الفصل السابع عشر
رواية كوابيــــــــس
الكاتبة ابتسام محمود الصيريرحيم اخد نفسه بصعوبة وحاول يقول جملته كأنه طفل ولسه بيتعلم الكلام: للاسف... الجدر حالف يمين أن كل واحد فينا ليه طريج غير التاني.
قال كل حرف بضعف بتوهان من القدر اللي دايما بيفرض قراره، ومن غير ما يسمع منها رد سابها ومشي بنار قيده جوه منه، لكن هي كانت لسه واقفه مستنيه تسمع رده اللي كانت نفسها يكون زي ما متخيله، وحاولت تكذب كل حرف هي سمعته، لكن هو ماشي يبقى يقصد فعلا الفراق من جديد، والصدمه التانيه على التوالي منه كتمت صوت صرخها جوه منها وقالت بصوت كله قهر ومرار: بتتهم الجدر وانت جاصد تلعب بمشاعري، ليه يا رحيييم وجعي بتتلذذ بيه.....
فعلا الايام بتبين حقايق من اللي كانوا عملين حبايب وادي قصتهم من جديد اتحكم عليها بالاعدام.كانت چودي وقفه قريب منهم اووي شايفه وسمعه كل حاجة قربت منها بكره شديد: ياريت كفاية بقى تمثيل وسيبي الراجل يشوف بيته حرام عليكى.
سعده بعيون كلها دموع: مش طلبتى مني جبل إكده احكيلك حكايتى.
چودي ربعت إيدها وبقرف: شكرا مش عايزه اسمع منك حاجة ولا عايزه اعرفك تاني.
خلصت كلامها ومشيت من غير ما تديها فرصه تدافع عن نفسها، سعده مستغربتش قسوة چودي معاها ما حبيبها عمل فيها اكتر بميت مره من اللي چودي عملته لملمت نفسها واتحركت على بيتها وبقت هي ودموعها شركاء للأبد.....
★******★
رحيم قرر يروح مكان مكنش بيروحه غير وهو صغير اقرب مكان لقلبه مع أنه كان طفل والكل كان بيخاف من المكان ده إلا هو دايما كان بيحس قبر أمه مش قبر، بيحس فعلا بحنانها لو سقعان بيحس بالدفا عمره ما رحلها إلا ورجع مجبور الخاطر دايما وهو صغير لما كان نفسه في حاجة كان يعيط على قبرها ويطلب منها ويتفاجأ بكل اللي كان عايزه تاني يوم عنده عشان كده قرر يرحلها ويعيط في حضنها زي ما كان صغير ويقولها كل حاجة بتوجعه اترمى على قبرها وبدأ بعياط هستيري وتدرجيا حس براحه مسح دموعه وقعد ربع رجله وبدأ كلامه: اتوحشتك ياما يارتنى كنت مت معاكي، الحياة جسيه اووي من غير حضنك الحنين، ابوي أني خابر أنه بيحب بت خوه بس أني ذنبي ايه، اني حبيت سعده مش جادر احب غيرها ولا عارف اشوف غيرها نفسي ارتاح ياما وقلبي ينسى بس والله ما جادر برغم كل السنين الفراج مش جادر أول ما بلمحها جلبي بيبقى عايز يفط من مطرحه ويرحلها، سعده اللي خلت لحياتي معنى بعدك أني عارف أنك انتى كمان مش بتحبيها عشان من ساعة ماعرفتها بطلت اطل عليكى وبجيت احكلها هي بس، والله ياما بحس في نبرتها بدفا وحنان مش يتخيره عنك سعده طيبه جوي جوي شبهك، بس للاسف أني بدمرها كل مره هي ليها حق تكرهني بس والله ما بيدي.... كل مره بچيلك عشان تخلي ابوي يجبلي حاجة نفسي فيها... المره دي جي ادفن جنبك اغلى ما ليا في دنيا طلع من جيب الصداري الداخلي ميدالية مكتوب فيها إسمه واسم سعده وكمل كلامه: أنا وسعده خلاص كل واحد فينا بقى ليه طريج خاص بيه أني وهي بالنسبة لبعض في تعداد الاموات.
مسح دموعه وهو بيعمل حفره صغيره جنب راس امه دفن الذكرى الوحيدة اللي كانت بقيه ليه وروح على بيته.
★******★
سعده أول ما دخلت بيتها شافتها سعدية: وه وه وه يا بت ابوي مالك معيطه كيف اللي ميتلك ميت.
سعده بنار جوه صدرها: هملينى عاد.
سعدية: والله ما اهملك واصل انتي خيتي اللي بحبها جولي بس مين مزعلك وأنا اروح اجطعه بسناني.
تدخل غوايش تضحك وتقول بلمضتها: هتجولك بعد الشر على اللي مزعلني منيكى.
سعده بضيق: بس يا غوايش مش نقصاكي واصل.
غوايش ترفع ايدها تشخلل بغوايشها وتقول بالعين والحاجب بصرامة: والله ما هبس الا ما أعمل كل اللي في دماغي، فتكم بعافيه.
سعده بقلق: رايحه فين يا به؟
غوايش ترفع فستانها على وسطها وتقول وهي بتهز وسطها وتشوح بايدها: متجلجيش علي أني صغيره اه... بس جن اللي بيطلع للناس في ضلمه وينغص عليهم حياتهم.
قالت كلامها وفتحت الباب ونزلت جري.
★*****★
چودي تروح بيت عويد وتدخل اوضتها تتصل على فرح وتقولها بنصيحة: روحي لجوزك وخليكى جنبه شوفي ايه يرضي واعملي بلاش عند وبلاش تحسسي دايما هو الجاني مهما كان ده جوزك.
فرح بدموع: يعنى عجبك اللي بيعمله فيا واللي عيعمله؟
چودي: أنا بنفسي شوفت رحيم بيصد سعده وسابها ومشي.
فرحه بسعاده: بجد يا چودي يعني خلاص سابها، خلاص رحيم بجى ليا اني وبس.
جودي: ايوه وانتى وشطارتك بقى يا تقربي منك يا تبعدي العمر كله.
فرح: ابعده كيف ده أني ما صدجت، بس ضبريني اعمل ايه؟
جودي بضحك: هتسألي تاني زي ما قولتلك عايزاكي تنوري طول ما هو في البيت بصي عايزاكي إشارة مرور بمعنى الكلمه طول ما انتى لبسه الأحمر ميتحركش من البيت.
فهمت فرحه مقصد چودي وضحكت، وبعد ما قفلت نزلت من المستشفى ركبت العربية الخاصه بيها وطلعت على بيتها وحلفه انها تكسب قلب رحيم للأبد ومش هضيع الفرصه، أول ما دخلت قفلت باب الشقه وغمضت عينها وابتسمت بفرحه وهي حطه ايدها على قلبها اللي بيرقص من الفرحه وثواني جريت على المطبخ وطلبت من البنات اللي بيشتغله عندها عشا معتبر، سابتهم ودخلت على اوضتها فتحت دلابها وفضلت تطلع في قمصان لحد ما عينها وقعت على حته تايجر لبستها ووقفت قدام المرايا تتغزل في نفسها وهي بتحط مكياج، خلصت وهي بتحط برفان مميز وطلعت اخدت الأكل ودخلت ل رحيم اللي أول ما وصل بيته اترمى على الكرسي بهدومه المتربه كان مغمض عينه اووي ومرجع راسه لورا، سابت فرح الأكل بسرعة من أيدها وبخضه: رحيم ايه اللي حوصلك؟
رحيم رجع راسه من على الكرسي وفتح عينه بصعوبة وهو بيبصلها: أني زين.
فرحه قامت فضلت تنفض ليه هدومه وقالت بصوت ناعم حزين وهي بتملس على دقنه: إكده برضو تجلجني عليك، والله يا رحيم أني مجدرش أعيش من غيرك.... عموماً خلاص أعمل اللي يريحك أني عمري ما هجبرك على حاچة واصل أني يهمني سعادتك وفرحتك، أنت جبل أي شي يا واد عمي، شوف اللي يريحك واعمله.
رحيم رجع راسه لورا وحط ايده على عينه جامد وهو بيضم شفايفه وكلم نفسه: أني فعلا ليه مش بدي لنفسي فرصه احبها... أني خلاص مش باجي غيرها جدامي، ما اسيب نفسي واحبها حتى عشان ارتاح واريح ابوي.
فرح بحزن وهي تمسك ايده: زعلان ليه طويب دلوجيت ما جلت أعمل اللي يريحك؟
رحيم طبطب على وشها ورفع وشها ليه: أني خلاص مبجتش عايز حاجة من الدنيا واصل غير رضا ابوي وانتي رضا ابوي علي.
فرحه تقوم بسعادة: والله يا رحيم ما هتندم واصل أنك اتجوزتني سبلي بس نفسك وأني هخليك من كتر السعادة اللي هتبجى فيها تطير.
رحيم ابتسم بوجع وقال بصوت هادي: وسعت منك يا فرح.
فرح ضحكت كسوف: شكلك مش واخد بالك من التايجر.
رحيم بص بتركيز: لا حلو التايجر.
فرح قامت قعدت على رجله وبتأكله بأيدها وبضحكة ونظره كلها اغراء: ماني جلت إكده برضك، جوم اتسبح عشان ناكله لجمه سوا.
أنت تقرأ
كوابيس
Açãoالمقدمة اخطأ من قال ان السعادة تكمن في امتلاگ المال.. فكل من البشر يركض وراء البحث عنه وجمعه، ولكن كل منهما يختلف وسيلته وطريقته.. فنجد منهما من يدعس بقدميه على المبادئ والأصول، لتحقيقه والفوز به؛ حينها سيعلم أين تكمن سعادته؟! وسيبقى السؤال الذي حير...