الثامن

66 16 2
                                    

الفصل الثامن

تتذكر حورية عبدالله، وهو ينظر اليها بلهفة وخوف كبير عليها مما سمع منها فلمعت عيناها، على أثر دمعة نزلت وتركت عيونها، دون أن تدري من عينيها، ولم تستطيع أن السيطرة عليها، ثم نظرت إلى البحر الكبير الذي تحتهم، الذي يبحرون فيه، هو مسك بقيادة السفينة وهي بجانبه، وتقف بجواره فخورة به، ثم رفعت وجهها إلى السماء، التي كانت صافية، وتمتمت بكلمات كثيرة، جدا لم يفهمها عبدالله، ولم تستطيع أن تمنع نفسها أطلاقا من البكاء، كل هذا وعبد الله لا يفهم من كلماتها الا جملة، أمي ولؤلؤة، وقلبه يشعر بالقلق والتوتر الشديد عليها، جلست على حافة السفينة ونظرت إليه بحزن، وبعيونها الحزينة ظلت تنظر اليه.

وسألته وهي تمسح حبات الدموع، التي سقطت على وجنتها وسإلته :
-عبدالله يمكنني أن أسألك الا زلت تتذكر  لؤلؤة؟ وما أعطتك مهارات السباحة أم أنك نسيت الكثير من ما علمتك لؤلؤة من مهارات كثيرة!
سوف تغضب لؤلؤة كثيرا، لو كنت نسيت هذه المهارات، التي لم يكتسبها أحد غيرك.

أبتسم لها عبدالله لها، وأمسك في يده أحدى الحبال في أعلى السفينة، ورجع للخلف قليلا، وكأنه يعود بالسنوات التي ما زالت في ذاكرته للوراء، وهو يتذكر  لؤلؤة.
وبصوت يملؤه الحنان قال لها:
   أنا لم أنسى لؤلؤة، ولاا ما علمتني لؤلؤة إياه حتى، لدرجو لا يتخيلها أحد، فأبي والطبيب النفسي صديقه كانوا  مستغربين جدا، من قوة أرادتي في عدم أنصياعي لهم، ونسياني لحبيبتي لؤلؤة ، أنني لم أنساها برغم، كل هذه الجلسات المتعددة ، ولا زلت أتذكرها.

أنها لؤلؤة حبيبتي، وستظل حبيبتي لؤلؤة ، كنت انظر في عينيها مباشره، فأرى العالم  يطل من عينيها الجميلة التي تشبه السماء، الصافيه الجميلة، كانت لؤلؤة الجنة الجميلة بالنسبة لي.

نظرعبدالله إلى الجهة الثانية؛ ليجد حورية، بجواره تجلس مثل  لؤلؤة تماما، وتنظر اليه بنفس الطريقة ، وعيونها تتلألئ مثل اللؤلؤ وكأنها لؤلؤة،  التي أمامه وليست فتاة غيرها، حتى لوكانت أختها التوأم حورية؛ فنظر اليها بأستغراب، وشعر أنه يجلس بجوار لؤلؤة، ولايجلس بجانب حورية ولكنه حاول الا يترك هذه الفكرة، تتملك تفكيره ونظر إلى الجهة الأخرى، وأبتعد بأفكاره بعيدا، ففعلت هي الأخرى ونظرت إلى الجهة الثانية ، ونظرت الى البحر،  تنظر اليه؛ لبرهة وسئلته بعدها:
-أفهم من ذلك أنك ما زلت تتذكرها وتحبها بنفس الدرجة، الم تأتي غيرها لتنتزع هذا الحب من قلبك؟
لم يجيب عبد الله عليها وفضلل الصمت
فسئلته قائلة له:

- كم تبقى من الوقت، حتي نصل الى صديقك زياد، الذي لا أعرف أين يكون، وسنصل إليه قبل أن تغمض الشمس عييونها، التي أوشكت على الرحيل ، أستدار لها عبد الله وهو ينظر لها ثم.

أبتسم لها  عبدالله، على كلامها قائلا لها:
-إقتربنا كثيرا جدا، أمامنا بضع دقائق فقط ونصل الى الشاطئ، ونصبح بالقرب من بيت صديقي.
وبعد أقل من خمس دقائق، بدأت السفينه في التوقف ورمى عبدالله الهلب، الذي سيوقف السفينة في الماء، ونزل أولا ثم إقترب من السفينة ليحمل حورية، ومد يده إليها؛ ليحملها من السفينة له، الى الشاطئ فمدت يدها اليه وهي تبتسم، وتستغرب من ما يفعله عبدالله معها، وهي لاتصدق أنه يحملها، حتى لا تقع في المياه وتبتل ثيابها.
ولكنها سعيدة من داخلها؛ لأنه نسى أنها حورية ماء..

لؤلؤة    مكتملة ❤️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن