الفصل السادس عشر
رواية كوابيــــــــس
للكاتبة ابتسام محمود الصيريعويد طلع اوضته وحاول يفكر في كلام المتصل وكلام چودي حس أنه فعلا مشلول خايف ياخد خطوة عشان يراضيها يهد كل اللي عمله، وخايف يتجاهل المتصل يطلع باباها فعلا في محنه وقبل ما چودي مش هتسمحه هو مش هيسامح نفسه، قام اخيرا وقرر يتصل بصاحبه ومنقذه من صغره وأول ما رد عليه رحيم حكى ليه كل اللي حصل وفي النهاية قال بتسأل: هنتصرف كيف يا رحيم؟
رحيم قعد بتعب ومسك راسه من كتر الصداع والافكار اللي بتخطر على باله من أقرب الناس ليه، وحاول يرد بتريس في مشكلة صاحبة اللي ماسك كل خيوطها بإتقان: اهدى يا صاحبي، كل حاجة وليها حل.
عويد بقلق: عنعمل ايه في الورطة الچديدة دي؟
رحيم بهدوء: ابعت حد تثق فيه الفيلا بتاعتهم يراقبها.
عويد باستغراب: طيب وايه النفع من إكده؟!
رحيم بتعب مسح عينه واستقرت صوابعه على حرف مناخيره من الصداع: أسمع الكلام عاد، كله هيبان من المراجبه، اهم شيء اللي يراجب الفيلا ميتحركش خطوة بعيد عنيها وتبجى عينه صاحيه كيف الصقر اوعاه يغفل هبابه.
عويد خرج نفس عميق وهو مش عارف مين اللي هيراقب الفيلا: ماشي يا رحيم هدور على حد.
رحيم من غير تفكير قال: وتدور ليه وهو موچود.
عويد ضيق عينه وسأله بستفهام: مين؟
رحيم بهدوء: حمزه.
عويد حاول يستوعب الإسم اللي خانه قبل كده: كيف عاد؟!
رحيم بتوضيح: حمزه ندمان على اللي عمله، وكل بني ادم خطأ، هو أكتر حد دلوجيت عايز يثبت ليك أنه مخلص وكانت لحظة شيطان ممكن ايتها حد يجع فيها.
سكت عويد وبقى مش عارف يرد على رحيم، لكن رحيم نهى معاه الكلام: تبقى تبلغني بأي جديد يوحصل، سلام.
قفل الخط مع عويد واتمنى أنه كان يقدر يمسك خيوط مشكلته وكانت كل حاجة تبقى واضحة قدامه عشان يقدر يقول نقطة ومن أول السطر ويرجع سعده لامانها اللي افتقدته وهو اللي كان السبب.
نام بعرض السرير وهو بيتمنى أنه كان يبقى شخص طايش واناني لاختياراته وميكبرش لحد مهما كان.
★*******★
عويد حاول يستوعب كلام رحيم، لكن مافيش بالفعل قدامه غير حمزة طلع رقمه وضغط على زرار الإتصال، ومن تاني رنه حمزة فتح بسرعة ولهفه زي ما صدق أنه شاف أسم صاحبة على شاشة تليفونه: كنت متأكد أنك هتسامحني من قلبك.
عويد بصدق: مسامحك يا حمزة.
حمزة بحزن وندم: والله لو فضلت العمر كله أكفر عن غلطتي أنا اللي مش هسامح نفسي على اللي عملته فيك.
عويد بحب ونيه صافيه : خلاص يا حمزة، احنا اصحاب ومافيش حاجة هتقدر تغير ما بنا، احنا اكلين مع بعض عيش وملح والعشرة ما بتهونش غير على ابن الحرام.
حمزة: طول عمرك ابن اصول وجاي من بيت كرم.
عويد بجدية: عايزك في خدمة.
حمزة بصدق: رقبتي سداده يا عويد
عويد: عايزك تراقب فيلا المستشار عامر والد چودي وعينك متنزلش من عليه.
حمزه بحماس عشان يدفع غلط اللي عمله: وهصورلك كل تحركاته كمان.
حس حمزة بندم شديد من ثقة عويد فيه مره تانيه وأن ربنا بعتله الموضوع ده عشان يكفر عن خيانته لصاحبه ويرجع ثقة ليه من جديد.
★*******★
وقبل ما عين رحيم تروح في النوم، سمع باب الوضه يخبط غمض عينه جامد ومداش إهتمام للي بيخبط، لحد ما سمع صوت أبوه منصور: رحيم أني منتظرك في المندره.
قام بسرعة عدل هيئته وهو مستغرب جيت ابوه لحد عنده، وتأكد أن اليوم مش هيخلص لحد كده وهيصب على كتفه مشاكل جديدة، طلع رحب ب ابوه: اهلا يا بوي، منور الدار كليته.
منصور بحده: مش جاي اضايف يا رحيم، جافل تليفونك ليه؟
رحيم مسك راسه ورد بتبرير: تعبت شوي جلت اريح، وأكيد مش جاي كل السكة دي عشان تسألني السؤال كيف ده، جول يا بوي حوصل ايه؟
منصور: مين البت اللي كنت مضايفه عنديك.
رحيم قعد جنب أبوه وقال بعد ما طلب ليه الشاي:
اه... دي كانت ضيفة عويد وانت خابر بيت عويد صغير وضيوفه هما ضيوفي.
ابوه حرك ايده بضيق على عصيته وقال بحده: ... جلت عويد... اممممم طويب ومالك ومال البت سعده مش كنا جفلنا الموضوع؟!
رحيم ضم حواجبه على بعض باستغراب: مالي؟! انت اللي بتسألني سؤال، كيف ده؟!
منصور بعصبية: اعجل يا رحيم انت مابجتش مراهق.
رحيم وقف وقال بجرائه: عشان إكده محدش له دخل واصل أني بعمل ايه.
منصور وقف قدامه وقال بنفس نبرة رحيم: جه اليوم اللي صوتك بيعلى علي يا رحيم.
رحيم ميل على ايد ابوه باسها وقال وهو بيدافع عن حقه: ابدا يا بوي، بس انت واحد خابر زين اللي عملته وكفاية تضحيات لحد إكده أني بني ادم من حجي اختار حياتي.
ابوه بعصبية: بعملتك إكده راح عتولع الدنيا وبتجيم الحرب.
رحيم بحزن وضيق على غبائه: الحرب كانت لازم تجوم من يوم ما ضحكت علي.
منصور بصدمه: أني يا رحيم عضحك عليك ؟! ليه لساك عيل صغير !!
رحيم بوجع كل السنين الفراق: كفاياك بجا يا بوي كفاياك لجل النبي، أني خابر كل اللي حصل.
ابوه برغم اعتراف ابنه أنه عارف الحقيقه قال بجبروت: أني جلت همل البت.
رحيم لف ضهره بغضب وقوه ولأول مره يطلع من سيطرته على نفسه قدام ابوه وقال: عتعمل أيه أكتر من اللي عملته، عتجتلها المرادي بدم بارد ولا ناوي على ايه يا كبيير ياللي كلمتك تمشي على بلد كلتها.
حس الكبير بإهانة من ابنه: ايه الحديد الماسخ اللي عتجوله عاد.
كان واقف رحيم زي الجبل الصلب وهو بيقول: بكفاية ظلم يا بوي وراعي ربنا والمنصب اللي انت فيه واحكم بالعدل.
الكبير بصدمه: أني ظالم يا ولدي.
رحيم بوجع يقرب من ابوه ويبص في عينه بنظرت حده ووجع وعتاب وقال من بين سنانه: ايوه ظلمتني زمان وجاي تكمل ظلمك علي.
قام الكبير من كتر اتهام ابنه ليه بالظلم، بعد ما حس بتعب ورعشه، مشي خطواته ببط وفجأة وقع على الأرض.
تخلى رحيم من قوته وميل بسرعة على ابوه: ابوي ابوي رد علي ابوي أني آسف جوم يا بوي حجج علي أني غلطان جووم يا بوي مسامحش نفسي واصل لو حصلك حاجة.
دخلت فرحه اللي كانت بتتسنط على كل كلامهم وقالت وهي بتضرب صدرها: موت ابوك بجهرته منك لله يا رحيم.
وميلت تطبطب على عمها وهي بتولع النار جوه قلب رحيم بمهارة، قام رحيم اخد تليفونه من على الترابيزه فتحه واتصل بالاسعاف عشان تكون مجهزه وتسعفه على ما يوصل المستشفى.
★*******★
في القاهرة
حمزه كان قاعد مركز وهو بيجهز لبس وحاجات كتير لزوم المراقبه لحد ما سمع صوت تليفونه طلعه من جيبه واتفاجأ بالمتصل رد وادعى انه ميعرفش المتصل وقال ببرود: الو.... مين؟!
المتصل بعصبية: ميييين انت هتستهبل يا حمزه طب نسيت رقمي وصوتي كمان نسيته.
حمزه ببرود تلاجه: لا طبعا الصوت المسرسع ده مش يتنسي اهلا مي.
مي بغيظ: المسرسع ده هو اللي كان دايما بيلفت انتباهك ليا.
حمزه بضحك مبالغ فيه: فعلا صوتك مميز جدا بيلفت الإنتباه.
مي: متقدم ليا عريس.
جملتها هزت اوتار قلبه، لكن اتك حمزه على نفسه وقال: الف مبروك يا مي.
مي بعصبية وصويت: يعني مش هترجع براحتك يا حمزه أنا هتجوز.
حمزه بلع ريقه وعاد مباركته ليها: وانا قلت مبرووك.
مي رمت التليفون من ايدها وقررت أنها توافق على العريس بالعند فيه.
★******★
في المستشفى نزلوا الكبير على سرير متحرك، وكان رحيم بيزق مع الممرضات وقلبه بينزف دم ندم على كل كلمة طلعها من شفايفه وصلت ابوه يقع من طوله.
دخل غرفة الطوارئ والكل كان مهتم جدا بالكبير اللي مش بيقصر مع صغير ولا كبير، كان رحيم عينه مش مفرقه وش ابوه ومتمسك بايده اووي، لحد ما الدكتور خلص كشف وقال بصوت متهكم: غرفة العمليات تجهز حالا.
رحيم عينه اتعلقت بالدكتور متسأل: ماله يا دكتور؟
الدكتور رد بعملية: متجلجش هيكون بخير.
رحيم بحده عاد سؤاله: بجول ماله؟
الدكتور ضم شفايفه وقال: ذبحه صدرية.
رحيم اعصابه ارتخت وحس أن الأرض اللي كان واقف عليها اتهزت من تحت رجله، حس أنه من غير ابوه ولا حاجة حس أنه الطفل لسه صغير اللي كان بيمسك عباية ابوه أول ما يخاف حس السند والضهر هو ابوه وبس وهيفضل مهما كبر طفل قدام ابوه.
الممرضات اخدت السرير المتحرك لتحضير الكبير للعمليات وكان رحيم باصص بتوهان عليه وخايف من أنه يخسره للابد.
وفي خلال دقايق المستشفى اتملت بالناس أول ما الخبر اتنشر في البلد كلها، ومن ضمن الناس عويد وچودي اللي اصرت تروح معاه قرب من رحيم اللي في حالة توهان: مالك يا صاحبي اجمد إكده كلها دقايق ويطلع الدكتور يطمنا عليه.
بص رحيم لعويد بخوف حقيقي: ابويا اخر امل ليا في الدنيا هو كل حاچة ليا أني من غيره اموت.
فرح ترد بصوت قوي قصدها تزود جرحه: عملت زي الحيه يا رحيم تجتل الجتيل يا واد عمي وتمشي في جنازتة قال زعلان قال.
أنت تقرأ
كوابيس
Acciónالمقدمة اخطأ من قال ان السعادة تكمن في امتلاگ المال.. فكل من البشر يركض وراء البحث عنه وجمعه، ولكن كل منهما يختلف وسيلته وطريقته.. فنجد منهما من يدعس بقدميه على المبادئ والأصول، لتحقيقه والفوز به؛ حينها سيعلم أين تكمن سعادته؟! وسيبقى السؤال الذي حير...