بارت ١٩

7K 260 366
                                    


تنفست براحه بعد هذي المهمة ...وضعت المقص على السرير ..حملت شنطتها وكتبها ...وطلعت من البيت بخطوات حذرة تخاف احد يشوفها ...رح ترجع للقرية ولو يذبحونها ما رجعت لهذا البيت !!!
تصنمت لما شافت جدها دوبه داخل من البوابة الخارجيه ...ما يمداها تنزوي عن نظره بعد ما لمحها ...قلبها يرتجف خايفه يكتشفوها قبل ما تهرب ...اقترب منها ابو فيصل بابتسامة: صباح الخير
ردت وهي تحاول تحافظ على هدوء ملامحها: صباح النور!!
وقف وهو يناظرها حامله كتبها..بعدها ناظر ساعته: كأنك طالعه مبكر للجامعه؟!
ردت وقلبها يدق طبول..وبصعوبه حتى حافظت على هدوئها: عندي امتحان
هز رأسه بابتسامه: تعالي نجلس هناك وهاتي معك القهوة والتمر..باقي وقت طويل لوقت دوامك للجامعه..وما ظنيت تلقين مواصلات الحين!!
زمت شفتها ما هو وقت جدها ...ناظرت للخلف بخوف وترقب ...تخاف بأي لحظه يكتشفونها ... اضطرت تهز رأسها بطاعه....وتوجهت للداخل بعد ما وضعت اغراضها على قريب من الباب ...
الوقت يمر وهي على أعصابها ..كل شوي  تلتفت من الرعب وهي تحس أبوها نزل لها ...لازم تطلع قبل ما يصحون ... اقترب موعد استيقاظهم!!
جهزت كل شيء بسرعه وطلعت لمكان جدها اقتربت منه وكلما اقترب الوقت تزيد دقات قلبها .. جلست قريب منه على مضض ...وباقتراح نطقت: جدي وش رايك ننزل للقرية الحين.
ابتسم بسخرية: الظاهر بعدك للحين نايمه او الامتحان أثر عليك !!
أي قرية بهذا الوقت ...اقول صبي القهوة وتقهوي معي قطع كلامه وناظرها وهو يحسها ما هي على بعضها!!
جالسه وتتسارق النظر كل شوي لباب البيت ...تحس طعم القهوة وكأنها تتجرع السم..ما لها نفس بشيء ...وضعت القهوة.. أكثر كذا من ما تتحمل الرعب لزوم تغادر... وبهدوء نطقت: للحين ما كملت دراسة على الامتحان رح اروح اكمل مذاكره بالجامعة اعذرني يا جدي!!
مسك يدها ورجعها للجلوس: الوقت مبكر اقولك اي جامعه الحين!!
هزت رأسها بالطاعة وقلبها يدق بقوة مع الوقت ..من وين طلع لها جدها الحين ....كتمت أنفاسها تحاول تسيطر على نفسها!!
ناظرت جدها لما رن جواله ...عقد حواجبه باستغراب لما نطق اسم المتصل ...رد بهدوء: الو... وعليكم السلام..ربي يسلمك ....عسى ما شر ....لا حول ولا قوة الا بالله ...متى ....ربنا يرحمه ويتغمده برحمته ...إن شاء الله ...مع السلامة!!
قفل الخط والتفت عليها لما سألته بخوف لما وصلها صوت جدها سلطان بس ما عرفت عن مين يتكلم: وش صاير؟!
ابو فيصل بهدوء: هذا جدك سلطان يخبرني إنها ابو خالد توفى والحين هو هنا بالمستشفى
سكتت للحظات ما تذكر عمرها التقت فيه...حمدت ربها إنها ما راحت للقرية كان توهقت جدها هنا ...لزوم تروح له الحين ..سألت بتوجس: اكيد رح تروح عنده الحين؟!
عبس ملامحه ابو فيصل:وين اروح؟!
من زين العلاقة بيننا وبين بيت ابو خالد ...بعد الدفن نعزيهم وانتهينا!!
زمت شفتها بضيق .. وبتساؤل نطقت رح تروح لوحدها: أي مستشفى ؟!
جاوبها وهو يحس عندها سالفه ..الارتباك واضح عليها ...
بعدها وقفت : تأخرت يا جدي انا
سكتت لما وصلها صوت وليد وهو ينادي عليها والشرار يطلع من عيونه!!!
**
**
***
طلعت من غرفتها وهي تثاوب ...رح تجهز الفطور .. تحركت لغرفة البنات تصحي بيلسان حتى تساعدها كالعادة ...فتحت الباب بشويش ...عقدت حواجبها وهي تشوف سريرها فاضي توقعت إنها بالحمام ...قفلت الباب ورجعت للمطبخ تجهز الفطور ...
بعد وقت عقدت حواجبها باستنكار لتأخر بيلسان ... متأكدة رجعت تنام ..توجهت للغرفة وهي ناويه عليها ...وش هالكسل الي فيها ..فتحت الباب وعيونها على سريرها فاضي ...مستحيل للحين بالحمام ...توجهت للحمام طرقت الباب وفتحته ...عقدت حواجبها وهي تشوف المكان فاضي!!
وين راحت البنت؟!
اقتربت من ليان تسألها : ليان ليان
قطعت كلامهاوشهقت لما تحركت ليان انتبهت على شعرها المنثور على السرير!!
ليان فتحت عيونها بانزعاج وهي تنهض: وش فيه؟!
خزامى الصدمة اخرستها ..اشرت على السرير باستنكار!!
ليان مستغربه منها وش صاير ..ناظرت مكان ما اشرت ...وسرعان ما شهقت برعب: شعر مين!!
تلمست شعرها بيد مرتجفه...وبدون وعي توجهت للمراية ...انصعقت وهي تشوف شعرها مقصوص بطريق عشوائية!
التفتت على خزامى وباتهام نطقت: انت قصيتي شعري!!
خزامى هزت رأسها بالنفي وفكها يرتجف حاسه بوجود كارثه : لا لقيتك كذا!
تحركت للخارج وهي تنادي بصوت مرتفع ودموعها تنزل بقهر: بابا بابا
خزامى طلعت خلفها مباشره ....وقفت لما طلع وليد على صوتها المرتفع ...
وليد وهو يشوف شعرها مقصوص بطريق عشوائية..ناظر خزامى باتهام: انت وش عملت؟!
خزامى تحس ريقها نشف ...نطقت بضعف: لقيتها كذا !!
تحركت لغرفة لجين تدور على بيلسان لانها متاكدة انها هي الي عملت كذا ...دخلت الغرفة ما في غير لجين نايمه ..اقتربت منها انصدمت وهي تشوف شعر لجين!!
هزتها بخفيف: لجين لجين
نهضت لجين بعبوس...وخزامى تناظر شعر لجين على السرير ...التفتت على دخول وليد ...والنار تشتعل بداخلها من بيلسان!!
وليد نطق بتساؤل عن الفاعل: بيلسان؟!
خزامى بقهر نطقت: ما في غيرها ...
ضحك ضحكه قهر وغبن ...سرعان ما نطق بغضب والنار تشتعل بعيونه : وينها؟؛
خزامى هزت كتوفها: ما ادري مب ملاقيها!!
قطعت كلامها لما صرخ وهو ينادي : بيلسااااااان
ما هي موجوده بكل البيت ...نزل مباشره والنيران مشتعله بداخله من تصرفاتها ....
لمحها عند ابوه بالحديقه ...نطق بكل غضب: بيلسان!!
رجعت خطوة للخلف ونطقت برعب: جدي أنا بوجهك او تمسك ابوي حتى اهرب
ابو فيصل وقف باستغراب ما هو فاهم شيء..ناظر وليد الي تقدم منهم وكأنه اعصار .. وكلامها حتى تهرب...صاير شيء وهو ما يعرفه!!
تحس رجولها تيبست ما قدرت تهرب ...صرخت لما مسك من كتفها وسحبها معه بقوة ..متجاهل نداء ابوه عليه!!
أول ما دخل صالتهم ..دفها بقوة على الارض وبغضب نطق: ليه قصيتي شعر اخواتك؟!
كتمت وجع رجلها لما سحبها مع الدرج...ناظرت ليان ولجين شعرهم حوسه ...ما قدرت تكتم ضحكتها على شكلهم ...وضعت كفها على فمها تخفي
ضحكتها!!
سرعان ما بلعت ضحكتها لما اقترب وليد منها وجن جنونه وهو يشوفها تضحك...زحفت للخلف برعب ومتأكده رح تطلع جنازه!!
اقترب ابو فيصل وهو يلهث وبغضب نطق: انت انجنيت وش فيك على البنت!!
وليد بغضب: قول وش عملت هالزفته ..ناظر شعر البنات قصتهم وهم نايمين
ابو فيصل ناظر ليان وحس القهر تلبسه وهو يشوف شعرها  مقصوص لحد اذنها بطريقه عشوائيه... نطق وهو يناظر بيلسان بقوة: انت الي قصيتي شعرهم؟!
بيلسان تحولت ملامحها للضيق : ايه
ابو فيصل بغضب: وش هالتصرفات الصبيانية ..مهما عملت فيك اختك ما توصل لذي الدرجة ..
وليد بقهر ناظرها : انت انسانه مريضه ..ما عملت لها شيء ليان ..وش هالغيرة والحسد الي بقلبك لذي البنت
قاطعته بقهر يغلي بداخلها منهم ما شافته عمل كذا لما قصت خزامى شعرها والحين قام الدنيا علشان ليان : من زينها حتى احسدها
قاطعها  والنيران تطلع من عيونه :انكتمي ...كم صار لي متحمل تصرفاتك من لما جيتي وأمسك نفسي واقول باكر تتسنع ....ودوم اقولك لا تجبريني أعاملك بطريقه ما أحب اتعامل فيها معك
قاطعته بقهر من نظرتهم لها ...ما عملت لهم شيء ..ودوم يطلعها غلطانه:  ليه ما قلت شيء لما قصت امي
قاطعها وهو يسحبها من كتفها ..وقفها قدامها وهو يهزها بقوة: انا لما اتكلم ما تقاطعيني ..تفهمين
ابو فيصل أبعده عنها و بحده نطق: اتركها ...إياك تمد يدك عليها وربي إن لمستها ما يناطق لساني لسانك تراها بوجهي
وليد بقهر نطق: شايف تصرفاتها بعينك
ابو فيصل قاطعه : ادري بها غلطانه وما لها حق بهذا التصرف أبدا..تقدر تتفاهم معها بأسلوب ثاني تحسسها بغلطها ..عاقبها بأي شيء الا الضرب تفهم!!
هز رأسه بهدوء خارجي ومن الداخل يغلي غليان: مثل ما تبغى يبه ..ارتاح
قاطعه ابو فيصل: قطعتم علي شرب القهوة ..انا نازل الحين امك اكيد تحاتيني.. ومثل ما قلت لك لا تلمسها..وربي ما يعجبك تصرفي إذا لمستها!!
هز رأسه بهدوء وهو يناظر ابوه طلع وهو يوصي فيه ويحذره يلمسها!!
قفل الباب بعد خروج ابوه ...رجع وهو يناظر بيلسان واقفه بهدوء ..نطق وهو يقترب منها وبنبره تحذير : وربي إن تكرر هالتصرف ما تلومين الا نفسك ...
تظنين نفسك بالشارع ؟!!
هذا البيت له عاداته وتقاليده وقوانيه غصب عنك تحترمين كل شيء فيه ...ما رح أضربك لكن رح تتعاقبين حتى تحسبين حساب لأي تصرف غبي تعملينه... من الحين ما ابغى اشوفك بالمكان الي اجلس فيه ..وممنوع تجتمعين معنا على وجبة أكل..وممنوع اي واحد من الموجودين هنا لسانه يناطق لسانك ...وزع نظره على عياله وهو ينطق بنبره اعلى: وربي اذا سمعت او شفت واحد فيكم يكلمها ما يلوم الا نفسه ...رح يستمر هالوضع لوقت اشوفك تعلمت وش يعني الاخوة وش يعني عائلة. ....واذا سمعت حرف واحد طلع من هنا لسلطان او خالتي حتى أبوي وأمي ما تلومين الا نفسك... وإن فكرت مجرد تفكير تهربين للقرية ..صدقيني رح تندمين على اليوم الي فكرت تستغفليني انت وسلطان !!
تفهمين؟!
والحين انقلعي للجامعة .... نطق بقوة وهو يناظرها واقفه مثل الجماد تناظره: تحركي
زمت شفتها بضيق وتحركت للخارج وهي تحس نفسها رح تموت اذا ظلت ساكته ...لمتى الكلام الي بقلبها يبقى حبيس بصدرها !!
وكأنها ميته حتى تكلمهم ...اهم شيء قهرتهم مثل ما قهروها ...تنهدت بضعف وهي تحس بصوت ضعيف بداخلها ينهرها ..ذول امك و ابوك حتى لو كانوا غلطانين لزوم تصاحبيهم بالحسنى ...ما تدري ليه يصعبون الاهل على عيالهم.  ..وش يخسروا لو رفقوا بعيالهم وساعدوهم حتى يكونون بارين ويأخذون الأجر العظيم ...ليه يضغطونهم فوق طاقتهم ويطلعونهم من طورهم حتى يقعون بالإثم!!
تابعت طريقها وهي تهمس بالاستغفار ودموعها أخذت مجراها ...تشكي بصمت حالها!!..بغت تقهرهم بس زاد القهر الي بداخلها وهي تشوف فرق المعاملة...وقفت تنتظر الباص وبداخلها صوت ضعيف يردد " ايام وتزول..القادم أجمل"

رواية جريح الصمت يا قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن