الفصل الثالث

385 14 0
                                    

الفصل الثالث........

(سأخبرهما بقراري)

هو وبغضب: "ان كان وجود تلك البنت اوصلك الى هذه المرحلة من الحماقة من غدا سأطردها .......... لكن للأسف مع كل الأسف فقدت الثقة بيننا ولم اسامحك على كل ما قلته"

هرولت هتان وهي مصدومة عندما شعرت به سيخرج من الغرفة وبسرعة دخلت الى غرفتها ووضعت يديها على صدرها وقد هالها ما سمعت وشعرت برغبة ملحة للبكاء وتدفقت دموعها رغم محاولتها تمالك نفسها.

شعرت انها تعرضت للخديعة وان هذا البيت يسكنه رجل أيضا وليست امرأة وحيدة كما كان مدرج في بنود العقد!
واضافة الى ذلك انها غير مرغوب بها هنا
وسيتم طردها باكرا ذلك كثير على كرامتها لم تتوقع كل ذلك .... جاسر حبيب هتان ويقيم هنا متى شاء والدليل حقيبته وتوغله بأنحاء الدار وكأنه صاحبها!
ماذا سيكون موقفها امام الناس وامام والدها وهي تمضي الليلة مع حبيبين تخاصما بسببها أيضا؟
الوضع حرج وغدا ستنال اسوء معاملة وهي الطرد لإرضاء الحبيبة انها تعرضت لمقلب سخيف
وهي الساذجة ظنت ان ذلك الرجل شقيق ديم وستكون علاقتها به جيدة وأيضا أعجبها اول وهلة وتأملت منه رفقة وصداقة
كل شيء بداخلها تغير اتجاهه وتلاشى اعجابها بشخصه انه يخص ديم التي تغار عليه بهستيريا مما فسر لها نفورها منها ورفضها لجودها في بيتها.

هي أيضا لم تعد ترغب بالبقاء وقرار طردها جاء انجادا لها من مغبة التورط في عزلة كهذه.
لم تنم ما تبقى من الليل وراقبت طلوع الفجر وما ان تخللت ضياء الصباح الباهتة عنان السماء نهضت واستغرقت بجمع كل حاجياتها وتأهبت للرحيل فقط تقابل جاسر وقبل ان يفاتحها ستعلن له عن رغبتها بترك المكان والعودة ذلك احفظ لكرامتها.

قبل ان تخرج بحقيبتها قررت ان تذهب الى المطبخ لتتناول شراب ساخن لما شعرت به من جفاف في حلقها وكأنها أصيبت بالتهاب اللوزتين او نزلة برد
لا تدري كلما احسته انها متوعكة وترتجف من البرد.
كان الصمت يلف المكان والظلام مخيم على ارجاء الدار ولا شيء مسموع سوى وقع خطواتها حتى دخلت المطبخ وقبل ان تعد الشراب جفلت وتراجعت عندما فوجئت بباب المطبخ المطل على الفناء الخارجي يفتح!
تسمرت عندما دخل جاسر وكأنه قد أمضى معظم الليل في الخارج وعاد لتوه!
لكن الذي لفت انتباهها انه يرتدي ملابس منزلية ويضع على كتفيه سترته المطرية! معنى ذلك انه ربما لم يغادر الدار وكأنه قضي سهرته بالحديقة الجليدية!
معقول لهذه الدرجة كان كلام ديم مؤثر وجارح لشعوره؟
معنى ذلك انه مخلص لها بالفعل وتضايق من اتهامها له بكل تلك العبارات المهينة.
ارادت ان تقول له شيئا عندما التقت نظراتهما لكنها استغربت نظرته الجافية وموقفه الجديد منها اذ لم يعيرها أي أهمية والادهى من ذلك انه دخل الى الداخل متجاهلا لها وبين لها أيضا انزعاجه من رؤيتها امامه ولم يأبه لهيئتها وهي بكامل استعداها للرحيل!

رواية الحلم الرمادى لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن