الفصل التاسع عشر...........
(سابقى اتفرج فقط)وهي مستلقية في غرفتها تعاني الحمى العالية رن هاتفها من رقم مجهول ولما تناولته بضعف وفتحت الخط تساقطت دموعها عندما قال بركات باسترخاء: "تظنين انني لا اعلم بخيانتكما انت وجاسر لأختي المسكينة .... بعد كل ما فعلته معه من تضحيات بعد ان سرق ابتسامتها وشبابها وفرحتها وامومتها ذلك الجاحد يريد ان يوجه لها ضربة قاصمة جديدة؟ .... تظنين انني مغفل ولم اعرف ان الطفل هو ابن جاسر؟ اختي أصبحت عاجزة عن الانجاب وهو يحفل بنعمة الابوة من خلال نزواته القذرة .... اعلم منذ اول يوم جلبك الى بيته نيته وعرفت العلاقة التي جمعتكما لكنني اوهمت ديم انني والد الطفل كي لا اجرحها وبنفس الوقت لانتقم لها من الحقير الخائن جاسر ومنك ايتها اللعوب الوسخة"
اغمضت عينيها بقهر وزفرت أنفاسها بحرقة بعد ان اغلقت الخط ولا تريد ان تسمع المزيد من التهديدات والصدمات.
في اليوم التالي استيقظت بحال سيء للغاية لان نومها كان مضطرب وسخونتها تركت اثار ضعف وهوان على جسدها وشعرت ان لا رغبة لها بعمل أي شيء اليوم حتى مغادرة الغرفة لكن ذلك ليس لها لأنها خادمة وليست مخدومة
الذي غير مزاجها فجأة وجعلها تقفز من مكانها هو مكالمة من بيلسان!
بيلسان تتصل على هاتفها وبقدر المفاجأة انتعش قلبها وفرحت عند رؤية اسمها على شاشة هاتفها من جديد!
وكأن الله استجاب لها دعواتها بأن تعود المياه الى مجاريها مع بيلسان الصديقة المفضلة لديها التي جعلتها مستودع اسرارها ومتنفسها ارادت ان ينصلح الحال بينهما مهما بلغ الكلام لأنها شعرت انها قست عليها واخذتها بذنب غيرها والذي فاجئها أكثر انها اعتذرت منها عن سوء الفهم الذي حصل بينهما!
واخبرتها انها فكرت ووجدت ان كل الذي حصل بينهما مجرد انفعالات وقتية وإنها لا تريد شيء سوى مصلحتها وإنها خائفة عليها منهم
وطلبت منها ان تقبل دعوتها لتناول فنجان قهوة عند المقهى القريب وبسرعة هتان استجابت رغم توعكها وسعالها فلم يثنيها الضعف المسيطر على جسدها عن مقابلة بيلسان التي تشعر بقرارة نفسها انها تريد مصلحتها بالفعل وقلبها محترق لأجلها.اوقفتها ديم التي ظهرت لها من الرواق قائلة وهي تتطلع الى بلوزتها الصفراء السميكة والشال الذي تلفه حول عنقها وبنبرة مسيطرة: "الى اين؟ صحتك ليس على ما يرام.... لا يجب ان تخرجي"
رمقتها هتان بنظرة تمرد وأبدت انزعاجها من أسلوب التحكم وكأنها ولي امرها! .... هذا ما كانت تخشاه ان تمنعها من الخروج وهي بأمس الحاجة لذلك اللقاء
لكن يبدو ان ديم لم تتعصب لرأيها وتمتعت بشيء من المرونة عندما قالت هتان بتجهم: "انا اختنق .... من فضلك دعيني اتنفس الهواء الطلق .... لا اريد ان اشعر انني في معتقل .... اريد شيء من حريتي"ابتسمت ديم ببهوت وقالت وهي تشبك يديها: "ليس لي هدف سوى المحافظة على صحتك وصحة الطفل وهل هذا يضايقك؟ انت حرة يا هتان من قال لك انني استعبدك؟ يبدو ان الاهتمام يزعجك .... اشعر بالمسؤولية اتجاهك واتجاه الطفل لا تنسي انني عمته في المستقبل"
أنت تقرأ
رواية الحلم الرمادى لكاتبة هند صابر
Romanceخيوط القدر نسجت شباكها لتحبسها في بيئة ومكان مغاير لواقعها ومختلف عما كانت تتخيل ولم تجد امامها سوى امرين لا ثالث لهما اما ان تكون الفريسة التي ستبقى تنتظر ميعاد قدوم من نسج الشباك حولها او انها تتكيف مع البيئة الجديدة بصورة مؤقتة وتستنهض المرأة الق...