الخاتمة

657 87 28
                                    

الخاتمة
رواية كوابيس
الكاتبة ابتسام محمود الصيري

قبل ما مي ترمي نفسها كانت بترمي الفلوس وهي بتبتسم بقهر وقلب حزين ندمان على كل تصرف بدر منها، بسبب ورق ضيع منها حب عمرها ومع اخر ورقه فضلت تبص على الناس اللي انشغلت بلم الفلوس واتهموها أنها مجنونة، رمت الشنطة واستعدت ترمي نفسها لكن للحظه فكرة أن الناس دي لو كانوا شافوها هي بترمي نفسها كانوا جريوا عليها بنفس الهفه دي؟ ابتسمت للمره الاخيره بحزن ورفعت رجلها على سور الكوبري....... لكن اتحرك اللي قلبه مش طوعه أنه ميجيش بعد ما لقاها مشفتش رسالته، لأنه عارف أنها مجنونة وممكن تنتحر بجد، وساعتها هو اللي هيندم أن مهتمش، كان مراقبها طول الوقت واتأكد أنها اتغيرت بجد من الندم اللي كان باين على وشها اللي دبل شبه الورده اللي ناقصها اهتمام.
- والله مجنونة.
قالها حمزه وهو بيلحقها في أخر لحظه، بقلب بيدق جامد بلهفه وخوف، بحلقت مي عليه وقالت بصوتها المسرع: أنا مش مصدقه نفسي... انت جيت يا حمزه...؟! سمحتني صح...؟! قول قول يلا قول سمحتك !!
حمزه كانت كل حركتها المجنونة وحشته ورجعت الضحكه تطلع من جوه قلبه تاني على حركتها وقال وهو ماسك ايدها وبيبصلها فى عينها: البعد عن أنسانه استوطن القلب بتكون أطول عملية جراحية بتهدينا بيها الحياة، وانا مقدرش أدخل العملية دي، عشان كده قررت اسامحك.
مي بعصيية من مبرره لرجوعه ليها: بس.
حمزه ابتسم ورفع حاجبه وهو بيقرب ايدها لقلبه: اه بس.
مي اتكت على ايده وقالت بقلب رجع ينبض بحب الحياه: تصدق وحشنى رخمتك يا رخم.
حمزه اتمسك بايدها بقوة: وحشني جنانك يا شعنونة.
مي ضحكتها نورت وشها وقال بهزار: أنا شعنونة، والله ما هسييك.
جرى حمزه وهو بيضحك بفرحه وهي فضلت تجري وراه لحد ما شافت واحده بتبيع ورد وقفت اشترت ورده واهدتها ليه: آسفه بجد يا حمزه آسفه على كل موقف كان بيحصل مني، أسفه أني مكنتش فاهمه معنى الورده اللي كنت بتبقى عايز تشتريها ليا؛ وكنت بفضل احوش عشان نتجوز، بس صدقني كنت بعمل كل ده عشان ادخل بيتك واكون في حضنك.
حمزه: مهما تعملي بعد كده يا مجنونة مستحيل اسمع كلامك... يلا بقا اشتريلك بوكيه ورد.
مي بهزار: لو مصر تفقد الفلوس تعالى ناكل كفته وكباب.
حمزه افتكر جوعه: تصدقي عندك حق يلا ناكل.

مسك ايدها واتحركوا بسعادة غمرة قلوبهم ووقفوا قدام محل صغير بتعمل كفته وكباب وطلبوا ساندوتشات وفضلوا ياكلوا كأنهم مشفوش الأكل من ساعة ما بعده عن بعض.
           ★****★
المستشار عامر بنفسه كان بيباشر قضية الأراضي الزراعية ورجعت كل الأراضي لأصحابها، اما دنيا وأحمد اتحكم عليهم بكذا تهمه واخده تأبيده ندم أحمد أنه سمع كلام دنيا وخسر كل مستقبله عشان طمعه.
أما فرح، سعده اصرت أن رحيم يجبلها محامي مهما كان دي بنت عمه من لحمه ودمه وبالفعل جبلها محامي واخدت خمس سنين وغرامه ١٠٠٠٠ جنيه.  انهارت فرح في المحكمة وفضلت تلطم على وشها وهي بتقول بنار وحقد: بت عاشور انتصرت علي والله لاطلعلك في احلامك واندمك أنك تاخدي حاجة كانت في يدي.
الكل وقف مذهول من جبرتها برغم اللي هي فيه لسه حطه سعده في دماغها، هنا رحيم مقدرش يستحمل وقرب منها: انتى بتكرهيها ليه الكره ده كله؟!
فرح بغيره: فيها ايه أحسن مني عشان الكل يحبها من صغرها عني فيها ايه عشان الكل يجربلها ويبعد عني، اه بكرها ومن قلبي، عشان أنا طول عمري ناقصني اهتمام وحب.
رحيم حس أنه مشلول ومافيش كلام يوصفها ومهما قال هي ولا هتفهم واكتفى: انتى مريضة ربنا يشفيكى.
فرح صرخت من قلبها وقالت بصوتها كله: هكون كابوس حياتكم العمر كله يا رحيم.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 07, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

كوابيس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن