الفصل الخامس والعشرون الأخير

573 70 18
                                    

الفصل الخامس والعشرون الأخير
رواية كوابيــــــــس
الكاتبة ابتسام محمود الصيري

عند مي  عقلها كان هيطير لمجرد التفكير في أن خلاص النهاية بكره وهتكون لراجل غير حمزه، حست أن دمها هرب وقلبها بيدق بسرعة رهيبة رافض الوضع اللي دبست نفسها فيه، كلمت نفسها بطريقة هستريه: هو خلاص كده فرحي بكره؟ وعلى شاب غني مغرور شايف أن بفلوسه يعمل كل حاجة؟!
لطمت على وشها بقهر ودموعها بقت زي المطر المتواصل: مش ده اللي كنتى بتحلمي بيه؟
سكتت ثواني تفكر بجدية هو ده فعلا اللي كانت بتفكر فيه، هزت راسها بالموافقه وهي بتعيط بحرقه وردت على نفسها بجنون: اه بس فين حمزه؟ ما حمزه كان جزء من الحلم.
بصت حولين نفسها وادركت أن خلاص الواقع المرير فضله يوم وحمزه فعلا راح وفضلت تلوم نفسها: بس حمزه راح... راح خالص.
زاد صوت عياطها: والفلوس جت يا مي... ما الفلوس برضو كانت جزء وجت..  بس الفلوس مسعدتنيش، و حمزه كان بيسعدني من قلبي..  اه كنت بزعل منه بس كان بيقدر ينسيني الدنيا بكلمة منه.
وهنا مي ادركت معنى السعادة الحقيقيه بعد فوات الأوان، غمضت عينها جامد من كتر القهر والوجع والعذاب والتشتت اللي هي فيه، مسكت تليفونها بايد بتترعش وفتحت الشات الخاص بينهم وفضلت تبصله دقايق غمضت عينها واستعدت تكتب ليه رساله كانت رعشتها مسيطرة عليها وفضلت تكتب حرف حرف كأنها أول مره تكتب على لوحة مفاتيح تليفون أخدت وقت كبير تكتبها وكل حرف كانت بتبكي ندم على غبائها، أخيراً داست على أرسال وقلبها زاد في دقاته المشتاقة لكلمة تخلق جوه قلبها أمل جديد، استنت حمزه يفتح الرسالة، لكن حمزه مكنش فاتح الاكونت الخاص بيهم، قفلت بسرعة و فتحت الاكونت التاني تشوفه فاتح، لقته قافل النت خالص، ضمت ركبتها وسندت راسها عليها وفضلت تلعن نفسها على غبائها وتسرعها على تضيع أكتر شخص بتحس معاه بالأمان، دلوقتي عرفت أن الأمان والحنيه اغلى من كنوز العالم، كانت بتبص لعقارب الساعة وتتمنى الكون كله يقف ثواني ويرجع للحظه اللي بدت الفلوس عليه، كانت كل وحواسها مستنيه بفارغ الصبر رد حمزه على كلامها المصيري.
                ★****★

حمزه رجع متأخر من شغله، ومن كتر المشي طول النهار والف على التدوير بين الشركات وأصحاب الاملاك عشان يعملهم بوليصة تأمين، اتهلك من التعب أول ما دخل بيته اترمى على الكنبه العربي، ومع أن بطنه بتطلب حقها وبتصوصو، رفض وقرر ميتحركش من مكانه وطلع الفون يبص بصه اخيره لرسايل مي في الشات اللي ما بينهم اللي بتصبره على الفراق قبل ما ينام وفتح الاكونت الخاص بينهم وقبل ما يشوف اي حاجة الفون وقع من ايده فتح الرسالة بتاعتها الجديدة ميل يجيب التليفون  لسه بيبص على الشاشة لقه فصل شحن ومأخدش باله أنها بعتت ليه رساله، ومن كتر تعب جسمه والصداع اللي هيفرتك راسه، رمى التليفون وغمض عينه وسحب لحد ما وصل لفوق السحاب.
                 ★****★
أول ما ظهر عند مي السهمين اللبني قلبها بقى يدق جامد وبدأت تقرأ رسالتها على أساس هو بيقرأها في الوقت ده وعشان تتعرف هيخلص قرأتها امتى عشان متفضلش مستنيه كتير ورددت كلام رسالتها:

كوابيس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن