جالسه على جنب السرير وتمسح على رأسها وتقرأ قرآن بصوت هامس ...لحظات مريرة مرت عليهم ما ظنت إنها خزامى تنجو منها ....كانت رح تفقد عقلها وهي تشوفها بدون حراك!!
دخل ابو خزامى وملامحه اكتساها الهم والضيق: كيف وضعها الحين؟!!
ام خزامى تنهدت بهم : ربك كريم ...الحمد لله بخير..انخفضت حرارتها!!
اقترب وجلس على جنب السرير وهو يحس انه هاليومين استنزفوا كل طاقته..نطق وعيونه عليها: ما مر الدكتور عليها؟!
هزت رأسها بالنفي: للحين ما احد جاء ...وبتساؤل نطقت: كيف وضع البنت؟!
يحس الهم يزيد عليه لما يشوف هالبنت من وين يثبت لها حقوقها ..وبضيق نطق: جاءت بنت خالتي ام سعيد ومهتمه فيها الحين!!
زمت شفتها بتفهم: جزاها الله كل خير!!
وبغصه نطقت: انا ما يحز بخاطري الا هالبنت !!
نطق وكله امل بالله يلقى الحل: ربك كريم !!
همست :والنعم بالله!!!
وقف بعد ما تنهد: اروح اشوف وش صار على القضية...
استأذن وطلع من الغرفة ....
كل يوم عن يوم يزيد اختناقه ويحس بالعجز ...اقترب من ابو سلمان الي مع اخته بالمستشفى: كيف وضعها!
أبو سلمان هز رأسه: احتمال اليوم يرخصونها!
ابو خزامى هز رأسه والهم اكتسى ملامحه: على خير ان شاء الله....راجع للقرية؟!!
ابو سلمان بضيق: اليوم رح توصل المساعدات رح نرجع ما لنا غير القرية ...وانت؟!
ابو خزامى: خزامى عندها دراسة
قاطعه ابو سلمان وهو معقد حواجبه ويخز بالرجال الي متوجه لهم: ناظر وكأنه سعود!!
ابو خزامى ناظره وعيونه رح تطلع من الفجعه ...شهور مرت وهو يدور عليه ..ما ظن يلقاه هنا ...وبدون وعي تقدم وهو ينطق: سعود!
ناظره وليد وهو معقد حواجبه باستغراب لما وقف قدامه: عفوا!!
ابو خزامى متأكد صوته ونفس نظرته: سعود
قاطعه وليد باستغراب: الظاهر إنك مشبه علي
ابو خزامى وهو يفكر يتابعه ويعرف مكان سكنه ويتفاهم معه ..يخاف يهرب منه الحين ويفقده ...وباعتذار نطق: اسف الظاهر اني مخربط!!
رجع خطوات للخلف وعيونه مسلطه على سعود حتى ما يضيع منه ...ابو سلمان بضحكه: وش فيك يا رجال نسيت إنه سعود مسافر!!
وبعدين صحيح فيه شبه بس هذا باين عليه النعمة ما هو مثل سعودك ...وختم كلامه بضحكه ساخره!
أبو خزامى بغموض : ظنيت انه رجع من السفر ...والحين اسمح لي مواعد رجال!!
قبل ما يتحرك نطق ابو سلمان: شوف هذا ابو عبدالله يقولون ولده كان بالقرية وقت السيل..الظاهر انه ميت تعال نشوف وش صار معهم!!
تحرك باتجاه ابو عبدالله بفجعة وهو يشوفهم حاملين عبدالله وهو بدون حراك ....
**
**
**
**
**
جالسة بالصالة قريب من أمها وتحاول فيها : يا يمه ما ابغى شيء ..بس ابغى ابنتي ..بس اشوفها
ام سلطان بضيق من هالسالفه: يا منار ما صدقنا الموضوع يتقفل ... وابوك يرجع مثل قبل ...وانت شفت كم مر من الوقت وهو مقاطعك وما يكلمك ...للحظة رح كنت افقدك للابد ... لا تفتحي الموضوع ..اخاف للحين السالفة بقلوبهم ويرجع شرهم مرة ثانية...اذا لك نصيب تشوفينها رح تشوفينها!!
واذا لك نصيب ترجعين لوليد رح ترجعين!
مطت شفتها باستبعاد: ما ظنيت ييجي ذاك اليوم!!
أبوي وإخواني صعبوا الموضوع كثير !!
ربنا يغفر للعباد ذنوبهم لو وصلت عنان السماء وحنا البشر ما نغفر لبعض ؟!!
ام سلطان تنهدت بقلة حيلة: والله لو يطلع بيدي يا بنتي الحين ترجعين له ...بس شفتي كيف سفروه وقتها و كذبوا لما قالوا انه مات
قاطعتها بقهر: يا يمه قلت لك ما كذبوا وما قالوا كذا ...بس اخواني فهموا غلط عليهم ...وفوق هذا أجبروني على خلعه بعد التمثيلة الغبية الي عملوها قدام الناس ....وبنتي حرموني منها وما شفتها !
بأي عصر ظلم عايشين حنا؟!!
وش هالذنب الي اقترفته حتى ألقى هذا الجزاء
قاطعتها ام سلطان بلوم: ما تلومين ابوك واخوانك يا منار ..لو عرفوا الناس كان اكلوا وجهنا يا منار...الكل رح يقول حملت في بيت اهلها ...ما كانت سهلة على ابوك واخوانك!!
منار بمراره: انا السهلة علي يوم طقتوني طق ...ولا كأني بنت لكم..والرحمه انتزعت من قلوبكم!!
ام سلطان ضاق خلقها: منار اذا لي خاطر عندك لا تفتحين الموضوع واتركي المركب ساير!!
منار بقهر: ترى سكوتي ما رح يطول .. أنا احس نفسي ميته بذي الحياة .؟
ام سلطان اشرت لها تسكت لما شافت حمد داخل الصالة ...مطت شفتها ووجها منتفخ من القهر ومن التسلط والتحكم بحياتها!!
حمد ناظر امه بعد ما رد السلام: ابوي وينه اتصل فيه ما يرد؟!
ام سلطان بهدوء: راح يشتري بعض مقاضي للبيت ..صاير شيء؟!
حمد جلس وهو يحرك رأسه بالنفي: لا بس بغيت أسأله عن بعض الاوراق!
طلع جواله وبدأ يطقطق فيه ببرود ...مطت شفتها منار وبداخلها قهر ينهشها ما تدري متى تصبر وتسكت على هالحال ...
**
**
**
أنت تقرأ
رواية جريح الصمت يا قلبي
Acakجريح الصمت ياقلبي تتقاطع الطرقات بين إثنين ما كان يجب ان يلتقيا؛ هو فاقد لـ ذاكرته، وهي فاقده لـ ثقتها، يَزعم أنه "سعود" وهي "خزامى" ليكملا حياتهما مع بعض مرغمين بسبب الظروف القاهرة ، ينتج عن هذه الصدفة الغير محببة "بيلسان" التي عاشت طفولتها و مر...