الفصل السادس

267 8 0
                                    

الفصل السادس.........
(اريد ابي)

كانت نظرته مليئة بالخبث والجشع ويبدو انه يجد متعة بنظرات الخوف والقلق بعينيها لان ذلك يرضي غروره مما فسر لها انه انسان جبان ولا يشعر بقوته وجبروته الا على قليلي الحيلة امثالها وكم كرهته وسخرت من نفسها لانها اعتقدت منذ رأته انه شخص طبيعي ولطيف أيضا !
يبدو انها عديمة الخبرة وقليلة التجربة ولم تعرف ما يضمره الناس بصدورهم وذلك سيوقعها في مشاكل عديدة في المستقبل
تذكرت والدها وعدم اعتماده عليها سابقا ووقوفه خلف ظهرها بكل مشكلة تواجهها .... ربما هو محق بل تبين لها انه كان محق بمخاوفه هي هشة للغاية وفعلة بركات معها كسرت اجنحتها مما سهل عليه ان يعاود ويستغلها.

اقترب منها خطوات وقبل ان يلمسها قالت ديم بنبرة معتدة: "بركات!"
انزل يده من ذقنه واستدار ببطء الى ديم ذات العيون المتفحصة الثاقبة وتنفست هتان بارتياح وهدأ نبضها المتسارع ثم وجدت نفسها تبتعد كالهاربة من المكان.

عندما أقفلت على نفسها اخفت وجهها بيديها واستاءت بل أحبطت من ضعفها انها جبانة للغاية ولا تعلم لماذا ترتجف خوفا منه مع انه جبان وفاسد.

تناولت هاتفها ورنت على والدها عدة مرات فلم تجد امامها الا والدها لتحتمي به وتخبره بقرار عودتها وان الأمور هنا ليست كما توقعت انها متورطة ولا تريد البقاء ستخبره بعودتها ولا يجب ان تنتظر أكثر
وحتى غياب جاسر لم يثنيها عن رغبتها بترك كل شيء هنا والنفاذ بريشها
رنت بإلحاح حتى رد عليها بصوت متعب للغاية وفوجئت بنبرته الباهتة ان الامر ليس كما توقعت ان والدها ليس بخير وان هناك امر يخفيه عنها
وضعه لم يشجعها على ان تحمله هما فوق همومه وقلقا قد يؤذيه لكنها قالت له متظاهرة بالثبات: "متى تعود يا ابي اريد ان اتي لزيارتك اشتقت الى البيت كثيرا والى رؤيتك"
هو وبصوت خافت: "امامي بعض الوقت .... اصبت بنزلة برد وحاليا الازم السرير لا تقلقي بشأني انا اتماثل للشفاء .... كوني قوية هتان واعتمدي على نفسك واعلمي انني .... وافقت على قرارك لانه حان الوقت .... حان الوقت لاراك مستقلة فصغار الطيور تغادر عشها متى أصبحت قادرة على الطيران .... هذه سنة الحياة"
بهتت تعابيرها وهي تستمع اليه ولا تعلم لماذا قلبها لم يطمئن لكلامه وصوته وكل شيء فيه؟
بليغ ليس على ما يرام ومختلف عما اعتادته لكنها لا تقدر ان تضغط عليه اكثر وحالما أغلقت الخط نهضت بسرعة وغيرت ثيابها ووضعت حاجياتها المهمة في الحقيبة .... يجب ان اغادر الان.... طفح الكيل من كل شيء.
انتظرت في غرفتها وكانت تراقب من النافذة لعل ذلك الوغد ينصرف وبعد نصف ساعة سمعت سيارته تبتعد وبسرعة خرجت من غرفتها.

..............
في غرفة ديم .....
التفتت ديم التي كانت جالسة امام المرآة بدهشة عندما ابلغتها هتان بقرار رحيلها والتمع بريق غامض بعينيها وقالت باهتمام: "ترحلين؟ ........ تتركين العمل هنا؟ ما الذي دفعك لذلك القرار؟"
خفقت اهدابها وقالت بتردد: "ليس .... ليس هناك سبب محدد لكن اشعر ان وجودي ليس مهما وانك امرأة قوية وقادرة على رعاية نفسك وبإمكانك الاتصال ببيلسان ان شئت واخوك بالقرب واستاذ جاسر سيعود قريبا واهتمامه بك يفوق أي اهتمام ويكفي .... وان احتجت الى مرافقة فهناك الكثير يتمنن ذلك العرض غيري"
ديم وباعتداد: "امممم مع انك نجحت بتغيير أشياء كبيرة في بيتي وكنت مخلصة في عملك وساعدتني وكنت شاطرة في اعمال المنزل وادارته واستقبال الضيوف لكن لا اقدر ان امنعك من الرحيل ........ ليس لدي مانع .... وجودك ليس مهم جدا كما قلت ........ رافقتك السلامة"

رواية الحلم الرمادى لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن