الفصل الثالث

145 17 5
                                    

الفصل الثالث

ومضات ملونة، تمضي أمام عينيه، لها ألوان مختلفة بيضاء حمراء صفراء، خضراء لا يعرف تحديدها، ولكنه بعد رؤيتها بقليل يعود لغيبوبته، وهو لا يستطيع أن يطيل النظر إليها لأن عقله لا يريد أن يجعله يفيق، بسرعة وقلبه لا يعرف كيف يساعده؛ ليعود إلى وعيه مرة أخرى، يسمع صوتها، ولايعرف أن كان هو صوتها أم لا. ولكن كل ما يعرف له وريتال ولادي عليها لؤلؤه لؤلؤه لؤلؤه انت حبيبتي ارجوكي قولي اليه كما احبك يا لؤلؤه ولا استطيع العيش بدونك انت نور حياتي انت كل شيء بالنسبه لي فقد شيئا ان تعود اليه كما احبك يا حبيبتي

لكنه متأكد أنها هى التي بجانبه، برغم عجزه عن المعرفة، ولكنه سلم نفسه تماما لقلبه ليشعر ويعرف ويخبره بما يرى بدلا منه و ظل يحاول أن يعرف ولكن حالته لا تسمح له بأكثر من هذا فهو الآن كأنه طفل صغير يأكل كطفل صغير و يشرب كطفل صغير لابد أن يساعده أحد لا يستطيع التركيز الوقوف بمفرده .

ظل هكذا، لأكثر من ثلاثة أيام، كاملة بين الحياة والموت، ولكن أكثر شيء جعله يتمسك بالحياة هو صوتها العذب، الذي يسمعه بجانبه دائما يناديه، من داخل أعماقه، وهو لا يستطيع أن لا يطيعه؛ حتي لو كان الذي يناديه هو رغبته في الموت لكن تلبية نداء حبيبته رغبته للقائها أقوي بكثير من رغبته في أي شيء آخر.

جعلته هذه الرغبة يقاوم بكل طاقته حتي يصل الي شاطئ لقائها
كلما فتح عينيه، رأي عينيها البنية؛ فيأخذ نفس عميق؛ ليستطيع ان يغوص في هذه العيون الجميله، ولكن سرعان ما يعود الى النوم مره أخرى، مضي يوم ولم يعود إلى غيبوبته ولكنه كان يعود بسرعة، إلى النوم الذي لا يستطيع ان يرحمه، هو الاخر ويتركه ليعود الى حبيبته، التي تجلس بجانبه.

يريد فقط ان يراها، ويرى عينيها ويمسك يديها ويداعب شفتيها، أو خصلات شعرها الجميله ولكن التعب والإرهاق، لا يتركوه أبدا لكنهم يجبروه أن ينام مره أخرى، و لا يعرف النوم مايفعله به، وتأثير هذا عليه في داخله، لحرمانه منها، ولكنه في الأخير يستسلم للنوم، وبينما هو نائم يشعر أنه يراها تجلس بجانبه، بل تنام بجانبه على نفس المخدع، يشعر بها وبأنفاسها ولكنه لا يعرف كيف يستيقظ مره أخرى ، ليراها وهي أخيرا معه وبجانبه وظل يلعن الضعف وقلة حيلته .

وكيف يجعل عقله، يتخطي كل هذا التعب والإرهاق والنوم، ليعود اليها وفي اليوم استطاع ان يستعيد وعيه، ورأها رؤية العين كاد يطير من الفرح و السعادة، وأرد أن يقفز من السرير ويجري نحوها؛ ليحملها بين يديه ويدور بها في الغرفة، ويتخيل أنه يرفعها لأعلى ولكن ما أن تحرك، و أمسك بالوسادة التي بجانبه على السرير، وتحرك قليلا حتي شعر بالدوار الشديد ونظر إليها، وهو مازال جالس في مكانه، لايقوى على الحركة، أو مغادرة السرير؛ فشعر بالغضب الشديد ولعن السرير والضعف، الذي سببه له المرض.

لؤلؤة    مكتملة ❤️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن