الفصل الحادي عشر
رواية كوابيـــس
للكاتبه ابتسام محمود الصيريفرحه حطت الاكل بقلة ذوق وقالت بتريقة : متوترة !
وكملت كلامها بعد ما لوت شفايفها وقالت بستهزاء: تحبي اجبلك طاسة الخضه.
چودي ببراءه: لا شكرا.
فرحه بصتلها من أول شعر راسها لرجلها بغل: شكلك جايبه راس أهلك في الوحل.
چودي بعدم فهم: تقصدي ايه؟
فرحه وهي ماسكه طرف طرحتها تطلع غلها فيها وردت من تحت الضرس: يلا كلي.
چودي: شكرا ماليش نفس.
فرحه بخبث: مافيش حد اهنا يجول ماليش نفس، الكبير يزعل وزعله واعر جوي جوي عاد.... ولا شكلك جرفانه من الوكل؟
چودي محبتش تحرجها وتزعل رُحيم مدت ايدها واكلت لقمه اللي كانت كفيله تخلي دماغها تضرب في السما، عينها احمرت ووشها كله اتلقب دم وفضلت تتحرك على الكرسي من كتر النار اللي في بوقها، ومناخيرها سابت وجالها زغطه، ومابقتش قادره تاخد نفسها لدرجة شفايفها اتنفخت ولا كأنها لسه حقنه بوتكس.
فرحه مثلة الزعل: شكل وكلنا مش عجبك، خلاص عسيبك على راحتك، سلام يا غندوره.
قامت فرحه تضحك في سرها ومهنش عليها حتى تديها بق مايه ومشيت وسابتها بنارها، چودي أول ما لقتها طلعت جريت قفلت الباب وفضلت تتنطط لحد ما هديت شويه، قربت من السرير وفردت جسمها و قررت تنام، لكن عقلها فضل يفكر في الماضي ونفسها تطلع ثغره حصلت عشان تفهم بيها سبب تبديل الأحوال.
كان باباها دايما اخر الأيام بيقعد في المكتب ساعات كتير، وهي يا أما في الجامعة يا في اوضتها حتى الأكل اللي كان بيجمعهم بقالهم فتره فعلا كل واحد بياكل لوحده بسبب ظروف تغير مواعيد شغلهم كلهم، وأن كان كل ده دل على حاجة هيدل أن محصلش خلاف ولا كلام عشان يحصل زعل ما بينهم، فكرت في أن البعد بيعمل جفاف في المشاعر، ولو ده ابوها اللي عمره كله كان بيضحي بيه عشانها حتى الجواز مفكرش فيه غير لما مرات ابوها هي اللي عرضت عليها وهي طفله تطلب من بابا يتجوزها، ارهقت من التفكير وراسها صدعت غمضت عينها وتمنت مش تصحى على كابوس جديد.
★*******★
وصل عويد بيته، أول ما لمحته سعدية نزلت تجري ومن كتر فرحتها نسيت تلبس حاجة في رجلها، وأول ما وقفت قدامه شمت ريحته زي المدمنه بحركه كوميديه زي اللي ماصدقت لقت كيفها وقالت بلهجتها الصعيديه اللي بتتكلم بيها بسرعة من غير متوقف حتى تاخد نفسها:
ازيك يا واد العم، شكلك زين، أكيد اتوحشتك وجي تشوفني صوح، طبعا أمال ايه اللي هيجيبك قبل ما تكمل شهر تعين في شغلك، تعبت في مصر من غيري، أني عارفه أنك مش بترتاح ولا تشبع غير لما تاكل من يدي.
ضحك عويد بنبرته الرجوليه: ياااااا يا سعديه كل حاجة اتغيرت من حوليا، وانتى لسه زي ما انتى تتكلمي وتردي على نفسك.
سعديه ميلت راسها على كتفها وابتسمت بخجل وهي فاهمه قصده غلط: متكسفنيش يا واد عمي أني عارفه أنك بتحبني، وأني مجدرش اتغير من ناحيتك واصل.
عويد ضحك على طيبة قلبها: تعالي يا سعديه اطلع اسلم على امي وبوي.
وقبل ما يطلع خبط على الاوضه اللي في الدور الارضي ودخل سلم على ابوه اللي كان هيطير من الفرحة: كيفك يا ولد اتوحشتني كتير كيف أهل القاهرة معاك؟
عويد حضنه وباس ايده باحترام: عال يا بوي انت اخبار صحتك ايه؟
ابوه: الحمدلله على كل شيء، اطلع سلم على أمك وتعال نرط شوي.
عويد بأبتسامة: حاضر يا بوي.
سابه و طلع لقه أمه قعده جنب الفرن بتخبز عيش، قرب منها اترمى في حضنها وباس ايدها: لساكي ياما مجمتيش من جنب الفرن؟
أم عويد قامت بفرحه واخدته جوه حضنها: والله جلبي كان حاسس بيك يا ولدي أنك چي، جلت اجبزلك رغفات.
عويد: تسلم يدك يا غاليه.
سعديه حست عويد سرح في الكلام مع امه قالت: ماتيجى عندينا كل لقمه من يدي.
عويد: تسلم يدك يا سعديه، هاجي الصبح بكير افطر معاكم و اعزي سعده.
سعديه وهي بتتنطط من الفرحة: هستناك يا واد عمي.
★********★
على الساعة واحده بليل مي سمعت كلام زي سم الأفاعي ومقدرتش تستحمله غير لما توصله لحمزه اللي فضلت تتصل بيه وهو ولا سمع التليفون وساحب في النوم على الرابع، قررت انها تروحله البيت، فضلت تخبط وتهبد، قام اتفزع وأول ما فتح ليها ووشه كان كله نوم وقبل ما يسأل عن سبب وجودها في الوقت ده قالت بصراخها المعتاد: حمزه صاحبك قدر يهرب منهم.
حمزه كان وصله الخبر من عويد من الصبح، مسح وشه وقال بصدق: تصدقي كان حمل على قلبي واتزاح من ساعة ما اتصل بيا وقالي.
دخل حمزه جوه البيت، و دخلت وراه مي وهي بتصرخ من بروده: انت بتقول ايههه، دنيا هانم مبهدله الدنيا وبتقول لازم نقولها راحوا فين، لهتاخد كل حاجة مننا.
لف حمزه وبص في عينها بعصبية: بقولك كان حمل على قلبي أني خدعت صاحبي تقولي اقولها تاني مكانه.
مي بخوف على كل حاجه اخدتها من دنيا: حمزه دي بتهدد هتاخد كل حاجة.
حمزه حاول يتكلم بهدوء: مي أنا سمعت كلامك مره خلاص كده مش هلعب تاني، ضميري هيموتني أني غدرت بصاحبي.
- عاااااا.
صرخت مي بغيظ من بروده ولامبالاة من كلامه اللي طبعا مش على هواها، واتعصبت على انه مش فارق معاه أن هيضيع منهم كل حاجة وصلت ليهم في غمضة عين.
فلاش باك
دنيا اتصلت بحمزه وطلبت مقابلته، كان في تردد وقلق من المقابلة المفاجأة، لكن مي أصرت أنه يروح ومش لوحده، وبالفعل راحت معاه، و كلام دنيا كان طلب صريح قصاد مبلغ كبير وشقه عمرهم ما كانوا يحلموا بيها، وقامت سابتهم شوية يفكروا، وكانت مي في الوقت ده عينها بتلمع وقلبها بيرقص بسبب عرض دنيا المغري، وكان حمزه في حيره وتخبط بين مبدأ ازاي يبيع صاحبه، وازاي يرفس نعمه لو اشتغل سنين مش هيوصل ليها، لكن قرر أنه مش هيبيع صاحبه بملايين الدنيا وقام عشان ينهي الموضوع، وقفت مي قصاده بدموع وترجي وفضلت تتحايل عليه أنها نفسها تبقى في حضنه ومبقتش قادرة تستحمل بعده عنها ونفسها يجمعهم بيت واحد بعد سنين حب وتضحية.
حمزه من كتر زن خطيبته والاحلام اللي رسمتها في ثواني وافق على بيع صاحبة وقال على مكانة اللي موجود فيه.
أنت تقرأ
كوابيس
Actionالمقدمة اخطأ من قال ان السعادة تكمن في امتلاگ المال.. فكل من البشر يركض وراء البحث عنه وجمعه، ولكن كل منهما يختلف وسيلته وطريقته.. فنجد منهما من يدعس بقدميه على المبادئ والأصول، لتحقيقه والفوز به؛ حينها سيعلم أين تكمن سعادته؟! وسيبقى السؤال الذي حير...