الفصل السابع
رواية كوابيـــس
الكاتبه ابتسام محمود الصيري- مين عندك راح فيلا المستشار؟
السكرتير بص للمدير المتعصب وعلى دنيا اللي واضح من شكلها أن فيه كارثة وعلى حمزه اللي بيبربش بعيونه وقال بعفوية وبدون فهم: عويد اللي راح.
المدير بأنفعال: عويد ده يومه مش فايت...
وكمل بهدوء وهو بيبص ل دنيا: هو سوء تفاهم يا هانم هجبهولك لحد عندك يعتذرلك.
دينا قامت بصتله بعنجهيه: تجبهولي آه، لكن ملكش دعوة باللى هيحصل بعد كده، وخليك فاكر الولا ده لو مجليش في أقرب وقت انت عارف أنا ممكن أعمل ايه في شركتك.
رد المدير عليها بتوتر وخوف: يا فندم عويد هيكون عندك في اقرب وقت.
حمزه يطلع من عند المدير يتلفت حوليه ويتصل على عويد: عويد اهرب مدام دينا عرفت اسمك وقلبه عليك الدنيا.
عويد حط ايده على راسه: يا سواد السواد، يا خراب بيتك يا عويد.
چودي بقلق: خير يا عويد.
عويد بضيق: هو انا من ساعة ما جيتى هنا شوفت خير.
بصتله بحده وعصبية ودتله ضهرها وفضلت واقفه مستنيه خطيبها وهي مربعه ايدها بغيظ.
بعد وقت كبير وصلت عربيات كتير في المكان اللي اتفقت جودي مع خطيبها عليه، واللي حصل خلاها تتماسمر في مكانها وحطت ايدها على شفايفها تكتم صوت شهقتها.
بعد ما شافت دينا أول من نزلت من العربية ووراها أحمد.
عويد من غير ما يفكر مسك ايد چودي وجري بيها.
دينا بصت عليهم بسخرية وقالت: بقولك ايه يا أحمد إحنا مش هنقضيها طبطبه، خليك انت هنا وهبعت ناس تجبها وتخلص عليها.
تنح احمد مكانه: انتى بتقولي ايه؟ احنا مش اتففنا على كده.
دينا بأنفعال: اسكت انت خالص.
و شاورت للبودي جارد يجبوها: عايزه الولا يوصلنى قبل منها.
- تمام يا هانم.
عويد كان بيحاول يشد چودي اللي خلاص تعبت من كتر الجري والشبشب البيتى الخفيف وقع من رجلها والشمس بقت تحرقها جامد وقعت على الأرض من التعب، ميل عليها وهو بيبص عليهم وحاول يديها دفعه عشان تكمل: أنا عارف أنك تعبتى بس تعالى على نفسك واتعبي شوية كمان لنتخرط هنا شبه الملوخيه.
چودي بصتله بتعب حقيقى ومش قادرة تاخد نفسها: أمشي انت يا عويد وكفاية كل اللي حصلك بسببي.
عويد بابتسامة: ما قلتلك هنفذ طلبك على اجمل وجه.
جودي نسيت مقصده وسألته نفس السؤال: طلب ايه؟!
ضحك وهو بيقلع شبشبه ولبسه ليها، ما هو كمان هرب من البيت بهدوم البيت، وقفها واستعدوا يجروا وهو بيقول: ما تصفى النيه شوية الحماية قلنا.
ابتسمت برغم الخوف اللي متملكها وفجأة لقت نفسها عويد بيزقها فوق عربية ربع نقل ماشيه وواحد من البودي جرد بيمسكه كانت هي لسه متشعلقه حاولت تمسك كويس لحد ما دخلت جوه العربية وفضلت تنادى على عويد بخوف، عويد بخفه قلع التيشرت بتاعه هرب منه ونط جوه العربية، وأول ما وصل ليها حطت ايدها على قلبها وحمدت ربنا أنهم هربوا منهم وعويد فرد جسمه كله في العربية اللي صاحبها مشغل مهرجانات وعامل دماغ لوز الوز، ومش قدامه مرايه يشوف اللي بيحصل ورا، وكويس أنه مركز وماشي قدامه من غير حوادث.
★*****★
أحمد بعصبية: انتى رايحه فين؟
دينا: هروح وراهم.
أحمد اتكلم وهو متشنج: كفاية فضايح بقى وياريت نخلص كل حاجة وسيبك منها.
دنيا بحزم: البت دى لو اتسابت هتجيب رقبينا كلنا ورا بعض.
أحمد بندم: ما قولتلك بلاش أظهر في الصورة.
دنيا بنظرات حاده واتهام: انت خايف على نفسك وبس.
أحمد لف ضهره ياخد نفسه وهوماسك راسه ب ايده جامد: حولي تقدري موقفي
دنيا بلسان افعى متمكن من إصابة هدفه: أحمد اللي حصل حصل سبها بقى ليا وركز انت في اللي بتعمله وياريت تخلصنا.
★******★
عويد وچودي نزلوا من العربية الربع نقل وعويد فضل يدور على تليفونه و مش لقه، طلب من واحد ماشي يتكلم في التليفون ولجل حظه أن عاده فيه أنه بيحب يحفظ رقم تليفون اللي معاه في البيت، كلم حمزه وأول ما رد: حمزه أنا عويد عندك اي جديد؟
حمزه بأسف: الدنيا مقلوبه عليك.
عويد وهو بيمثل العياط: ليه صرحتني ليه، يا عم طيب خدنى على الهادي لازم الصراحة اللي تخلى القلب يقع في الركب.
چودي بقلق: حصل حاجة يا عويد؟
عويد ابتسم بتريقه: لا ابدا هو هيحصل ايه أكتر من اللي إحنا فيه دلوقتي.
طرقعت صوابعها بأحراج وبصت الناحية التانيه
كمل عويد: هات ليا هدوم وهدوم لجودي من مي وتعالى ليا في العنوان ده، واوعى تنسى جزمه ليا إلا صوابعي بقت بطاطس مهروسة..
جودي شدت تي شيرته وهي بتأكد عليه: وأنا وأنا.
عويد بص لرجلها: لا انتى يا دوب بقت محمره بس مش لازم.....
چودي ضربته على كتفه، ضحك وهو بيقول ل حمزه: طيب خلاص هات ليها كمان... مع أني عارف رجل خطبتك هتبقى بحر عليها بس اهو تقضى الغرض.
حمزه: ماشي يا عويد هكلم مي وأشوفلك حاجة تقعد فيها من عند ناس حبايبي وهجيلك.
عويد: روح يا شيخ وتعالى بسرعة.
جودي بعدت عن عويد وقعدت على الرصيف، كان أحساسها بالصدمه من كل اللي حوليها بيقطع قلبها دموعها بتنزل بحسرة على سنين عدت في كدب وخداع، قرب منها عويد وقعد جنبها كان مش عارف يقول ايه، أول ما حست بيه حاولت تمسح دموعها وبصت الناحية التانية وشها بقى من القهر والتعب والجري في عز الشمس أحمر، حط ايده على شعرها البني الحرير وفضل يمشيها عليه وقال بصوت كله حنان: مش عايزك تعيطى أنا جنبك.
حطت ايدها على شفايفها تكتم شهقاتها وردت كأن في سكاكين بتنغرز في حنجرتها: اللي كانوا جنبي زمان في ثانيه اتشقلب حالهم، انت بقى يا عويد ناوي تبعني..... ناوي على امتى... وبكام؟
عويد استغرب كلامها واخده على كرامته: جودي ايه اللي بتقولي ده، أنا فقير أه بس لو بمليارات الدنيا عمري ما هخون واحده وثقت فيا واعتبرتني حماية ليها.
عضت شفتها وبصت الناحية التانيه دموعها بقت زي السيول حطت ايدها على قلبها وقالت بوجع: آاااااه.
قالتها من جوه قلبها كأن نار متملكه منه مش قادرة تكرهم برغم كل اللي حصل، بس نفسها تعرف لييييييه كل ده، إجابة هتكون بتوجع بس هترتاح وممكن تكره وتبعد.
عويد بحنان صادق: جودي أنا عارف أنك موجوعة بس أتاكدي مش هبيعك ولا هتخلى عنك....عايزك تتأكدى أنك معايا في أمان....متخفيش.
جودي بصت ليه بعد أخر كلمه ومسحت دموعها بطرف هدومها: عارف بابي كان دايما وأنا صغيره بعد ما مامي ماتت كان يمسك ايدى وياخدني الهايبر ويشتري ليا شوكولا ويقولي متخفيش أنا جنبك.
قام من غير تفكير وراح السوبر الماركت وطلب منه شوكولا وقاله: أول ما صاحبي هيوصل هجبلك الفلوس.
الراجل بص على هدومه وهدومها واستغربهم جدا هدوم بيت ومتبهدله بس وافق لما لقاها بتعيط، عويد اخد الشوكولا بفرحة طفل وجرى عليها قعد جنبها وايده كانت جوه هدومه بصتله باستغراب، طلع ايده من هدومه وكان ماسك فيها الشوكولا
دموعها نزلت أكتر وقدامه من غير ما تحس.
عويد كان متوقع أنها هتضحك حتى ابتسامه خفيفة لكن أنصدم من رد فعلها: انتى بتعيطي ليه دلوقتي؟
هزت راسها بنفي مع ابتسامة جانبية حطت ايدها على خدها عشان تمسح دموعها، مقدرتش تسكت دموعها وأنهارت أكتر بكتير لدرجة حطت أيدها على وشها تخبي، عويد محسش بنفسه إلا وهو ماسك ايدها بيشدها يدخلها جوه حضنه وفضل يطبطب على ضهرها لدرجة عينه لمعت، غمض جامد يحبس دموعه وهي كانت بتحضنه أووي وبتمسك تي شيرته بكل قوتها.
★****★
- أنا مش عارفة انت مشحططني كل شوية ليه؟
قالتها مي بغيظ من حمزه، سكت ثواني وحاول يفهمها بهدوء: مي عويد صاحبي... واللي حصل معاه ممكن كان يحصلي أنا، واللي بعمله معاه اقل من الواجب كمان.
مي وهي بتلوي شفايفها: والله طب يا حونين خلصنا من موضوع صاحبك عشان نفوق لجوزنا انا بقيت عروسة مخلل، يارب الرحمه من عندك يااااارب.
قالت اخر جمله وهي بتبص للسما وبتصرخ وأول ما نزلت راسها لقت جودي في حضن عويد شهقت شهقه وضربت ايدها على صدرها: انت عايز تأكدلي الواد والبت الحربايه دي ميعرفوش بعض؟
حمزه بتلقائية: لا أول مره يعرفوا بعض.
مي وهي تمسك دقنها وتبص عليهم: والله قلبي كان حاسس أنها حربايه .... ده انا اللي مخطوبة بقالي خمس سنين ولا حصل.
حمزه حط ايده على مناخيره: هو انتى بتدى للواحد فرصة يفكر حتى.
مي الجنان طلب معاها صرخت وهي بتزقه: عااااا وسع من قدامي اجبها من شعرها.
حمزه مسكها جامد: اهدى بس إحنا في الشارع.
اخر كلمه من حمزه خلتها تقف وتبص عليه: الهانم فاكره نفسها في فندق سبع نجوم، سبني عليها يا حمززززه.
وصل صوتها ل مسمع جودي بعدت بسرعة عن عويد ومسحت دموعه.
وقف عويد بسرعة وبص لمي بحده أنها تنهي كلامها. وبالفعل سكتت واكتفت تبصله بصات تحمل القرف، وقفت جودي وقبلتهم بابتسامة رقيقه شبه ملامحها،
مي ربعت ايدها وقالت من بين سنانها: خلص يا حمزه خلينا نغور.
حمزه بأحراج من كلام مي اللي كله قلة ذوق: معلش لقيت أوضه فوق سطح عمارة والهدوم دى تمشي بيها حالك.
عويد مد ايده اخد منه الهدوم وقال بشكر: كتر خيرك يا صاحبي، اهو اي حاجة تتوينا على ما اتصرف.
حمزه: ده عنوان العمارة هتقوله من طرف حمزه، واه أنا قلت ليه أن بينك وبين أهل مراتك مشاكل.
عويد بعدم فهم: مراتي مين؟
حمزه تنحنح : اقصد چودي عشان مكنش ينفع اقول غير كده، لأن هي اوضة وهتناموا فيها مع بعض.
جودي أحمر وشها وكانت تتمنى الأرض تبلعها لما حمزه قال هتناموا فيها مع بعض.
عويد اتحرج برضوا من كلام حمزه اللي مش بيعمل ليه حساب: خلاص تمام يا حمزه نردها ليك في الأفراح.
مي بصتله بقرف ورفعت شفتها بسخرية، بادلها نفس البصه وهو بيزغرلها.
حمزه اخد عويد بعيد وطلع من جيبه ٥٠٠ جنيه: خلي معاك دول.
عويد بكسوف من كل اللي بيعمله معاه حمزه من ساعة ما وصل القاهره: بس كده كتير عليك.
حمزه بأبتسامة صافيه: متشغلش بالك ربنا معاك يا صاحبي.
عويد اخد الفلوس وحضن حمزه، مي قربت منهم وقالت بقلة ذوق: فقرة فندق سبع نجوم مش هتخلص.
عويد بصلها بصه سريعة وسكت احتراماً لصاحبه.
حمزه ماسك ايدها وشدها وهو ماشي قال ل جودي: ربنا يصلح ليكم الأحوال.
وكل اتنين اتحركوا في اتجاهم، فضل حمزه يلوم مي كتير لكن هي اللي في دماغها في دماغها كأن مش بيتكلم اصلا، سكت عشان ميتعثبش أكتر من كده ويخسره بعض من كتر الشد اللي بنهم وهو مقدر اللي هي فيه وأنه طول اووي في فترة الخطوبة بسبب قلة الفلوس، اتمنى يغمض عينه ويفتحها ويلاقى مي بتاعة أول يوم اللي شافها فيه، لكن للاسف البداية دايما بتبقى جميلة، دعى ربنا يكرمه ويديله الفلوس من حيث لا يدري عشان مشكلة حياتة تتحل ويتجوز ويبقى مع مجنونتة.
وصل عويد وجودي البيت وفهم الراجل اللي قاله عليه حمزه وصعبوا عليه جدا، ووصلهم لحد الأوضه وقبل ما يمشي: أنا هنا تحت أمركم أي حاجة قول بس يا ابو محمد.
عويد بابتسامة: تشكر يا ابو محمد.
نزل صاحب الأوضه بعد ما سلم عويد مفتاح قفل الحديد، قعدت جودي على كنبه جنب باب الأوضه اللي ينطلق عليها عشة فراخ، قرب عويد من الباب وقال بتريقة: والله يابرنسيس كان نفسي في قصر أكبر من ده بس انتى عارفة العيشه اللي في مصر... بس كله بسببك قلت ليكى خلينا في تركيا في قصرنا الكبير وانتى اللي غاوية قصور بيئه.
ضحكت من قلبها وقالت أول ما قدرت تاخد نفسها: انت ازاي برغم كل اللي انت فيه بتهزر ومش شايل هم لبكره؟!
ساب القفل المصدي اللي كان بيحاول يفتحه وبصلها: عشان اقدر اعيش واشوف ضحكت أحلى كوابيس اللي بتطلع من ليفل الوحش.
خلص كلامه وغمز ليها ابتسمت بكسوف، وهو لف يحاول يفتح القفل: اخيرا فتح، اتفضل يا ليفل الوحش برجلك اليمين خد رحتك في القصر العنبري
وشاور على الكنبه الكحيانه اللي قدام الباب: وأنا هنام على الريش النعام ده كفاية عليا، بس عايزك ماتبخليش عليا وتطلي عليا في كوابيسي اقصد احلامي.
جودي استجدعته اوي واتكسفت من نفسها من كل اللي عملته معاه، قربت منه مسكت ايده وهي بتقول: شكرا على اللي عملته معايا، وآسفه على اللي حصلك بسب........
عويد اتك على ايدها وهو باصص في عيونها : انتى امانه في رقبتى لحد ما شفرة لوغاردم تتفك.
جودي بتأكيد: أنا واثقة أن بابي ودنيا وأحمد كلهم بيحبوني، بس مش عارفه أزاي يعملوا فيا كده؟ دول أكتر ناس طول عمري بحس معاهم بالأمان.
عويد رفع حاجبه بغيظ وساب ايدها: كلمة الأمان في الزمن ده صعب تقوليها لمجرد إحساس.... روحي نامي يا جودي وربك ييسر الأمور.
جودي: طيب اتفضل خد دش الأول وغير هدومك.
عويد ما صدق سمع الكلمة فتح الشنطة اللي جابها حمزه طلع غيار ودخل اخد دش، طلع لقاها نايمه على السرير زي طفله بريئه وضمه نفسها جامد، اتأملها لثواني وطلع من الأوضه وقفل الباب عليها واتمدد على الكنبه.
أنت تقرأ
كوابيس
Actionالمقدمة اخطأ من قال ان السعادة تكمن في امتلاگ المال.. فكل من البشر يركض وراء البحث عنه وجمعه، ولكن كل منهما يختلف وسيلته وطريقته.. فنجد منهما من يدعس بقدميه على المبادئ والأصول، لتحقيقه والفوز به؛ حينها سيعلم أين تكمن سعادته؟! وسيبقى السؤال الذي حير...