بارت ١٢

8.2K 272 381
                                    

مرت الأيام على بيلسان وما عرفت طعم النوم وهي مواظبة على دراستها ...والحين الامتحانات النهائية على الابواب.. تنفست وقلبها مقبوض كلما تتذكر الامتحانات الي رح تحدد مستقبلها !!
جلست على حافة الشباك تريح نفسها من ضغط الدراسة ... أرخت رأسها وهي تناظر للخارج باسترخاء ... ما بقى شيء على تحقيق حلمها...
بس رح تواجه مشكلة السكن ..جدها كل فترة يقول لها لا تهتم بهذا الموضوع...
ناظرت جدها بالحوش وهو يكلمها: وش رأيك ترافقيني للمزرعة وتغيرين جو ؟!
ردت بابتسامة وهي تتحرك : انتظرني لحظات!!
بحركة سريعة لبست عبايتها والشاله ..اقتربت من المرآة وناظرت الهالات السوداء من حول عيونها بسبب السهر وضغط الدراسة...تحركت وبداخلها متأكده بعد الامتحانات رح يرجع كل شيء مثل ما كان ..وتستعيد نضارة وجهها!!
قفلت الباب واقتربت من جدها : وين أمي؟!
سلطان وهو يتحرك للخارج: راحت لبيت أم مفلح!!
هزت رأسها وتابعت السير وهي تناظر كل شيء من حولها بهدوء...
سلطان بابتسامة: لا تضغطين نفسك كثير ...جسمك ونفسيتك لها حق عليك ...
ردت بتبرير:يبه الطب يبغى معدل عالي
سلطان باهتمام: وكيف الحين تحسين نفسك
مطت شفتها بضجر: مليت وربي مليت ..احس الكتاب يقول لي اتركيني بحالي ....حفظت وفهمت كل شيء ...والبنات ساعدتهم بالشرح والفهم وكأني الأبلة ...شعورجميل تكون المعلم وتشرح للطلاب!!
ختمت كلامها بغمزه مع ابتسامة ثقة بنفسها!
سلطان هز رأسه: أنا واثق فيك ..وبإذن الله رح تدخلين الطب حتى لو أدرسك على حسابي الخاص أو أسفرك برا ..الطب ما في غيره
ابتسمت باستبعاد: اسافر برا مرة وحده!!
سلطان هز رأسه: وش فيها؟!
اروح معك أنا وجدتك!
مطت شفتها ما استساغت الفكرة: خلينا ندرس هنا افضل لنا !!
سلطان بهدوء: ما رح نستبق الأحداث لكن بإذن الله رح تدخلين الطب!
هزت رأسها بابتسامه وهي تتخيل نفسها دكتورة وتجلس بمكتبها !
تحس قلبها طار لهذا الشيء ..متى يتحقق؟! ..بالرغم إنها بداية حياتها ما كان الطب من احلامها..بس بالفترة الاخيرة من كثر ما تكلم جدها عن الطب ..دخل رأسها واقتنعت فيه إنه يناسبها!!
بعد وقت دخلت المزرعه ..ناظرت جدها وهي تؤشر على شجرة صغيرة يابسه: شوف يبه ماتت الشجرة الي زرعها جدي !!
سلطان بابتسامه وهو ينزل لمستوى الشجرة ويمسك بأوراقها الصفراء: عرقها أخضر ..بس الأوراق تيبست ...لو تموت رح ينقهر ابو فيصل ...للحين عنده إصرار يزرع شجرة هنا وتكبر!
مطت شفتها بسخرية: ذول اهل المدينة مدلعين ما يعرفون الزراعة
سلطان وقف وهو يقاطعها: ما تذكرين بيت ابو فيصل ...كل الشجر والورد هو الي زرعه ..ما ادري ليه هنا يموت الشجر الي يزرعها؟!
تثاوبت وهي تتحرك: ما أدري !
سلطان: حركي جسمك وتمشي بالمزرعة لوقت اكمل بعض الشغل هنا!!
هزت رأسها بطاعة....تحس نفسها بحاجة للاسترخاء من ضغط الدراسة!!
استقر بها المطاف لشجرتها المفضلة ...تسلقتها بشويش وجلست براحة وهي تناظر المكان من حولها.  ...
كالعادة استقر نظرها للمزرعه المجاورة ... الهدوء يحل بالمكان  تتوقع إنهم مو هنا بما إنه نهاية الأسبوع....طول الفترة الماضية ما شافته إلا مرتين...كتمت ضيقها وللحين ما فهمت قصده بالكلام الي قاله لها ...ما تدري وقتها ليه سكتت له....للحين كلامه يتردد بإذنها...من بعدها ما شافته... وما عاد يوصل رنا للمدرسة ...وحتى البنات مع الايام ماتت سوالفهم عن صاحب المزرعة وانشغلوا بالدراسة...
نقزت وهي تشوف كرة وقعت من المزرعه الي جنبهم تحت الشجرة ...نزلت بشويش ومسكتها وهي تقلبها باستغراب ...توقعت يكونوا بالمدينة...تسلقت الشجرة مرة ثانية وبحوزتها الكرة وهي تسمع صوت الولد صاحب الكرة ....وبخطوة مجنونه اقتربت من الجدار ..تأكدت ما في أحد الا الولد ...جلست على الجدار وهي تتنفس الصعداء ...ناظرت البيت نفس الشكل ما تغير ...بس الحديقة صارت أجمل .. نفسها تتجول فيها
أخذت نفس..وناظرت الولد وهو يقول لها: ارمي الكرة!
ابتسمت له: وش اسمك؟!
نطق بحده: وش دخلك !
كشت عليه نفس اسلوب رنا بصغرها ماكانت تعطيها وجه...وباستفزاز نطقت: ما رح تحصل على الكرة الا لما اعرف اسمك!!
عبس ملامحه بقهر: اسمي فلاح!
عقدت حواجبها باستغراب: فلاح!!
انقطعت الاسماء يوم ابوك يسميك هذا الاسم!
نطق بقهر: وش عليك مني ..ارمي الكرة؟!
عبست ملامحها من فضاضته: وانت ليه خلقك سيء كذا؟!
رد بتكبر: ما احبكم وأكره القرية!!
رفعت حاجب الظاهر إنه مثل إخوانها ...واضح إنه غصب عنه عايش هنا.. وباستغراب: دام انك ما تحب القرية ليه ما ترجع
قاطعها بضجر: اعطيني الكرة
كشت عليه والفضول قتلها تعرف وش يقرب لهم صاحب المزرعة او على الاقل تعرف اسمه ....ما تدري ليه احتل كبير من تفكيرها ... وبتساؤل نطقت: مين يعيش هنا ؟!
رنا تكون أختك؟!
قاطعها وهو يخزها: انت سروق تبغين تعرفين عدد اهل البيت حتى تسرقينا
ضحكت بخفه على تفكيره الطفولي: من زين مزرعتكم حتى أسرقها ؟!
نطق بقهر وهو على وشك البكاء: اعطيني الكرة والا أكلم بابا
كشت عليه: يالماصخ كله ولا البابا ...
تنهدت وهي تناظر المقعد الي كان يجلس عليه صاحب المزرعة ..اشتاقت تكلمه مثل قبل بس الحين كل شيء تغير!!
ابتسمت وهي ترفع رأسها تناظر اسراب الحمام ..
وبدأت تدندن بصوت هادئ.. متجاهلة الولد وقهره من برودها!
يا صاحبي وين الامان وين المحبة والحنان
وين العيون الي تشوف وش سوت اقدار الزمن ياصاحبي
ماتت مشاعرنا جفا والبرد ما بقى دفى
وين المشاعر والحنين ؟!
يا صاحبي!!
سكتت والتفتت على جدها وهو يكلمها: ما تتركين حركات البزران!!
وش هالكرة الي معك!
ناظرته بابتسامة: الولد هذا وقعها هنا وطلعت ارميها له!
ما في احد غيره
ناظرت الولد ورمتها له : خذ كرتك لا تموت علينا يالمدلع!
أول ما مسك الكرة ناظرها ومد لسانه بغيض !
نطق سلطان بجديه وهو يناظرها. : انزلي يمكن في رجال وانت ماتشوفيهم!
هزت رأسها بتفهم: راحت عن بالي ذي السالفة!!
نزلت واقتربت من جدها  وهي تسأل باستفسار: كم صار لهم جيران لنا وما عمرنا تعرفنا عليهم
سلطان بلامبالاة: وش تبغين فيهم ؟!
تعالي نجلس هناك واتركي اللقافه عنك!!
ابتسمت على تعليقه وهي تبرر موقفها: ما هي لقافه يعني تقدر تقول حب فضول!؛
تابعت تحركها خلفه لما ما رد عليها وتابع طريقه بهدوء!!
**
**
**
ليان عقدت حواجبها: لا والله!؛
جدتي بالله عليك قولي دراسة الصيدلة صعبه؟!
ام فيصل بهدوء: والله ما درستها حتى اجاوبك!!
ضحك مسعود على رد جدته: ما لقيت الا جدتي تشهد معك!!
بس خلينا نتكلم بجديه وش جاب الصيدلة للطب؟!
عائشة بتأكيد : فرق كبير بينهم  إلي درس طب يكون دكتور وله هيبته والصيدلاني مجرد بائع يعني مثلك مثل بياع الخضرة ..يدخل عليك واحد يقول لك اعطيني كيلو بنادول!!
ليان خزتها بقوة: سخيفه!!
جسار بابتسامه هادئة نطق: كل تخصص وله مميزاته!
كنان هز رأسه بتأكيد: بالضبط يعني حتى الطب فيه تفاوت بالتخصصات
ليان اشرت بيدها بلايك: والله جبتها يعني الي يكون دكتور جراحه ما هو مثل الطبيب عام!
عائشه رفعت حاجب: ما هو عاجبك طبيب عام؟!
يا اختي يكفي فخامة الاسم الدكتورة عائشة بغض النظر عن تخصصي!
رعد حاط يده تحت خده بملل من الدراسة: تراك نافخه رأسك علينا وانا متأكد ابره ما تعرفين تغزينها!
رؤى ضحكت بخفه: وأنا بعد أشك بالموضوع!
عائشه خزتها : لا والله تراكم مسختوها ...والله طبيب عام ومتوظفه ما هو مثلك على مقاعد الدراسة الله اعلم تتخرجين وتصيرين دكتورة مثلي او لا!؛
كنان بهدوء: إن شاء الله رح تتخرج وتصير افضل جراحه!
ام فيصل ناظرتهم: يعني كل واحد نافش ريشه فيكم على الثاني بتخصصه ..وش هالتفكير الي عليكم؟!
خففي يا عائشة وكأنه ما احد صار دكتور غيرك!!
رعد بتأكيد: صادقه يا جدتي ..وربي صكت رأسي وهي تقول دكتورة دكتورة!
عائشه ناظرته: ما بقى الا البزران خلينا نشوف وش يطلع بيدك
قاطعها بثقه: أنا رح اصير دكتور بيطري بإذن الله!
عبست ملامحها: بيطري ليه
قاطعها بابتسامة خبيثه: حتى اقدر أعالجك
فتحت عيونها باستنكار من كلامه...وقبل ما ترد ...نطق مسعود بنهر: انت ما تستحي على وجهك؟!
ام فيصل بانزعاج: رعد اطلع لغرفتك افضل لك ..وانتم يا بنات اشوفكم جالسات هنا !!
ليان وهي توقف : أنا عندي دراسه...استأذن!
عائشه ورؤى وقفوا: وين وين اليوم ما في دراسة ..تعالي نجلس بغرفتك ونأخذ راحتنا!
جسار مط شفته بسخرية بعد خروجها: يعني كذا ما اخذت راحتها!!
ام فيصل ابتسمت: هي انسانه انفعالية بس قلبها طيب !!
**
**
**
اليوم اول يوم بالاختبارات ...وقفت باب البيت اخذت نفس عميق وتحركت بخطوات هادئة باتجاه المدرسة ..وقلبها يدق طبول ...
جالسة باب بيتهم وهي تناظرها تمشي من قدام بيتهم ...نطقت ام سلمان بحسره: هذي أكيد رح تجيب الاولى على المملكة!!
سلمان وهو يشرب الشاي: اسمع بناتي يقولن إنها ذكية ..تخيلي تدرس البنات الي بصفها وحتى فرع الادبي شرحت لهم قواعد الرياضيات والإنجليزي؟!
يقولون افضل من المعلمات بشرحها...واهلها مرسلين لها اسئلة سنوات سابقة واسئلة متوقعه لذي السنة .. يعني أكيد رح تحصل ١٠٠٪
مطت شفتها ام سلمان بقهر: قول للبهايم الي عندك ولا وحده فيهم فالحه بالدراسة...بس شغل يبلعون
مط شفته بقهر: وش اعمل فيهم اذا عقلهم محشي تبن؟!
وبعدين يمه الوراثه لها دور ... أمها دكتورة وابوها مدير مستشفى******* ويقولون كل عيال عمها بالثانوية حصلوا معدلات عاليه ومن الاوائل على المملكة ودرسوا تخصصات ترفع الرأس..واكيد رح تطلع مثلهم!!
أم سلمان هزت رأسها: علشان كذا ملتزق فيها راكان ..أكيد طمعان بوظيفتها وبفلوس أهلها
مط شفته بسخرية: وتظنين اهلها يقبلون بواحد منتف مثله؟!
ام سلمان عقدت حواجبها: الي يسمعك يقول من زين ابنتهم ؟!!
هذا حنا جالسين نناظر ونشوف مين رح يتزوجها!!
**
**
**
بدأت تكتب وتحس عقلها مشوش مب قادرة تجمع المعلومات ..قلبها يدق بقوة من الخوف ...وش هالتوتر الي صايبها ...زفرت بضيق ..ورفعت نظرها للمراقبة الي اشتبكت مع سما !!
سما بغضب مقهورة من المراقبة ومن صعوبة الأسئلة: قلت لك ما ناظرت أحد
المراقبه1 بحزم: اي نظره ما تعجبني رح اسحب ورقتك
قاطعتها سما بقهر: على كيف ابوك تسحبين الورقه..ما اسمح لك تتهميني بالغش
المراقبة2: خلاص التزموا الصمت وما تشوشي على زميلاتك...وانت ناظري ورقتك!
بيلسان تضايقت من طريقتهم بالكلام: أنا
قاطعتها المراقبة 1بحزم: بدون اي كلام ..كل وحده عينها بورقتها غير كذا رح أعتبره محاولة غش!!
ناظرتها بيلسان بقهر وهي ماسكه نفسها ما تمسح فيها الارض وش هالاسلوب الخايس الي يتكلمون فيه ...نزلت نظرها للورقة وهي تمنع دموعها تتساقط من المشاعر الي اجتاحتها ....عقلها مشوش والتوتر ملازمها ..لزوم تهدي نفسها وتستجمع نفسها من جديد!!
بعد وقت انتهى الامتحان ... زفرت بيلسان بضيق وهي تناظر البنات الي تبكي والي تردح بقهر من صعوبة الاسئلة!!
سما اقتربت منها: وش حل السؤال الثاني ...والله ما فهمت وش يبغون!!
بيلسان احتضنت رأسها من الصداع الي يضرب برأسها: اصبري يا سما بس يخف الصداع!!
دفنت رأسها بالمقعد لما اجتمعوا البنات فوق رأسها يسألونها عن حل الأسئلة!!
ما تدري وش كتبت وش خبصت بالامتحان!
**
**
ينتظر رجوعها من الامتحان على نار ..اول ما دخلت نهض بلهفه: بشري وش صار؟!
زفرت بضيق: والله ماادري ..حليت بس ما ادري وش كتبت كنت خايفه ومتوترة
ام خزامى:  بالبداية تحسين نفسك ملخبطة وما كتبت شيء..هذا يصير من شدة الخوف..تتذكر يا سلطان خزامى نفس الشيء اصابها توتر وخوف وما تدري وش كتبت بس بالنتائج كان معدلها ممتاز!!
هزت رأسها : إن شاء الله يكون كذا...جو الامتحان مرعب وربي أناظر يدي ترتجف وانا أكتب
سلطان يهديها: اول متحان رح يكون كذا ..الامتحان الثاني رح تحسين الخوف والتوتر بدأ يتلاشى!!
سكت وهو يناظر جواله يرن ...نطق بخفوت: هذا أبوك!!
هبط قلبها من ذكراه وبداخلها تردد الله يستر من هالاتصال!!
رد سلطان بهدوء: هلا وليد!!...الحمد لله بخير وش اخباركم .....الحمد لله....ايه رجعت من الامتحان...الحمد لله إن شاء الله خير....
مد لها الجوال بهدوء: خذي يبغى يكلمك!!
انقلبت ملامحها بضيق ما لها نفس تتكلم ...أخذت الجوال وردت بهدوء: الو ....الو
ناظرت جدها: ما في صوت!!
سحب سلطان الجوال : راحت الشبكة!!
تنهدت براحه لما انقطع الاتصال ...تحركت بهدوء: أنا رايحه أدرس
قاطعها سلطان بحزم: ترى جسمك له عليك حق ...ذبحتي نفسك بالدراسة ..خذي لك ساعة او ساعتين ارتاحي فيهم وبعدها تصحين تأكلين وتشربين شيء يعدل مزاجك وبعدها تدرسين
قاطعته برفض: هذي الامتحانات النهائية ما في مجال للتكاسل ..رح اضغط نفسي بهذي الفترة!!
سلطان هز رأسه بعدم رضا ...يحس ضغطت نفسها كثير..ولوزم ترتاح ..بس هالبنت عنيده!!.. نطق باستسلام: اعملي الي تبغينه!!
ابتسمت بملامح باهته: ربي ما يحرمني منك!!
**
**
**
رمى الجوال جنبه لما رجع يتصل وفشل الاتصال ...نطق بنرفزه: وش هالقرية المتخلفه حتى شبكة مثل العالم ما في!!
خزامى بضيق من ملامحه المتجهمه: طيب وش قال عن امتحانها؟!
رد بعبوس: يقول الحمد لله .. أنا متأكد إنها من جنبها ...والا المفروض اي طالب لما يرجع من الامتحان يحسب كم علامه راحت عليه ...بس ابوك ما عنده الا الحمد لله ..ما ادري قلبي يقول ابوك دللها وخربها بدلاله والبنت ما تدري عن الدراسة بشيء..يمكن الحين نايمه وكأنه أهل القرية يهمهم الدراسة... وأكيد مصاحبه شلة فاشلة دراسياً...
خزامى مطت شفتها بقهر دوم يحاول يحط الحق والغلط على ابوها ..وبدفاع عن ابوها: يعني اذا البنت غبية وش يعمل لها أبوي؟!
وليد بحده: ما في طالب غبي الي يدرس يلقى النجاح ..بس الظاهر ابنتك من جنبها ....خلينا نشوف اخرتها يوم النتائج الي متأكد رح ترسب بكل المواد!!
كتمت ضيقها خزامى: ليه نستعجل الاحداث قبل حدوثها
نطق بقهر:إخواني واخواتي عيالهم تخصصات ترفع الرأس ..أبغى وحده من البنات تكون طب تعرفين وش يعني طب؟؟
وغير كذا ما رح أقبل!!
خزامى بملل: لجين ذكيه وإن شاء الله تحقق حلمك !!
ليان دخلت الصالة وبيدها كتاب: القهوة جاءت بوقتها ...نشفت ريقي هالصيدله!!
وليد ناظرها وهو يؤشر مكانه: تعالي ريحي نفسك شوي!!
خزامى بابتسامة وهي تمد لها القهوة: باكر لما تتخرجين رح تنسين كل هالتعب ..وتصيرين أحلى صيدلانيه!!
وليد ابتسم لها بالرغم من الكدر الي واضح عليه: ربي يحفظك ...لاتنسين اتصلي باختك واحسبي لها كم علامة راحت لها!!
رح تصيبني جلطه
قاطعته ليان : رنيت لها قبل شوي وما في شبكة ...يا ليتني عندها الحين واساعدها بدراستها ..ان شاء الله تنجح وتصير احلى دكتورة!!
**
**
**
مرت أيام الامتحانات مثل الكابوس بحياتها ... الصداع ما فارقها وهدها المرض والتعب .... تحس خلال هالمدة فقدت التركيز وحالها غريب ...وما تدري وش كتبت بالامتحانات ....جدها طمنها إنه حاله طبيعية تصيب أغلب طلاب الثانويه...
زفرت بضيق ومسحت وجهها بتعب ..وعقلها منشغل بالنتيجة ... تخاف ما تحصل معدل الطب!!
آمال جدها عاليه وما تحب تخيب امل أي احد ...ناظرت جدتها وهي تنطق: يا قلبي نامي وريحي نفسك ...اجهدت نفسك طول الامتحانات
نطقت بنبرة بائسة: خايفه ما احصل الطب .. لأني ما ادري وش هببت بالامتحانات!!
ام خزامى بهدوء: هذي وساوس شيطان ... وإن ما حصلت على معدل الطب عادي وش رح يصير بالدنيا؟!
انقبض قلبها بضيق: لا تقولين كذا يمه ... إن شاء الله رح أدخل الطب
ام خزامى بنبره حانيه: إن شاء الله ربنا يوفقك لكل خير ...والحين نامي وريحي نفسك!!
هزت رأسها بالنفي: مب نعسانه .. خليني جالسه الحين
ام خزامى قاطعتها بتذكر: احتمال كبير خزامى تزورنا
تكدر خاطرها بزياده من هالخبر ..وبذبول نطقت: انا رايح أنام لا احد يصحيني !!
رح تلجأ للنوم حنى ما تلتقي بخزامى..ما لها خلق لانتقاداتها وكلامها الي يغث!!
**
**
**
اقتربت من جدتها ام فيصل وسلمت فوق رأسها: كيفك يا عسل!
ام فيصل ابتسمت لها: ربي يسعدك..وين العزم؟!
ليان بابتسامه دافئة: نهاية الأسبوع اكيد رح اكون عند ماما اشتقت لها كثير ..وعزمتني على مطعم
قاطعتها ام فيصل: يعني رح تمرك
هزت رأسها بابتسامة: اتوقع إنها وصلت ...سلاااام!!
هزت رأسها ام فيصل وهي تنطق: الله يحفظك!!
طلعت ليان وعيون جدتها تتأملها بإعجاب ..ملفته للانتباه بكل شيء... جميله رقيقه هاديه حنونه مؤدبه ومحترمه ..يا حظ الي رح تكون من نصيبه!!
ما تلوم وليد يوم قال لها إنها اغلى عياله واقربهم لقلبه!!
قاطع افكارها دخول خزامى ..ردت السلام وهي تجلس قريب منها !
ام فيصل باستغراب: ما نزلت للقرية؟!
خزامى بضيق: لا تأخرت بالجامعة وما يمديني!
اجلتها لباكر رح تروح معي ليان!
أم فيصل باقتراح: دام إنها كملت الامتحانات ليه للحين جالسه بالقرية..يا دوب يمديك قبل النتائج تعلميها عاداتنا وتقاليدنا وتصرفاتنا..بدون زعل البنت بحاجة لدروس تكثيفيه بالاناقة والترتيب
قاطعتها خزامى بضيق: وتتوقعين تسمع الكلام او تتغير ..ااااه يا خالتي وربي حامل هم انتقالها هنا ... لأنها رح تتصادم مع وليد ...متأكدة من هالشيء ...عنيده وما تسمع كلامي وكأني عدوتها !؛
مفتخره بنفسها وكأنها شيء عظيم .. ومفتخرة بالتخلف الي عايشه فيه...
باكر لما تنتقل عندي ...لما يزوروني صديقاتي كيف اقدمها لهم ؟!
حتى بين سلفاتي ما أدري كيف أتعامل معها ..وانت تعرفين سلفاتي كيف بناتهم
قاطعتها ام فيصل: كلميها بالطيب أمك تقول إنه أسلوبك جاف معها
قاطعتها باستنكار: أنا اسلوبي جاف؟!
ما ادري امي كيف تنظر للأمور...دلعوها بزيادة يا خالتي وكل شيء تبغاه تعمله وما احد يعارضها سواء كان صح او غلط!
والمشكلة راكبه رأسها ما تعيش هنا ..ابوي يقول رح يشتري سيارة وبنفسه يوصلها للجامعه ويرجعها ..متخيله لأي حد وصلت بالدلال؟!
أنانيه وما تفكر إلا بنفسها .. أهم شيء مصلحتها ما تقول وش جابره ابوي يطلع للمدينه كل يوم علشان حضرتها!!
وربي لو يسمع هالكلام وليد ما يحصل خير ... أنا متأكدة رح تصير مشاكل وعلوم يوم النتائج وتقع فوق رأسي!!
قولي يا خالتي وش اعمل؟!
ام فيصل زمت شفتها بضيق: المشكلة وليد وسلطان خشبهم ما هو متراكب وما نبغى تصادم بينهم!!
الله يهدي النفوس..انت يا خزامى باكر لما تنزلي للقرية حاولي تكلمي معها بهدوء وخليها تتفهم الموقف ..لا تنسين علاقتها بليان حلوة ..يمكن تقدر تقنعها وتغير رأيها!!
خزامى بعبوس: يصير خير!!
**
**
يوم النتائج في بيت ابو فيصل ...ام فيصل بابتسامه فخر بأحفادها..نطقت بفرح: مبروك يا عبدالله !!
عبدالله بفرحه بابنته الي طلع اسمها من ١٠ الاوائل..نطق وهو يضمها بقوة : الحمد لله ...تستاهل ريناد!!
ريناد ودموعها تنزل من الفرح : الحمد لله
ليان بابتسامه: ودكتوره جديده بالعائلة ...علامة عمر
سكتت لما دخل عمر وبيده الجوال ويصرخ:نجحت نجحت
فيصل الي كان جالس على أعصابه: كم نسبتك؟؟!
عمر بفرح: ٩٨ ٩٨ اوووووه يسسسسس
ام فيصل مطت شفتها وهي تشوف حركاته: الله يعطينا العقل ..قول الحمد لله!!
نطق بفرح: الحمد لله
وبدأ يسلم ويبارك له الموجودين!!
رعد وهو منشغل بالجوال ..وبضجر: اففففف
ليان بعبوس وقلق ناظرته: ما في شبكة!!
رعد بعبوس: ما في شبكه...ليه ما أخذتي رقمها كان طلعناه
قطع كلامه وهو يناظر  أمه وابوه لما دخلوا والعبوس  مرسوم على ملامح أبوه.. نطق بتردد: بابا وش صار
وليد زم شفته بضيق وهو يناظره وبعدها التفت على أمه الي نطقت بتساؤل: وش صار على نتيجتها؟!
جلس وهو ينطق : ما في اتصال
عبدالله بانتقاد: وهي ليه للحين جالسه بالقرية؟!
المفروض لما انتهت الإمتحانات انتقلت هنا!
خزامى ناظرته بضيق من كلامه وكأنه ينقصها أحد يعبي راس وليد !!..ما تتمنى غير تمر هالايام على خير!! ...لو ما ركبت بيلسان رأسها ورجعت معهم كان الحين الاوضاع اخف!!
فيصل بتساؤل: هي كيف مستواها ؟!
رعد نطق بحميه: اختي أشطر وحده بالقرية
عبدالله مط شفته بتعالي: تلاقي ما احد يدرس بالمدرسه غيرها !!
خزامى انتفخ وجهها من كلامه ... كانت رح ترد بس سكتت وهي تناظر زوجة فيصل لما نطقت: بالعكس نسبة التعليم بالقرى ممتاز ويحصلون على نتائج مرتفعة !
فيصل ناظر ساعته:  أنا وعبدالله طالعين للتجهيزات خبرونا بنتيجة بيلسان اذا نجحت حتى تكون حفلة جماعية الليلة!!
ليان ما عجبها كلام عمها حست بنبرته استهانه وانها ما رح تنجح ...زفرت بضجر ورجعت تحاول تتصل بسلطان لعله يمسك الخط!!

رواية جريح الصمت يا قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن