الفصل الثالث والثلاثون

168 6 0
                                    

الفصل الثالث والثلاثون ..........
(هذا اختيارك)

تأملت بيلسان هاتفها وبريق خبيث بعينيها وبمكر كتبت رسالة الى جاسر ومن رقم جديد: "خذ اختك الى دكتور نسائي واكشف عليها"
ارادت ان تضغط زر الارسال لكنها ترددت وتراجعت لتؤجل ذلك قليلا على مهلي معك يا جاسر سأسقيك العلقم حبة حبة
وليس مرة واحدة كي يطول عذابك ويشفى قلبي ببطء
لأن الجرح بداخلي عميق والشفاء يتطلب الوقت
خلاصك مرة واحدة لا يرضيني
يجب ان تتلظى وتتعثر بأحزانك وتتلكم بجروحك
وابتسمت وهي تتصفح بهاتفها لتخرج صورته ثم مررت اناملها على وجهه وتلاشت ابتسامتها واغمضت عينيها وهي تهمس لماذا لا تخرج مني لماذا مس حبك يتلبسني كل تلك السنوات لماذا؟
.................................................. ..........................
أسندت هتان رأسها على ذراع الاريكة وهي تغطي جسدها بالشرشف وكانت تتأمل به وهو يجهز الموقد الخشبي امامها حتى أشعل النار ورمى القطع بداخله ليتأجج ويبث الدفأ في المكان الصغير ثم جلس قربه ودفأ كفيه واغمضت عينيها بعد ان كانت تتظاهر بعدم الارتياح لوجوده لكن بالحقيقة انها تشعر الان بالأمان والاسترخاء ان نفسه في البيت قد أشعل الدفأ فيه قبل الموقد
انها لا تريد شيء منه سوى القليل
سوى بقائه بقربها انها ليست متطلبة ولا تريد المستحيل
تريد فقط ان يعدل بينها وبين ديم ويعاملها بأنصاف وحتى هذا المكان القليل الشأن سيكون لها جنة وستقنع به لو لمست الحب من قبله لو فقط يقدرها ويحترم تضحياتها لو يحاول ان يمنحها شيء من قلبه ووقته لكن ذلك لم يتمكن من فعله وكأنه صعب وكأنه عاجز عن ان يحبها كما احبته كثيرا .... كل مرة يعتذر وكل مرة تجد قلبها يسامحه أ هناك دليل أكبر من ذلك على حبها؟

ادار وجهه اليها ببطء وتأملها وهي نائمة وتطلع بالساعة ثم نهض ودون ان تفتح عينيها شعرت انه سيرحل ويتركها
اعتصر الألم قلبها لكن لا
لا يمكن ان تطلب منه البقاء رغم شدة حاجتها اليه
ليذهب ما دامه يرغب بذلك
لم تطلب منه أي شيء بعد الان ولتتركه على راحته لأنها عرفت قدرها عنده.
اتجه الى الباب الخارجي ببطء وتناول معطفه وهم بالخروج وهو يضع يده على مقبض الباب لكنه ابعد يده ببطء
ثم ادار وجهه ناحيتها واسدل اهدابه
وسرعان ما رمى المعطف والمفتاح واغلق الهاتف واتجه نحوها!

لا تعرف مدى الغبطة التي غشت قلبها الذي ارتجف ببطء من لمساته وهو يزيح جسدها ويستلقي خلفها على الاريكة!
ثم جذب جسدها برفق الى حضنه واسند ظهرها بصدره
واحاط صدرها بذراعيه وأغمض عينيه ولم تمض دقائق حتى كان مستغرق بالنوم!
تنفست ملأ صدرها وداعب النعاس اللطيف جفونها
كل مرة توعد نفسها ان تتوقف وان تحقد وان تأخذ موقف وتشتم وتلعن وتتوعد وتقسم وبالنهاية وبمجرد كلمات من فمه تمسها ينقلب كل شيء رأس على عقب بداخلها وتجد نفسها تقدم له المبررات وتصدقه!
لكن مهما بلغت مشاعرها اتجاهه فهي ما كانت تبقى معه تحت مسمى زوجة لولا الطفل .... انها لا تريد ان تلد طفلها بدون اب وبدون عائلة انها تضحي وتضحي من اجل مصلحة ابنها وتتمنى ان يهدي الله قلبه عليها بعد الولادة ويرجح كفتها ويشعر بها ويتوقف عن اهمالها وغبن حقها
وكأنه بفعلته الان رمم ما كسره بقلبها صباحا وهو يخاطر بحياتها وستحاول ان تصدقه .... تكذب نفسها وتصدقه
لعلك تحبني يا جاسر .... قليل من الحب يكفيني فأنا بطبيعتي قنوعة وعودتني ان أرضى بقليلك .... تحبني يا جاسر ام هذا مجرد تطييب خاطر؟
بقاءك معي الليلة بلا مصلحة جسدية سأعتبره دليل على صدقك وسأغفر لك
لكن أأمل الا تصدمني بأفعالك فيما بعد.

رواية الحلم الرمادى لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن