بارت ٣٩

9.4K 291 253
                                    

بعد العشاء مجتمعين بمجلس كبير ....الكل جالس ومنصت لرجل كبير بالسن وهو يتكلم ويطلب يد ميس لولدهم ...جالس من بينهم وعقله يفكر بتصرفات بيلسان .. خبرته ديما انها رفضت تأكل اي شيء احضروه حتى القهوة رفضتها ..ما يدري وش سبب هالتصرفات الغريبة ..ما يبغى يتصادم معها ..بس تصرفاتها ما تنطاق ...تنهد بهم وهو يطرد هالافكار ما هو وقته الحين ...ناظر عمه وهو يتكلم ويرد على الرجال وهو يمدح بنسبهم ...حس الصدمه شلته لما نطق عمه بصوته الجهوري: نسبكم يشرفنا لكن مثل ما تعرفون البنت لولد عمها ...والبنت قدام الكل أخبركم إني أعطيتها لكنان ولد عمها ...يحفظها ويصونها وما رح ألقى أحسن منه!!
ماجد بتأييد : كنان اولى فيها
تردد الكلام بإذنه وهو يحس بالاختناق ومب قادر يتكلم ...يبغى يغادر المكان بس مب قادر يتحرك ...حرك لسانه يعترض بس شيء يخنقه مب قادر ينطق حرف واحد ...
يبغى يتحرك بس شيء مثبته ومانعه من الحركه ...فتح عيونه بصعوبه على صوت هاني وهو يهز فيه : كنان كنان
نهض وهو يناظر من حوله باستغراب.. هاني باستغراب وهو يشوف حبات العرق على جبينه والضيق واضح عليه : وش فيك؟! وليه نايم بالصالة؟!
كنان زفر براحه الظاهر إنه حلم ...مسح وجهه وهو ينطق بتعب :كنت جالس أنتظر ابوي هنا وما ادري عن حالي كيف غفيت!!
هاني ابتسم: الظاهر شفت كابوس ..واضح إنك كنت مخنوق وانت نايم وتقول" امممم"
ختم كلامه بضحكه رنانه!
ابتسم كنان بدون نفس: قول اكبر كابوس
هاني قاطعه بلقافه: وش هالحلم الي عمل فيك كذا!!
نطق بهدوء: مو مهم انسى!
هز رأسه هاني بتفهم: ترى ابوي سبقنا لبيت عمي وقال نلحقه ما يبغى يتأخر ..الجماعه على وصول
كنان للحين متضايق من الحلم ...وش يضمن له ما يتحقق الحلم ..نطق برفض: أنا تعبان وما لي خلق أقابل أحد انت وأبوي تقومون بالواجب وزيادة!!
انا طالع للجناح انام ..اعتذر بالنيابه عني!
هاني ابتسم له: انتبه من الكابوس فوق لوحدك ما في احد. يصحيك منه!
ما رد عليه واكتفى بابتسامه متعبه..تعب من الحياة كل الي يبغاه الاستقرار.....ما يدري ليه بيلسان استثقلت عليه هالشيء!!
بعمره ما غلط عليها بالعكس احترمها وعاملها أحسن معاملة ...للحين مب قادر ينسى كيف غدرت فيه وخلته مثل المغفل ..... بسببها كره شيء اسمه عيال لأنه ما عاد يثق فيها ....يعتريه الضيق لما يتذكر إنه ما يعني لها شيء وما له قيمه بالنسبة لها ... وتخلت عنه علشان سلطان ...من حقها تحب سلطان بس في أولويات بالحياة ..هو زوجها وله كلمة عليها ...بس هي دوم ترمي كلامه بالارض وتمشي خلف سلطان ...تنهد بضيق..سلطان ما له وجود الحين .....ما يدري اذا الأيام كفيله تنسيه الي مضى!!!
**
**
**
متمدده على السرير والتعب هد حيلها ...ما توقعت الولاده صعبة كذا ...حتى من بعد الولاده مب قادرة والمغص ما يتركها ...مكان العملية تحسه ملتهب عليها...
أرخت رأسها على المخده وهي تحس بفراغ مع فقدان  جدها ..تمنت لو شاف عيالها ...كان متشوق لهم ....ابتسمت بحزن وهي تتذكر الاسماء الي كان يختارها ...غصت وهي تتذكر أخر كلامه لها حتى ترجع لزوجها!!
ما تفكر بالانفصال اطفالها ما لهم ذنب يعيشوا بعيد عن ابوهم ...
حتى لو كانت زعلانه من كنان واهله هذا الشيء ما يخول لها تهدم حياتهم ويعيشوا حياة التشتت ...
بس صعبة عليها تطلب الرجوع وخاصه كلام ماجد الاخير لما خيرها بالرجوع ...واختارت جدها!!
رح يكون موقفها بلا طعم لو طلبت إنها ترجع وهم يرفضون رجوعها!!
ما لها نفس بالرجوع لبيتهم مرة ثانية ...بس وين تروح .. جدتها رح تقيم عند خزامى ..وجدها وأبوها ما رح يقبلوا بوجودها وخاصه مع ٣ اطفال!!
كيف ترجع للمكان الي خربوا حياتها ..ما تثق فيهم أبدا ...رح تطلب منه بيت مستقل لوحدهم ..كذا أفضل شيء!
واذا رفض؟!
ما تدري كيف تتصرف؟!
زفرت بضيق وهي تحس بالاختناق ..رفعت نظرها لدخول خزامى والعبوس بملامحها وهي تنطق: الحين سألت الاطفال لهم خروج معك ... اتصلتي بكنان حتى يأخذك!
كم تمت بيلسان الآه بداخلها من تصرفات أمها ...طرده مباشره لها ... طول عمرها الام تصر على ابنتها بولادتها الاولى تجلس عندها وتقوم فيها ...الا خزامى جالسه معها بالغصب .... زمت شفتها بيلسان وهي تحاول تسيطر على دموعها ....وما ردت عليها!
خزامى بنفس العبوس: ليه تناظريني كذا؟!
لو معك طفل نسكت ..بس معك ٣ اطفال وين تجلسون؟!
بيلسان بلعت غصتها ونطقت بهدوء: ابوي قال البيت بيتي واذا ما جاء يرجعني من نفسه ما رح يرجعني
خزامى زمت شفتها بقرف: ترى ابوك استخف لما شاف هالبزران وكأنه ولا عمره شاف بزران !!
استغفر الله !!
نبلع السم ونسكت ونشوف أخرها ..انا رايحه ازور زوجة عمك فيصل متنومه هنا وراجعه ...اذا جاء ابوك اتصلوا فيني ما رح أتأخر!!
ما ردت بيلسان وهي ضاغطه على شفتها بقوة ..تقهر تقهر ...مين يصدق إنها أمها ....تنخنق وهي تشوف كشرتها معها وواضح إنها متضايقه من مرافقتها بالمستشفى بعد ما جبرها وليد تجلس معها!!
عبست ملامحها لما زاد عليها المغص ... غمضت عيونها لثواني وهي تحس بدمعتها على خدها ..سرعان ما فزت ومسحتها لماحست بدخول شخص...
انقبض قلبها لما شافت كنان دخل ورد السلام بهدوء
ردت بهدوء: وعليكم السلام
نطق بجمود: كيف وضعك الحين ؟! تحسين بشيء؟!
هزت رأسها بالنفي بدون ما تتكلم!
نطق بمهنيه وكأنه يخرج مريضه غريبه عنه ..للحظة ظنته دكتورها وجاي يخرجها: انا جهزت إجراءات الخروج ...وين خالتي جهزت أغراضك؟!
هزت رأسها بهدوء: ايه
عم الصمت بينهم والبرود يغلف الطرفين ...قطعه كنان وهو ينطق: رح تجلسين في بيت خالي وليد لفترة يتحسن وضعك وتقدري تقومين ...وبعدها رح نرجع للبيت
ما تنكر انها انصدمت من كلامه ما توقعت هالشيء ..معقول احد كلمه برجوعها ؟!
يرجعها ويقبل تجلس فترة من نفاسها في بيت اهلها ما قدرت تستوعبه ...لحظة قال نرجع لبيتنا ..هذي فرصتها دام هو بدأ بموضوع الرجوع ...بلعت ريقها ونطقت بتردد: انا ما أبغى اسكن مع أهلك
زم شفته وهو يقاطعها بتعجب: والله؟!
وليه إن شاء الله ؟!
احتدت ملامحه وهو يتابع كلامه: وإلا خايفه يحطون لك سم؟
ختم كلامه بنظره معناها انه يعرف عن تصرفها بالمستشفى!
زمت شفتها بضيق من كلامه..وبنبره هادئة توضح وجهة نظرها :من حقي أعيش في مكان مستقل
قاطعها بعبوس: والجناح فوق مو مستقله فيه؟!
اسمعيني وخذيها من الاخر ....ما رح اطلع من بيت اهلي ...تبغين اجهز الملحق ما عندي مشكلة اما غيره لا تحلمين اطلع خارج سوار بيت اهلي؟!
سكتت للحظات وعقلها يفكر " بالملحق"
رفع حاجب : لا تقولين مو عاجبك الملحق ؟!
شدت على اسنانها بقهر وهي تحس من نبرته يتمسخر على بيت جدها سلطان ... تجاهلت سخريته ...وعقلها يخطط الحين ملحق وبعدها بيت بعيد ...مو مشكلة اهم شيء بعيد عنهم وما احد يخترق خصوصياتها... يكفي انه وضعوا الحبوب بشقتها وهي مثل الغبية جالسه!
نطقت متجاهلة مسخرته: ما عندي مشكلة!
هز رأسه وهو زام شفته بتعجب من تفكيرها: لما يجهز الملحق تكونين تحسن وضعك وتنتقلين مباشره للملحق!
هزت رأسها والراحه بدأت تتسلل لقلبها رح تستقل بمكان لوحدها مع اطفالها ..رفعت رأسها بتذكر وبتوجس نطقت: أسماء الاطفال
قاطعها بنفس الجمود: سجلتهم
نطقت وهو تقاطعه باستنكار: سجلتهم؟! وش سميتهم؟!
ناظر ساعته الظاهر رح يتأخر على دوامه: بعدين نتكلم بهذا الموضوع!!
بغت تعترض بس سكتت لما دخل وليد عليهم ..
تفاجىء وليد بوجود كنان ..سلم عليه بهدوء ..التفت على بيلسان: كيف حالك اليوم!!
هزت رأسها بهدوء: الحمد لله بخير!!
كنان ناظر وليد: انا جهزت اجراءت الخروج ..رح اوصلها لبيتكم تقضي ايام النفاس
قاطعه وليد براحه ظن انه ما يبغاها على طول: حياها الله .. البيت بيتكم!
هز رأسه بهدوء: تسلم يا خالي!!
**
**
**
متمدده على السرير بابتسامه وهي تناظر بنات عمها حول عيالها ...هزت كتوفها لما نطقت رؤى بتساؤل: هذا وش اسمه؟!
ام خزامى نهرتها : امسكيه عدل بلاه يوقع منك!!
رؤى زمت شفتها بقهر من ام خزامى جالسه لهم مثل الشوك ..خايفه على الصغار منهم!!
توسعت ابتسامتها وهي تناظر ملامح رؤى المقهورة: لا تهتمي حلالك اعملي الي تبغينه!!
خزامى نطقت بكشره: علشان تورطينا مع كنان واهله!!
عائشه رفعت حاجب بتذكر: يا أختي اول مرة اكتشف كنان انه عصبي بهذا الشكل
ليان ضحكت بتذكر: شفت وش قال لك!!
بيلسان ناظرتهم لما بدأ يتكلمون عن ذاك الموقف ..وهي تفكر بكلام كنان قبل ما تنزل " رح تراجعين عند دكتور بس يتحسن وضعك"
الي يقهرها طريقة كلامه بارده وفيها جفاف ...يذكرها بطفولتها كان كذا اغلب وقته ....
قطعت افكارها وهي تناظر ليان الي نطقت: وربي احسهم نفس الشكل ونسخه عن كنان!!
ما يشبهونك أبدا !!
خزامى : الحمد لله يشبهون أبوهم وخاصه البنت حتى نضمن مستقبلها
رؤى بانتقاد: وليه بيلسان وش ينقصها؟!
يا بخت كنان فيها ..ما هو من قليل لما اختارها من بين الكل .. طلع الاخ عاشق ولهان!!
مطت شفتها بيلسان بسخريه ...اي عشق يتكلمون عنه ...متأكده لو يطلع بيده الا يخنقها!! ...وجود الصغار ربطوه فيها غصب عنه علشان كذا رجع لها ...
بعد وقت غادروا بنات عمها وليان ...وما بقى بالغرفة عندها الا جدتها ام خزامى ...نطقت بيلسان بحنيه: يا يمه روحي ارتاحي بغرفتك
ام خزامى وبيدها السبحه وملامح الحزن تكتسيها : مرتاح يا يمه ...ارتاح لما اشوفك ...كل الي ابغاه اشوفك مبسوطه!!
بيلسان ابتسمت: وأنا الحمد لله
ام خزامى قاطعتها: ارجع وأكرر لك ..نفذي وصية جدك وارجعي لزوجك
بيلسان بدفاع: وانا قلت لك رح ارجع بس هو الي قال اجلس هنا فترة النفاس
ام خزامى هزت رأسها: أنا أقصد ترجعين على طول وما هو يوم والا يومين وتكونين راجعه!!
انسي الماضي وافتحي صفحه جديد دام انهم فتحوا صفحه جديده ...ودوم اكرر عليك زوجك ما في منه ...لا تفرطين فيه ...وناظري عيالك ما لهم ذنب يعيشون حياة الجحيم ..كوني لهم نعم الام !!
بيلسان هزت رأسها بطاعه: إن شاء الله ربنا يوفقني اربيهم تربيه صالحه!!
رفعت نظرها على وليد الي طرق الباب ودخل والابتسامه شاقه الحلق!!
رد السلام واقترب من الصغار وهو يتفقدهم..ابتسمت بيلسان وهي تناظره ..تعلقه بالاطفال واغلب وقته وهو بالبيت بس جالس يراقب حركاتهم...
وليد رفع حاجب: ما ادري كيف رح تفرقين بينهم؟!
بيلسان ناظرتهم بمحبه: الام غير تقدر تفرق بينهم !!
وليد : طول الوقت اراقبهم وانا اقول خلاص اقدر افرق بينهم سرعان ما اضيع بينهم!
هذي ام الزهري اكيد البنت هذي أسهل شيء!!
توسعت ابتسامتها وهي تشوفه طلع الجوال وبدأ يصور فيهم !!
أرخت راسها على المخده ...والراحة تغمرها لما تشوف اهتمام أبوها فيهم ..على الاقل تكون مطمئنه لو ماتت في احد يحبهم ويهتم فيهم!!
من بعد خروجها من المستشفى ما احد زارها من اهل كنان ..حتى كنان يوصل اغراض الصغار وما طلب يشوفها او يشوف عياله ...احيانا تعجز عن فهمه هو كارهم لذي الدرجه والا للحين زعلان على الأحداث الي صارت ؟!
ما رح تتعب رأسها بالتفكير .. ولا رح تستهلك طاقتها بالتفكير بالمستقبل رح تعيش كل لحظة بلحظتها ...ارتخت ملامحها وبدون شعور غطت بالنوم!!
ابتسم وليد لما انتبه عليها نامت .. ناظر ام خزامى ونطق: نامت!!
ام خزامى: ما ادري وش هالنوم الي يصيبها ...
وليد بهدوء وهو يحمل الصغير الي بدأ يبكي: كنان خبرني رح يأخذها لدكتور شاطر بعد ما يتحسن وضعها
ام خزامى هزت رأسها: ان شاء الله يلقى العلاج ...لانه ما ينفع هالنوم مع هالاطفال!!

رواية جريح الصمت يا قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن