الفصل الخامس/
نستطيع التحكم بعمق الصداقة ....بعلاقات العمل ....بإستقبال الضيوف في منزلنا ...ولكن من حفر إسمه بين أضلعنا يدلف بلا إستئذان أو ترتيب .
نظر الشقيقان له بتساؤل واضح ليكمل هو بابتسامة :
_أستاذ ادهم الدمنهوري رجل اعمال كبير رغم ان عمره صغير بس قدر يحقق نجاح كبير وثبت نفسه في البلد ،طبعا انتم عارفين ان دي مستشفى حكومي بس وضعها وامكانياتها غير اي مستشفى لان ببساطة استاذ ادهم جددها وزودها بإمكانيات واجهزة على حسابه الخاص ،،وطبعا بالإضافة لنسبة المستشفى من الأدوية من قطاع الحكومة هو بيزود المستشفى بكل أنواع الأدوية والأجهزة وخلافه يا عني تقدروا تقولوا هنا مستشفى خاص بإسم حكومي ،وطبعا ده كان ليه مقابل من الحكومة وأصبحت المستشفى تحت إدارته وليه الحق في القرارات الإدارية والقانونية .
أشاد عبد الرحمن بإعجاب :
_بصراحة ده موقف حلو منه لو كل رجل اعمال ساهم زيه كده الاوضاع هتختلف كتير.
قاطعته حور بنفاذ صبر :
_ برضو يا دكتور ايه سبب نزولنا النهاردة؟
تبسم كبير الأطباء بتوتر طفيف وأردف:
_ اصبري عليا يا دكتورة الاستاذ ادهم جاي بكرة ان شاء الله وطبعا لازم يتعرف بيكم وقبلها لازم تكونوا مستلمين شغلكم رسمي وتتعرفوا بالمستشفى والطاقم الطبي انا عارف انكم روحتوا الوزارة واستلمتوا تعيينكم بس انا عجلت بانكم تيجوا لأنه شخص على قدر عالي من الالتزام وكل حاجة لازم تبقى مظبوطة وإلا هنواجه غضبه ،وعلي قد ما هو انسان فيه للخير بس غضبه محدش يقدر عليه.
غضبت وتمرد داخلها فمن هو ليشكل عائقا لترتيباتها فأردفت ببعض الغضب :
_هو ده تهديد ؟!
نظر لها أخيها يحثها على الهدوء قليلاً قائلا:
_حور اكيد الدكتور ما يقصدش وبعدين مش غلط ولا عيب انه يبقى شخص منضبط وبصراحة تأثيره بالمستشفى واضح .
نزع كبير الأطباء نظارته ومسح على عينيه بإرهاق واضح وتحدث بإقرار:
_دكتورة حور انا عارف ان الدراسات والشهادات اللي اخدتيها تؤهلك لاكتر من انك تشتغلي في مستشفى وممكن كمان تبقى رافضة انه حد يؤمرك بس ده حال المستشفى هنا مفيش قرار يخرج غير لو وافق هو عليه وكذلك القرار اللي بياخده محدش يراجعه فيه حتى وزير الصحة مديله الكارت الاخضر للتصرف وانا كان لازم اقوم بوظيفتي كمدير ومش عاوز اخر ايامي في الوظيفة دي اقضيها في مشاكل.
نظر عبدالرحمن لشقيقته لتنهي هذا الحوار لتومأ له بهدوء ونظرت بابتسامة:
_ مافيش مشكلة يا دكتور، تسمحلنا نقوم نشوف شغلنا.
اومأ لهم الطبيب بإبتسامة راحة لإتمام الامر بنجاح
خرج الاخوين وذهب كلا منهما لمكتبه الخاص فمكانتهما العلمية فرضت على ادارة المستشفى تخصيص حجرة مقسمة لمكتب بجانبه فراش يستخدمونه للكشف علي المريض وبجانبه الاخر باب صغير يؤدي إلي حجرة مستصغرة تحتوي على فراش للراحة لكلا منهما وحمام خاص أيضا لهما
حاز أناقة وتصميم المكاتب علي استحسانهما.
قضوا باقي اليوم في تجهيز مكاتبهم والتعرف علي زملائهم من الأطباء والممرضين
وجاء الوقت المنتظر وعادوا إلي منزلهم سريعا .
......
كان الإرهاق جليا على وجيهيهما ولكن بمجرد أن دلفوا أردفت حور :
_أخيرا طول اليوم بستني اللحظة دي.
أماء لها شقيقها بتأكيد مردفا:
_ ومين سمعك ، اليوم كان طويل ما بين إجراءات وتعارف وكنت بصبر نفسي إن آخره هييجي ونكمل.
أزالت حجابها قائلة بحماس:
_طب يلا خلينا نبدأ ، عاوزين نخلص أكبر قدر الليلة .
ربث فوق كتفها متحدثاً:
_تمام غيري هدومك وصلي وانا كمان هصلي العشا وهاتي المذكرات وتعالي .
........
عام ١٩٨٨/
الحب لغة للروح قبل الجسد،إحتواء الحبيبان لبعضهم بجعل مشاعرهم ترتقي لمكانة مميزة ، مشاعر مرهفة الحس تطفو بالروح لأسمى نقطة ، أن يشعر بك شريك حياتك ويزيل العقبات عقبة تلو أخرى أن يتفنن لإسعادك، أن يكن شاغله كيف يرسم الضحكة على وجهك وقبلا يحفرها بقلبك، أن يكن لك عونا في جميع المواقف والمواجهات حتى وإن كانت مواجهات مع النفس بكلمة طيبة وشعور آمان يغلفك.
_إستني .
قالتها زهرة بخجل وإرتباك عندما وجدته وضعها فوق الفراش وهمٓ بها
إبتعد عنها مرتبكا نظر لها بعينين يملؤها التحسر فعلي ما يبدوا أنها لا تريده وموافقتها منذ لحظات كانت لحظة ضعف.
إعتدل وماكان ليقف قاصدا الخروج من حجرتها إلي أن أمسكت يده بإرتعاش تمنعه فهي توصلت لما فهمه ،
نظر لها بعيونها المدمعة وسأل نفسه كيف تغيرت نظرة السعادة بهما بهذه السرعة !ثم سلط نظره علي يديها المرتعشة بإرتباك
ليتنهد قائلا :
_مافيش داعي تعملي حاجة مش واثقة إنك عاوزاها ،خدي وقتك علشان تتقبليني في حياتك وإن محصلش ..أنا
أغمض عينيه بألم فهو لا يستطيع أن ينطق بها كيف إن طلبت منه فعلها حقا ،فتح عينيه مرة آخري يناظرها فوجدها تنتظر منه إكمال جملته فأخذ عدة أنفاس وأكمل:
_ لو متقبلتنيش هطلقك.
جحظت عيناها من الصدمة ،لتهب دموعها تلومه علي التفكير بتركها
رأي لومها له وتعجب ولكنه إستمع لها بقلب يخشي الحكم عليه بالإعدام ، خرج صوتها خفيضا مرتعش:
_أنا متقبلاك بس ...بس ...هو ياعني أنا ....
عضت علي شفتاها بخجل وأبعدت عيناها عن مرماه وهي تهمس بصوت مرتبك :
_أصله مينفعش .
ظل ينظر لها بتعجب من كلماتها المرتبكة وكلمتها الأخيرة المبهمة وظل عقله يدور بتساؤل
ظل ينظر لها ولخجلها الزائد حتي منذ لحظات كانت خجلة ولكن ليس بهذا القدر
سطعت الإجابة أخيرا بعقله ليبتسم بعدم تصديق لتتحول ابتسامته لضحكة رنانة .
كان سعيدا في هذه اللحظة أكثر من أي وقت ،فهو إطمئن وقلبه شرع بالحياة فهاهي لا ترفضه ولا تنبذه بل تريده
تحول خجلها إلي غضب عندما رأت ضحكته وإبتسامته اللعوب لتصرخ بحنق وهي تدفعه ليسقط أرضا ومازالت ضحكته مستمرة وهي تكور يدها بغيظ :
_إطلع بره ،براااااه
حاول السيطرة علي ضحكاته لكي لا يخجلها أكثر ولكن سكت نهائيا ووقف سريعا عندما وجدها تبكي ،جلس بجانبها وجذبها لأحضانه وهو يردد مطمئنا إياها:
_بتعيطي ليه يا مجنونة ،زهرة أنا جوزك متتكسفيش مني ،وبعدين ده أمر عادي وبيحصل لكل البنات ،ودي رخصة ربنا مديهالك وأمر ملكيش ذنب فيه ،بطلي عياط بقي .
كانت أشبه بالأطفال في هذه اللحظة وهي تفرك عيناها بشدة شعوري الخجل والغضب ألهبوا حواسها ، أردفت من بين شهقاتها:
_بس إنت ض...ضحكت عليا .
شدد من إحتضانها لتظهر كأنها جزء من جسده، وهي لم تعبث بهذا التواصل وكأن أحضانه وتلك الأذرع الملتفة حولها مكانها الصحيح، قبل أعلى رأسها بعمق وتحدث بصوت شجي:
_مجنونة أنا مضحكتش عليكي أنا بضحك لأني فرحان ،لما قولتيلي إستني إفتكرتك ندمتي علي موافقتك ومش عاوزاني أقرب منك ،بس بعد ما فهمت بقيت أسعد واحد في الدنيا إنك عاوزاني وموافقة عليا ، خرجت منه تنهيدة مليئة بالراحة والسعادة وأسترسل منهيا ذلك الحوار لألا يزداد خجلها:
لكن مش معني الظروف دي إنك هتنامي بعيد عن حضني شدد على إحتضانها يشعرها بحنانه
بادلته الإحتضان تخبأ رأسها بعنقه وهو يعتصرها بذراعيه بسعادة كبيرة ودون أي كلمة أخرى غفيا إثنيهم ببال سعيد وقلب مطمئن.
أن تشعر حبيبك بحبك الدائم وتعترف له بأفعالك هو ما يجعل الحب يعيش ويترك أثره . فالحب كالشمس يسطع ويتجدد مع كل نهار .
استيقظت زهرة لتجد نفسها وحيدة فقامت وجهزت نفسها وهبطت لتجده يرتشف فنجان من القهوة لتقول بصوت بانت فيه السعادة :
_صباح للخير .
شعر بسعادتها ورأى بريق عينيها ليردف بابتسامة سعيدة :
_صباح النور زهرتي .
ابتسمت بخجل ليقول بغضب مصطنع :
_هو ده الصباح يا هانم فين .....
أشار بإصبعه علي وجنته لتتقدم منه بخجل وإرتباك تطبع قبلة علي وجنته ولكنه فاجأها وأمال برأسه وإقتطف من شفتيها قبلة أشعرتهم بخلو العالم إلا منهم ،إبتعدعنها ليقول لاهثا:
_أحلي صباح عدي عليا .
أطرقت رأسها بإبتسامة خجلة.
استمتع كثيرا بخجلها ولكن الوقت يمر وعليهم الذهاب للمدرسة لذا أجلسها على الكرسي من أجل تناول الفطار معطيا إياها كوب من الحليب:
_يالا يا زهرتي وإلا هنتأخر .
مر الوقت وذهبوا منفصلين إلي المدرسة أو هكذا تظن فهو إتبعها دون أن تنتبه فلم يطمئن قلبه إلا بهذه الطريقة .
((دثرتُ على نفسي الراحة منذ لحظة إعترافي لنفسي بعشقه .
فتلك اللحظات التي تمر عليّ أكون جالسة بين رفيقاتي عينايّ مرتكزتان عليه ..يتنبه عقلي فجأة بخاطر أن أبدأ التمعن فيه ليتخدر جسدي وتتعالى أنفاسي وبعد ثوان أشعر أنيّ بعالم آخر لا أفهم حديثهم يخفق قلبي بشدة ..لا أرغب بأحد غيره في عالمي .))
قضت يوما دراسيا في سعادة لم يراها بها أحد من قبل ،بينما هو كان يشعر بأنه طير يحلق في سمائها وحدها
إنقضي اليوم وعادوا إلي المنزل وتناولوا طعام الغذاء ثم تركها وخرج ليشتري بعض الحاجيات بينما هي أنهت ترتيب وتنظيف المنزل ثم صعدت إلي حجرتها لتهنأ بحمام يطهرها من ظرفها ،ويزيل عناء وإجهاد اليوم .عاد من الخارج فلم يجدها بالأسفل صعد لرؤيتها والإطمئنان عليها ولكي يساعدها في مذاكرة اللغة الإنجليزية من أجل اختبارها غدا .
طرق الباب بهدوء فلم يسمع منها إجابة فتح الباب بروية ودلف فلم يجدها فتعجب وأمسك مقبض الباب قاصداً الخروج فسمع صوت باب الحمام يفتح فنظر ليري ما سلب أنفاسه .
وقفت مصدومة من وجوده ورؤيتها بهذا الشكل ،فهي كانت عارية تماما إلا من منشفة صغيرة تلفها حول جسدها بالكاد تغطي عوراتها ،شعرها المبلل منسدل فوق أحد كتفيها ،عنقها تجري فوقها المياه ،،ساقاها ناصعتان البياض كحال زراعيها المياه فوقهم كأنها لؤلؤ
تقدم منها مسلوب السيطرة علي قدميه ،لا يستطيع إبعاد عينيه عنها ،زابت دمائها وشعرت بوهج بشرتها إثر نظراته ،كست حمرة الخجل وجهها ؛فأغمضت عيناها بتوتر .
وقف قبالتها لا يفصل بينهم سوي بضع سنتيمترات وقال بصوت مبحوح مهتز :
_زهرتي ،إفتحي عينك .
إستجابت له لتترك العنان لعيناه تحتضن خاصتها، إبتسم لها بحنان وإقترب منها ليسدل الستار عليهم ويلتئموا ليصبحوا واحدا قلبا وقالباً.
صباح يوم جديد /
((أينما تكونين فأنا بجوارك ..فقد أصبحت متيماً بكِ لأبعد الحدود..
فها أنتي أصبحتي جزء مني وأصبحتُ جزء منكِ..أريدك أن تشعري بما في قلبي كي لا تتخلي عني.))
إستيقظت زهرة لتجد نفسها بأحضانه وهو يطبق عليها بذراعيه بقوة كأنه يخشي فقدانها .
نظرت لوجهه وظلت تتأمله بإبتسامة سعيدة ،فكم شعرت معه بالأمان والحنان ،وبالأمس عاملها بلطف زائد ،كانت تشعر بأنه العوض الجميل الذي أهداها إياه ربها لتنسي ما مر عليها طوال عمرها .
حاولت القيام ولكن يده منعتها وصوته الذي يشوبه المكر أوقفها:
_كده عاوزة تقومي من غير ما تصبحي عليا .
إبتسمت بتوهج قائلة:
_صباح....
قطع كلمتها بقبلة دافئة ثم شاكسها قائلا:
_صباح النور يا زهرتي
إبتسمت فهي تشعر بالسعادة لسماع إسمها مضاف إليه ياء الملكية .
_عاوزة تقومي وتسيبي جوزك ،خليكي في حضني أحسن.
كان يحادثها بلوم مصطنع
ففكرت قليلا ثم قالت بمكر جديد عليها :
_أنا مش عاوزة أقوم بس هنعمل ايه عندي مدرس في المدرسة شرير عاملنا إمتحان .
إنفرجت شفتاه من رؤية مكرها المُحبب بإبتسامة تحولت لضحكة صاخبة وهو يردد:
لأ مالوش حق .
_أه شوفت عاوز يبعدني عن حضنك هنعمل ايه ؟!
_ تصدقي شرير فعلا ،طب إل يكلمهولك
إصطنعت التفكير وبإبتسامة جذابة تحدثت:
_هديه حضن كبير .
سعد لجملتها كثيرا وبرقت عيناه عشقاً فجذبها لأحضانه ،سمعها تتمتم:
_ها..هتقوله يلغى الإمتحان؟
غاصت يداه بين خصلات شعرها وهو يشدد من إحتضانها مجيبا إياها:
_أنا شايف إن الكسوف راح وحل الدهاء وإستغلال منصبك لمصالحك الدراسية وده شيء لازمه عقاب.
أبعدت نفسها قليلاً ونظرت له بتعجب ليفهما بطريقته الخاصة كيف يكون العقاب بين الأحبة ،عقاب له طعم ومذاق خاص .
.............
((لا أستطيع النوم ..فأنا لا أكُف عن التفكير بك..فالليل مُظلم وأنا أخشى أن أُغلق عيناي فأخاف كثيراً أن أفقدك ..لا أريد أن أحلم فالأحلام ليست بجمال هذه الليالي تحت سقفك .
كيف إستطعت الفوز بك؟؟. هل حقاً إستحقيتك؟؟ هل أنا الشخص الذي تُحب؟؟ أم لماذا تجعلني بجانبك؟!! لماذا تُريدني؟؟
كل يوم قبل معرفتك كان طويلاً جدا والآن أعيش كل ثانية معك تُشرق ألف شمس بداخلي.))
مر شهرا على ارواحنا شهرا مليئا بالدفء والحب.....
شهرا كاملا كنا فيه لبعضنا خير ونس وأحبة .
كان يساعدني لاستذكار دروسي ويشجعني، يزيل خوفي عندما ينتابني رهاب قرب الاختبارات النهائية ،
نذهب للمدرسة متفرقين ولكني اشعر به يتبعني من بعيد، اراه لا ينظر لي اثناء شرحه لكي لا تفضحه عيناه امام زميلاتي ولكني لم استطع ان افعل مثله،
كنت انتظر وقت فراغي لأذهب مسرعة للمكتبة لأراه وكأن الوقت الذي نقضيه سويا بالمنزل غير كافي كنا نقتطف هذا الوقت لأننا لا نستطيع نسيان ان مشاعرنا ولدت بهذا المكان.
وعندما نعود للمنزل نطهو الطعام سويا ونتناوله ثم نساعد بعضنا بأعمال المنزل فهو كان يرفض انشغالي كثيرا عن مذاكرتي، فكان خير ونيس لي ،أب افتقدته اخ لم أعرفه صديق مساند كان زوج لم اتخيل يوم ان احظي به.
كنت أشعر بالدفء عندما يحتضني قبل النوم ، أصبحت معتادة على تناول وجبة الإفطار لأنه حرص على إعدادها يومياً من أجلي ، كان يعاملني كإبنته يجلسني فوق قدماه يداعب شعري ويصنع لي ضفائر كالصغار ، كان يشعرني عندما يعلمني شيء جديد كمهارة جديدة في الطهي فهو حقا بارع أنه كأم لي ، كان يسمح لي ببعض أوقات فراغ من المذاكرة يقضيها معي في اللهو والمرح وكأني أختا له ، أي بالمختصر كان عائلتي، لم أكن أتخيل جزء صغير من تلك السعادة يوما ، لم تتوقف شفتاي عن الإبتسام والضحك من بعد ما كانت ترتعش فقط خوفاً وقلقا ، هل تعلمون يا صغاري الكثير من الأوقات كان يطعمني بيده ، سعادتي معه لم تقتصر على فعل أو يوم .
مرت أيام الامتحانات على خير وكنت متفائلة كثيرا بما اديت ومتحمسة ايضا فها انا سأذهب اخيرا لبلده ولمنزل عائلته فقد تأجلت الرحلة المدرسية الى ما بعد الامتحانات ومدت لتصبح عشرة ايام ويالسعادتي لذلك.
اليوم السابق للرحلة أخذني في نزهة طوال اليوم ، كنت كالطفلة الصغيرة التي تتدلل ويتلبى مطالبها ، أكلت أشهى المأكولات وزورت الكثير من المحلات التجارية وكلما وطأت عيني على شيء بداخل هذه المحلات كان يبتاعه فورا، إبتاع لي الكثير من الملابس بمختلف أنواعها ورغم بعض الحرج الذي شعرت به حينها إلا أنني كنت أحلق سعيدة، سعادتي هذه كانت تخيفني ولكن في المقابل حنان نبيل وحبه كان يطمئنني .
لم يكن يعلم بعلاقاتنا سوى جدكم وهو من قال لأبيكم ألا يخبر احد لأسباب لم أكن أعلمها ولكني كنت واثقة بحبيبي ، لم يهمني الأمر كثيراً فيكفيني وجوده.
تجهزت من أجل الذهاب وانا لدي الكثير من المشاعر التوتر ،الحماس، الفرح، والخوف.......
أجل كان قلبي يشعر بالخوف لا اعلم لما....؟
ولكنه كان خوفا صائبا
فما حدث لي وما عايشته قلب حياتي رأسا على عقب.
عام ٢٠١٨ /
رأي عبدالرحمن دموع الخوف بعينين شقيقته ويكاد يجزم أنه يستمع لضربات قلبها..فهي تصدع كخاصته، فأغلق الأوراق بيده وقال بحنان :
_بكرة يوم طويل ولازم نرتاح.
وعلي عكس ما توقع بأن ترفض قبلت وذهبت لحجرتها في هدوء مريب فيبدوا أن خوفها من القادم جعلها تلوذ بالفرار.
أغلق ما بيده وذهب لحجرته وأخذ يتضرع إلى الله في صلاته ثم خلد للنوم.
......
في الصباح /
ذهبوا لعملهم ولكن فكرهم كان بمكان آخر .
دلفوا وباشروا عملهم سريعاً ،وما هي إلا نصف ساعة حتي وجدوا جميع الأطباء والعاملين بالمشفى يتوجهون إلي الصالة الرئيسية وعلموا بوصول الشخص المنتظر ،بقيت حيث هي كما فعل شقيقها تماما ،
في صالة الإستقبال /
وقف الجميع يلقي عليه تحية السلام بينما هو كان واقفا بثبات يرد بإقتضاب ،قبل أن يوجه نظره لمدير المستشفى دكتور عبدالسلام قائلا بنبرة عملية :
_دكتور عبدالسلام مافيش قدامي وقت كتير .
أماء له الآخر متحدثا:
_إتفضل علي المكتب وكل الورق والمستندات جاهزة.
ذهبا إلي المكتب ليري المكاتب التي كانت تتجهز حديثا ليتساءل:
_الدكاترة الجداد استلموا ولا لسة
_أه هما .....
قطع جملته خروج عبدالرحمن من حجرته ليناظره بتعجب فأردف وهو يشير بإتجاهه دكتور عبدالرحمن تخصص مخ وأعصاب وعمود فقري ،وده أستاذ أدهم يا دكتور .
بادر عبد الرحمن بالحديث:
_تشرفت بحضرتك
كان أدهم يتفحصه بعين عملية وأردف:
_أهلا بيك بينا يا دكتور ،أومال الدكتور التاني فين قالها وهو يشير لحجرة حور فأجابه عبدالرحمن :
_دكتورة حور موجودة بمكتبها.
تعجب فهو على حد علمه هناك طبيبان سيستلمان العمل ولكن لم يعرف عنهم شيء ، ولكن وجود طبيبة تاركة مدينتها بتعمل في بلد آخر جعله يتساءل ببعض الدهشة :
_دكتورة !! تخصص ايه ؟؟!
هذه المرة أجابه دكتور عبدالسلام بحماس :
_دكتورة حور تخصص جراحة ،وماجستير باطنة .
تعجب أدهم وظهر هذا علي وجهه فأجاب دكتور عبدالسلام عن تعجبه بإبتسامة :
_بصراحة الدكتور عبدالرحمن والدكتورة حور مكسب كبير للمستشفى وكل الموجودين هيستفادوا منهم مش المرضي بس .
شعر عبد الرحمن بالفخر وتحدث :
_دي شهادة نعتز بيها يا دكتور .
صافحه أدهم قائلا بود:
_خير وموفقين إن شاء الله.
مر اليوم عليهم بين المرضي
بينما أدهم قام بمراجعة الأوراق التي تطٓلب منه توقيع ورحل ولكن القدر قد كتب قراره .
ساعة أخرى مرت وإنقلب المشفى رأسا علي عقب فور وصول سيارة الإسعاف تحمله والممرضين يصرخون عمليات
نظر عبدالرحمن ليجد أدهم فوق نقالة الإسعاف وبطنه تنزف وموظف الإستقبال ينادي :
_دكتورة حور مطلوبة في العمليات
دلفت حور سريعا سائلة :
_إيه الوضع ؟
_حادثة عربية في إزاز جوه بطنه ،نزف كتير لأنه ضغط علي نفسه علشان ينقذ السواق لكن للأسف مات .
أومأت حور لهم بإيجاب وما لبثوا منتبهين لكي يساعداها فوجدوها مزقت ما تبقي من ملابسه بلمح البصر وأزالت الزجاج بطريقة سريعة وحرفية فعلموا بأنهم أمام موهبة طبية فائقة.
إنتهت حور من الجراحة وأملت عليهم وضعه بحجرة العناية المركزة مع تعليق كيسا آخر من الدم ليعوضه عما فقد .
خرجت حور لتجد شقيقها ومدير المشفى وبعض الأطباء ينتظرون أمام غرفة العمليات لتتعجب من ذلك ولكن زاد تعجبها حيت تقدم منها المدير بقلق ظاهر :
_عامل ايه ؟طمنيني .
_الحمدلله العملية عدت علي خير .
تنفس الصعداء وسعد الجميع فنظرت بتساؤل لأخيها فأجاب تساؤلها :
_دا أستاذ أدهم ،لسة خارج من المستشفى من ساعة تقريبا ، فأومات له بهدوء وعادت لمكتبها.
بين الأعمال الروتينية داخل مشفى يستقبل المرضي من كل صوب بجوار تلك المدينة إستمر يومهم في عمل شاق وجاد إلى أن مر الوقت سريعا وعادا إلي المنزل .
كانت حور تشعر بالإرهاق فلم يرد عبدالرحمن أن يباشروا قراءة ولكنها رفضت وأصرت علي الإستكمال فيكفيها تفكير فيما قد يكن حدث.
عام ١٩٨٨/
((الحب هو بداية نهاية الحياة..لم أكن أعلم أن تلك المقولة ستأخذ حظها معنا .
لم أستطع كتمان حبي وعشقي له فأنا لم أكتف بحبه فقط.. بل صار قطعة من جسدي بل روحي..
شعرتُ أنيّ ولُدتُ من جديد يوم إعترف بحبه لي ، أتيقن أن عيناه وتصرفاته عبرا عن ذلك الحب قبلا ولكن حين نطق بها لسانه وجهر بما يشعر شعرت أن سهماً أصاب قلبي ليملؤه عطراً ممزوج بأمطار وبتلات الورود ، صِرت مُتيقنة أن الشمس منذ هذه اللحظة تُشرق من قلبي))
وصل الأتوبيس للبلدة ووقف أمام منزل آل دمنهور.
كانت الفتيات ومن معهم من مرشدين منبهرين بشكل وتصميم هذا المنزل الراقي الذي يدل علي الفخامة ويسر الحال
كانت نظراتها مختلفة نعم مبهورة بكل هذه الأناقة ولكن التوتر كان رفيقها
إبتسم بخفة عندما رآها تفرك يداها بتوتر .
هبط الجميع وذهبوا خلفه ،تقدم من المنزل ليحيه الجنايني وبعض افراد الحراسة (الغفر)
_ يا اهلا ومرحب بيكم
نظر الجميع لمصدر الصوت فوجدوا رجل خمسيني يظهر عليه الهيبة والوقار
نظرت زهرة لنبيل بتساؤل يجيبه حين تقدم من هذا العجوز يقبل يده قائلا:
_وحشتني يا أبوي .
ربث على رأسه وكتفه متحدثا ببشاشة:
_حمد لله عالسلامة يا ولدي،هلم ودخلهم يرتاحوا انتم جايين من سفر وطريق واعر .
دلف الجميع للداخل لتستقبلهم بعض الخادمات وسيدتين يمتلكان من الهيبة ما أظهر أنهم من سيدات العائلة .
رأته وهو يحتضن إحدى السيدات وهي تهتف بسعادة :
_ولدي حبيبي حمد الله على السلامة .
_الله يسلمك يا أمي
أجابها ثم ذهب واحتضن اخرى
_كيفك يا ضنايا .
إبتسم مجيبا:
_ بخير يا حورية البحر
برقا عيناها وهي ترى والده يضربه بخفة مرحا متحدثا:
_ واه انا مش قلتلك اسمها خالتي ابتسم نبيل وقال بمشاغبة :
_هي موافقة يا حج
_يا مرحب بيكوا نورتونا
_ده نورك يا عمه
قالتها سهر وهي تندفع لإحتضان حورية تلك المرأة الأربعينية التي يظهر على ملامحها الطيبة
بعد التعارف وحفاوة الإستقبال ،صعد الجميع لمعرفة حجراتهم
فوجدوا الطابق الثالث مجهز لإستضافتهم ،كانت عبارة عن خمس غرف كل غرفه بها ثلاث فرائش ومزودة بحمام خاص أما المشرفين فحجرهم بالدور الثاني والأول.
مرت ثلاث ساعات قضاها الجميع في الإستراحة قبل أن يهبطوا لأسفل.
هبط الجميع ماعدا هي نظر للدرج بقلق فقد مرت عشر دقائق علي هبوط جميع الطالبات
كانت حور تتضرع إلي الله ،تقضي فريضتين قضاء حاجة فهي قلقة من شعور الخوف المسيطر عليها .
إتخذ قرار الصعود للإطمئنان عليها ولكن هبطوها أوقفه فتنفس الصعداء
ليجفل علي صوت والده:
_ما تتقل يا واد
نظر بجانبه فرأي والده ينظر له بعبث ،فأضاف بهدوء مصطنع :
_في حاجة يا حج ؟!
إبتسم والده وأردف:
_ لأ ...بس أقولك الصراحة البت زينة وليها حق تهبلك .
تبسم بفخر وتساءل:
_ وإنت عرفتها ازاي بقي وأنا لسة معرفتكش عليها ؟!
أجابه بروح متألقة:
_من عينك يا ولدي ،عينيك إل فضلت تلف شمال ويمين بتدور عليها ولما نزلت ردت فيك الروح .
تبسم نبيل لوالده وشاغبه قليلاً قائلاً:
_لا دا أنت يتخاف منك يا حج .
قابل كلماته بكلمات حالمة من يسمعها لا يُصدق أنها من فم رجل ذاق من الدنيا الكثير:
_أنا عاشق يا بني وأعرف العاشق من عينيه .
_يا سلام يا سلام فين حورية البحر تسمع بس أقولك حور بردوا تستاهل .
ضحك الحاج عبد الرحمن يملئ فاهه وتحدث بمرح:
_ بتغازل مرات أبوك فين أمك تسمعك .
تصنع نبيل الخوف وأردف:
_طب يا حاج أقوم أنا بقي .
ضحك والده قائلا:
_أيوه كدا إتعدل علشان تبطل تقولها حورية البحر ..أنا بس ال أناديها بالإسم ده .
..........
تناول الجميع وجبة العشاء ثم جلسوا سويا يتحدثون في أمور مختلفة قبل أن يصعدوا لحجراتهم فكانت ساعات هذا اليوم روتينية لم يحدث بها شيء يُذكر إلا أن جاء الليل .
مضي الليل سريعا لتسطع بوادر النهار نظرت زهرة إلي الساعة فوجدتها الرابعة صباحا تنهدت بتذمر فهي منذ أكثر من ست ساعات تحاول النوم لم تستطع لتعنف نفسها بغيظ :
_ياعني كنت بتنامي لوحدك قبل كده إزاي !!!
خطرت ببالها فكرة مجنونة ولكن لم تستطع عدم تنفيذها نظرت إلي رفيقاتها فوجدتهم يغطون بنوم عميق
فوضعت حجابها وتسللت ببطيء وهبطت للدور الثاني وتوجهت لغرفته فقد رأته يدلف لها قبل أن تصعد لأعلي
فتحت الباب بهدوء قبل أن تمد رأسها للأمام لتستكشف ما بالداخل وما إن أطلت رأسها حتي شهقت شهقة مكتومة حينما جذبها ووضع يده علي فمها .
جذبها لأحضانه ثم أغلق الباب بعد أن أزال يده من فوق فمها
لتردف بعتاب :
_كده خضتني
قبّل العبوس بين عينيها وهمس :
_بقالي كتير مستنيكي
نظرت له بتعجب تحول لخجل وهي تستمع لتصريحه :
_كنت عارف إنك مش هتعرفي تنامي زي ما انا مش عارف أنام من غير حضنك.
إبتسم علي خجلها ثم حملها بخفة لتطوق عنقه وتبادله الإحتضان.
(بعد ساعتان )
كانت تتوسد صدره وهو يداعب شعرها ويهمس :
_زهرتي إصحي
لم تستجب فقط شددت من إحتضانه وسمع منها بعض الهمهمات، ليبتسم قائلا بحنان:
_حبيبتي قومي.
إلتقطت أذناها كلمته لترفع رأسها سريعا تنظر إليه بعينين ناعستين ولكن تظهر بهم السعادة واللهفة
أزاح شعرها خلف أذنها وهمس بحب :
_حبيبتي وقلبي وعقلي وروحي وكل حاجة ليا .
أنعش داخلها وأطرب عطش روحها بكلماته التي أصابت الهدف بصدقها.
كانت سعادتها بادية ...لم تتكلف عناء أن تغمض عيناها خجلا بل أصبحت تتدلل بين يده .
مر بعض الوقت ثم خرجت سريعا بعد أن أعدلت من مظهرها فكان يجب عليها الذهاب سريعا قبل إستيقاظ أحد ورؤيتها تخرج من غرفته .
ولكن .....
لم تنتبه لتلك العينين التي تتوعد لها منذ وقعت عيناها عليها وهي تدلف وظلت مراقبة تنتظر موعد خروجها .
لم تنتبه ولم تعلم ما ينتظرها ولكن يبدوا أن خوفها قليل علي ما ستعانيه.
تجمع جميع من بالمنزل علي طاولة الإفطار بناء علي طلب الحاج عبدالرحمن تحت ذريعة الترحيب بالضيوف ،ولكن الحقيقة أنه أراد لزهرة أن تشعر بالجو الأسري وأنها ليست غريبة .
كانت الطالبات متحمسات بعد أن أخبرتهم سهر عن بدء برنامجهم بزيارة الأراضي والحقول بعد تناول الإفطار كانوا مندمجين إلي أن قطع حديثهم صوت أنثوي :
_السلام عليكم ورحمة الله .
قالتها فيروز الشابة العشرينية ذات العيون الكحيلة والشعر الغجري إن بحثنا كلمة تصف جمالها سنقول أنثي بكل ما للكلمة من معني .
_وعليكم السلام ،تعالي يا حبيبتي حماتك هتحبك .
نظر نبيل لوالده بسخرية من كلمات والدته .
إقتربت فيروز منهم ثم قبلت يد زوج خالتها عبدالرحمن قائلة بتهذيب:
_إزيك يا أبا الحج .
_بخير يا بنتي إقعدي إفطري معانا
توجهت فيروز للجلوس علي أحد المقاعد ولكن نظرات نبيلة خالتها جعلتها تتراجع لتجلس بجوار نبيل وتتمتم :
_إزيك يا نبيل ،حمدلله علي السلامة
_الله يسلمك يا فيروز
_وحشتنا.. الغيبة طولت المرة دي
_أهي أشغال
كان يريد إنهاء الحديث سريعا فكانت إجاباته مختصرة ،فهو لا يريد إعطائها أملا كاذبا فيما تخطط له والدته ،نظر بإتجاه زهرة ليري تأثرها بمحاولات فيروز بالكلام والضحك معه ليجدها شاردة تفتت قطعة الخبز لقطع متناهية الصغر دون إدراك للأمر ،فيبدوا أن هناك ما يشغل عقلها .... ولكن ما هو ؟
مر الفطور ،وصعدت جميع الفتيات من أجل التجهيزات لرحلتهم الزراعية
كانت زهرة تشعر بالتعب ،جسدها مرهق كثيرا ،أردات الإعتذار وعدم الذهاب معهم ولكنها خشيت أن يقلق عليها .
ذهب الجميع سيرا علي الأقدام مستمتعين بالحقول الخضراء إلي أن وصلوا لأراضي الحاج عبدالرحمن .
ظلت الفتيات يمرحن مع بعضهن تحت مراقبة أستاذة سهر ونبيل وآخرين من مشرفين المدرسة
كانت زهرة جالسة فوق مقعد خشبي موضوع أسفل شجرة ،غير قادرة علي الوقوف والتنزه بين الأراضي معهم
_قاعدة لوحدك ليه ؟!!
تفاجأت زهرة بالصوت لترفع رأسها وإذ تري الحاج عبدالرحمن أمامها ،توترت كثيرا وظهر عليها جليا ليقول لها مبتسما بعد أن جلس جوارها :
_آخر مرة نبيل كان هنا ،كان قاعد في مكانك ده كان متغير تصرفاته مش مفهومة .
نظرت زهرة إليه بفضول ليكمل وذهب بذاكرته حيث تلك الأيام /
_مالك يا ولدي متغير وحالك مش عاجبني ؟!
خرجت منه تنهيدة عميقة مضطربة قبل أن يقص عليه كل شيء عن زهرة وزواجه منها .
لينتفض عبد الرحمن متحدثا بغضب :
_. وإنت دلوقتي سايب مرتك مع الناس إلى مبتخفش ربنا دول ...لاه يا ولدي مش نبيل ولد عبدالرحمن الدمنهوري إل يسيب عرضه وشرفه مع ناس قليلة الأصل .
ظهرت الحيرة على وجهه وصوته مردفا:
_ما هو أنا هقولها ايه ؟ أو هاخدها بناء علي ايه ؟أنا اصلا معرفش اتجوزتها ليه ؟! كل ال اعرفه إني مقدترش أسيبها بين إديهم .
إبتسم عبد الرحمن وظهر بريق بعينيه وهو يجيبه:
_لأ انت مقدرتش إنها تبقي بعيد عن إيدك ،البنيه خطفت قلبك وإنت لسة موعيتش بس حسيت إن في حاجة لازم تربطكم ببعض ،إنت يا ولدي حبيتها من اول لحظه شوفتها بدليل مناقرتك ليها مع إنك مش من النوع العصبي ،روح خد مرتك بناء علي إنكم إتجوزتوا علي سنة الله ورسوله ،وقولها الحقيقة ،وبإل قولتهولي ده أقولك وأنا واثق إن هي كمان بتحبك .
نظر له نبيل بسعادة لوجود مثل هذا الأب بحياته كان ولازال له درع وشط الآمان ، كان هناك بعض القلق من الإعتراف ولكن صدق قلبه بأنه أباه سيتفهم ويرشده للصواب.
إرتمى بين أحضانه في هدوء دون حديث وعيناه شاردة بتلك الزهرة ، هل إستطاع حمايتها حقا وهل سيستطيع مستقبلاً ذلك ؟ أم ماذا يخبيء لهم القدر ؟
أنت تقرأ
زهرة
Romansaقصة عشق بين طرفين مع كل إفتراق يشتد عضد عشقهم أكثر كانت تائهة في الحياة لا تعلم كيفية التنفس بحرية ليدلف حياتها ويحولها إلى طائر محلق في سماء عشقه. بينما هو كان جاد في حياته ، كانت تثير ريبته وغضبه وما إن أعلن قلبه التمرد حتى أصبحت أثمن من أنفاسه و...