

-كاميليا إنتِ في الشارع المقطوع ده بتعملي إيه؟
هكذا أردف "حازم" الذي لبى ندائها مسرعا، نظرت إليه بضعف، نظرة جعلت فؤاده يتآكل.. جلس بجوارها و هو يردف بألم:
إنتِ حبك لسليم هيكون سبب موتك.. أنا مش هسألك فيكي إيه لأني مفيش إجابة لحالتك دي غير سليم.

فتحت شفاها بصعوبه أرهقتها و كأن الحديث الآن يريد طاقة ليست لديها، رفعت عيناها إليه متسائلة:
أنا إنسانه وحشه صح؟

هز رأسه نافيا لتردف بحدة:
أنا مش وحشه لاء..

أغمضت عيناها بشدة:
أنا قاتلة.

أتسعت حدقتي عيناه لينهرها مسرعا:
هو أي هبل وخلاص.. في إيه يا كاميليا؟

أطلقت ضحكة صاحبتها الكثير من الدموع مجيبه:
أنا قتلت نور.. أنا إلي قتلت مرات سليم يا حازم.

و كأن صاعقة صفعته، تحبه؟..
نعم.. و لكن.. و لكن تقتل زوجته؟

أردف و هو يحاول السيطرة على إتفعالاته:
أهدي.. أهدي.. عشان تعرفي إيه إلي خارج من بؤقك.

أستقامت واقفة لتتحدث و هي تنتفض و كأن ذالك اليوم يُعاد أمامها بكل تفاصيله من جديد، أنكمشت على نفسها و هي تردف قائلة:
عرفت إنها حامل.. فمشيت وارها في يوم لحد ما طلعت لدكتورة إلي بتابع حملها.. شوفتها و هي نازله.. شوفت فرحتها.. مقدرتش أستحمل.. هي عايشه حياتي أنا.. عايشه مع الراجل إلي حبيته أنا.. بتحقق حلمي أنا و هي حامل في طفل منه.. ده كله كان ليا أنا..

وضعت يداها على وجهها و هي تتذكر ما حدث بعدها..

Flash back..

أنطلقت "نور" بسيارتها لتتبعها "كاميليا" بحقد قد عمى عيناها حتى نزلت لتصعد إلي شقتها بينما هي فظلت تحت البناية خاصتها لا تسطتع التحرك خطوة واحدة، فأخر أمل لديها تبخر بحمل "نور".. كانت تأمل بعد كل تلك السنوات إنها إمرأة عاقر و "سليم" عاشق للأطفال بتأكيد كان هذا سيبنى حاجز منيع بينهم و لكن الآن.. آلان ماذا؟
الآن هي حامل!.. ستنجب له الطفل الذي سيربط بينهما طوال العمر.

للقدر رأي آخر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن