التاسع

44 16 2
                                    

الفصل التاسع

لؤلؤة جالسة، على مقعد في أخر القاعة، التي يجلسون فيها هي وزياد وعبدالله، وتستمع لما يقولون، وهي خائفة، أن لا يصدقهم زياد، ويتهم عبدالله بالجنون؛ فشعرت بضيق فوقفت وأدلفت ناحية الباب، الذي بجوارها فرأت الشرفة الكبيرة المهملة، ورأت الحديقة الجميلة، التي تطل عليها فوقفت تتأملها؛ لبرهة ولكنها لم تتحمل هذا الأهمال التي تراه أمامها، وبسرعه نظمت ورتبت كل شيء بسرعة كبيرة، وأدلفت إلى الحديقة وخرجت، وقامت بتنظيفها، وهي لا تصدق هذا الكم من الأهمال، مع كل هذه النباتات الملونة، بالألوان الطبيعه المبهرة، وأثناء تنظيمها للحديقة، سمعت مشاجرة بين عبدالله، وزياد وهي تقف في الخارج.

وكما توقعت، وقبل أن تذهب إليهم مرة أخرى، نظرت فوجدت البحر قريب منهم، كثيرا وشاهدت زياد يضحك بصوت عالي، وهو يقول:
-هل عادت إليك الهلاويس، مرة أخرى يا عبدالله وتريد أن تقنعني، أن هذه الفتاة الصغيرة، هي حورية بحر وأنها قوية جدا، وجاءت اليك؛ لتنقذها من البشر ما هذا الكلام يا عبدالله، أستمع نفسك ماذا تقول؟ فجرت حورية نحوهم، وعادت الى الشرفة، حيث يقف زياد وعبدالله، ونظرت الي زياد وشاورت له، على الحديقة وترتيبها، والشرفة فضحك أكثر ونزل الى الحديقة، وهو مازال يضحك..

وينظر لهم نظرة بسخرية:
-أنا لا أصدقك يا عبدالله، أعذرني ولا أصدقها وغير مقتنع، أنا تعودت في دراستي، وحياتي العملية على عدم تصدق الخرافات، فكيف لي أن أصدقك أنت وهذه الفتاة، وأستدار ونزل إلى الحديقة، ولكن حورية لم تستسلم، لهذه الكلمات واتجهت نحو زياد بسرعة وحملته على ذراعيها، ورفعته لأعلى وظلت تدور به، وكأنه يركب أرجوحة، وهو لا يصدق ما يحدث له من هذه الفتاة الصغيرة، ثم أنزلته ووقفت امامه وأبتسمت؛ فضحك مرة أخرى، قائلا لهم:
-أنت تريد أن أصدق أن هذه الفتاة حورية البحر، أنا لا أصدق يبدو أنها معتوهة، وربما تدربت في سيرك وأن لديها قوة كبيرة، ولكن حورية بحر لا أعذرني...

فشعر عبدالله بخيبة أمل، ونظر الى حورية، وهو لا يعرف كيف يتصرف، مع زياد وهو لا يصدقهم
فبسرعة جرت حورية، وكأنها في سباق وحملت زياد مرة أخرى إلى الشاطئ، ونزلت به إلى المياه وهي تحمله وهو مذهول، ولا يصدق حجم قوتها، ولكنه فوجئ بذيلها، ورأها وهي حورية ماء، حقيقية
وليست وهم أو هلاويس، وظل ينظر إليها في دهشة وهو لا يصدق ما يراه، ولايصدق أن طوال العشر سنوات الماضية، لم يصدق فيها عبدالله، مع أنه كان فعلا صادق فيما يقول له، وهو المخطئ بسبب أنه لا يصدق الا مايراه أمامه، فقط..

وبسبب دراسته، وتعمقه فيها لم يصدق يوما عبدالله ولا كلامه عن عروس البحر، وحبه لها بل عشقه لها
لأنه لا يصدق الا ما يراه أمامه، وهذا ما تعود عليه طوال عمره الماضي؛ فبسرعة خرج من الماء، وهو مازال في دهشته  ولا يصدق ما يراه أمامه، وظل ينظر اليهم وهو مرتبك، والماء يتساقط من جسده وملابسه المبتلة، وهو في حالة من الذهول مما رأى
أدلف الى غرفته، وظل يمشي شمالا ويمينا، ويلف ويدور ويفكر، بينما المياه تتساقط من جسدهوهو لا يبالي..

لؤلؤة    مكتملة ❤️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن