الفصل الثاني/
أحيانا تشعرنا الحياه أن لا أمل من العيش ، نشعر وكأننا مختنقين داخل عنق زجاجة كلما حاولنا التنفس يضيق أكثر مطلبا إيانا بالإستسلام ، والتوقف عن المقاومة ، وبينما نحن في خضم القرار تنبعث أشعة الشمس مشرقة تعطينا الأمل من جديد .
...
لم تجف دمعاتها بل زادت حتي شعرت أنها تحولت لدماء وليس ماء فقط ، ساعدتها آيات التي كانت تبكي بحرقة من أجل صديقتها للذهاب لمنزلها ، فبعد إتخاذ القرار القاطع لم يعد بيدها شيء لتفعله سوا البكاء على كرامتها المهدورة ، كانت تشعر بأن الأرض تميد بها ، وبأن علقم شعور اليتم يسرى بجسدها .
وهاهما الآن بمنزلها بعدما أوصلتها فحالتها لم تسمح لها بأن تتركها وحدها ولم تعرف أيا منهما ما ينتظرهم .
أما نبيل فكان يشعر بالتخبط فالفتاه التي أمامه لا تفعل شيء كهذا ، نعم هو ظن في البداية أنها فتاه مستهترة ، ولكن بعما تجددت لقاءاتهم أزعن أن تلك فكرة خاطئة تماما ، ليست مستهترة ومتفوقة ولديها ذكاء نابغ ، ومتحفظة في التعامل مع الآخرين فكيف تكون ذات أخلاق سيئة ؟
شعور بداخله يؤكد له أن تلك التهمة تم إلصاقها بها متعمدة وأنها بريئة نقية كما عرفها وأكد ذلك بكاء ابنة عمته السيدة سهر فقد تملكها الحزن المفجع وأخذت تبكي وتدعوا لها ، كانت حالتها منهارة تماما وكأنها تبكي إبنتها لذا لم يجد بد سوى أن يحاول تهدئتها قليلا قائلا بنبرة شابها الضيق :
_ إهدي بقي يا سهر ، كل ده مالوش لزوم .
نظرت له بحزن وصوتها خرج مختنقا :
_أهدي إزاي !! زهرة دي أغلب من الغلب،الدنيا كلها عليها مفرحتش يوم واحد في حياتها ،حرام إل بيحصل فيها .
شعر بالحيرة فهو يريد إخماد تلك النيران بداخله ، فالغضب والرفض لما حدث أودج النيران به ، شعور قاتم يلهبه يريد أن يطفئه وهي لا تساعده إطلاقا ، لذا وجد نفسه ينطق بما خطر بعقله دون إقتناع :
_ إنتي شكلك متعاطفة معاها جدا ،مش يمكن ....
نهرته بحدة صائحة :
_ لأ ،مستحيل لو هي بنت مش كويسة كانت استسلمت ، جتلها الفرص كتير تبقى زي الصورة إل بيحاولوا يظهروها بيها ، لو هي بنت مش عفيفة كانت وافقت وخضعت للعندها في البيت .
دقت نواقس التفكير والظن برأسه ليسألها بحدة بعض الشيء لم يستطع السيطرة عليها :
_ياعني ايه الكلام ده ؟
زاد إرتباكها من نبرته ، ولكنها قررت أن تعلمه عله يستطيع تقديم المساعدة وإنقاذ تلك البريئة ، لذا بادرت بالتحدث مسترسلة :
_هقولك ،هقولك علشان تعرف إنها بنت مظلومة في حياتها ومتستاهلش إننا نظلمها أكتر من كده ، يمكن تقدر تمنع الظلم ده ،
أنت تقرأ
زهرة
Lãng mạnقصة عشق بين طرفين مع كل إفتراق يشتد عضد عشقهم أكثر كانت تائهة في الحياة لا تعلم كيفية التنفس بحرية ليدلف حياتها ويحولها إلى طائر محلق في سماء عشقه. بينما هو كان جاد في حياته ، كانت تثير ريبته وغضبه وما إن أعلن قلبه التمرد حتى أصبحت أثمن من أنفاسه و...