الفصل السادس عشر

46 14 2
                                    

أنتظرت حوريه حتى نام شهاب الدين، وزوجته واقتربت منه، وظلت تهمس في أذنه، بأن يصحوا ويحكي لزوجته كل الماضي، الخاص به مع صوفيان، والذكريات التي يتذكرها، بينه وبين أبوها الملك وظلت هكذا لاكثر من ساعتين، كاملتين حتى أستيقظ شهاب الدين، وجلس على مخدعه وهو يشعر برغبة ملحة تمنعه من النوم، لأنه لا يستطيع ان ينام من كثره الهمي في أذنه وتدفعه أن يحكي عن ذكرياته القديمه، التي تخصه مع أبوها ونكز زوجته قائلا لها في غضب.

سوف أحكي لك عن صوفيان وكل شيء يخصه ولكن أوعدني بأنك لا انت هتكلمي معي في هذا الامر مره اخرى والا لن احكي لك شيء...
كانت الزوجه شبه نائمه لا تسمع شيء ولا تدري بشيء فهزت رأسها فقط ولكنه كان يريد أن يحكي ويتكلم لعله يستطيع أن ينام فأسند ظهره قليلا إلى الخلف ووضع مسند خلف ظهره وظل يحكي لها:
-كنا أطفال صغار في قرية. قريبة من المدينة الكبيرة ومنذ أول يوم لي في المدرسة تعرفت على صفيان قبل أن يتحول إلى صوفيان.

ثم تعرفت على مصطفى لا أذكر تحديدا كيف ولكني أتذكر فقط أننا كنا أصدقاء، وكان مصطفى هو الذي يوجهنا، ويخطط لنا كل شيء، ظلت حياتنا على هذا النحو مده طويله، حوالي ست سنوات عندما أصبحنا في سن الثانيه عشر، كان سفيان ولد طيب هادي الطباع يعيش مع أمه فقط، ولا نعرف له أبا، فكان دائما يقول. حينما نسأله عن والده..

( ان أبي مات بعد ولادتي بيت عامين فقط) وانه لا يتذكره أطلاقا ولكن الغريب ان أمه كانت تعيش بمفردها، وليس لها أقارب أو أصدقاء وأنها أتت من مدينه ساحليه، تطل على البحر مباشرة ولكن أمه شخصيه غريبه هي طيبه جدا وغير مؤذيه على الإطلاق ولكنها كانت تخاف كثيراً من البشر سلامتك كل كلها أصحاب او اصدقاء او أقارب حتى أنهم لم يكن يزورهم أحد من الناس ولهذا كان صوفيان يعتبرني أنا ومصطفى اخوان له.

ولكن في هذا السن كما يتغير الاطفال ليصبحوا مراهقين وتبدا عليهم علامات البلوغ كما يحدث كل البشر ولكن في يوم من الأيام ونحن جالسين على الشاطئ نحن الثلاثه لاحظنا تغيرات تحدث على صديقنا صوفيان لما نصدق ما نراه. ويحدث امامنا لقد رايناه تحدث لهم علامات غريبه نحن اطفال.

فزعنا عندما راينا هذه الاشياء تحدث امتنا القدر انها أقدامه تتحول بطريقه غريبه وكلما اقترب ساقكم من الساق الأخر يشعر كأنهم يلتصقان في بعضهم البعض وكأنهم لا يريدون الانفصال اخرى عن بعضهم لبعض لدرجه انه كان يسير بجانبنا بطريقة مضحكة جدا حتى وصل الى بيت والدته التي بكت رؤيتها له وهو يمشي بهذه الطريقه وظلت تبكي حتى حتى ارتطمت ركبتيها بالارض ووضعت يدها على وجهها وهي لا تستطيع ان تكف عن البكاء قائله (سوف ياتي الان ابوك ليأخذك مني كما قال لي يوم ولادتك مع السلامه يا حبيبي يا اقرب انسان إلى قلبي)

وظلت تبكي هكذا ونحن حولها ولا نفهم شيء حتى هو لم يكن يفهم اي شيء مما تفعله امه ولكنه كان ينظر فقط الى ساقيه التي تريد ان تلتصق ببعضهم البعض دون ارادته ودون ان يستطيع ان يفعل اي شيء وهو وهو خائف بما يحدث له حتى نحن كنا خائفين مما نرى واعتقدنا نحن الثلاثه ان معنى كلام امه ان ابوه سوف ياتي ياخذه لانه سيموت كان هذا هو التفسير الوحيد لما نراه امامنا ومن بكاء امه فنحن كنا في الثانيه عشر من عمرنا فقط ولا نفهم اي شيء مما تقول أمه ولكن ما حدث بعد ذلك كان كان اغرب من الذي حدث أولا.

لقد ظهر في المياه بالقرب من بيتهم رجل طويل عريض المنكبين وظل واقفا في المياه؛ فطلبت منا أمه ان امشي ونتركها مع أبنها بمفردها لان أبوها قد أتى ليأخذه ويرحل بعيدا وبالفعل رحلت انا ومصطفى ولكنه نظر بنظراته الحادة الي وقال لي انه لك شيء خطير يحدث يا شهاب الدين لابد ان اعرفه لن اترك هذه المساله تفلت من يدي لابد ان اعود واعرف من هذا الرجل ولماذا ابعدتنا أمه عن البيت حينما راينا هذا الرجل الضخم الذي يقف في الماء وينظر الى بيته قائلا:

-انتظرني هنا يا مصطفى وسوف اعود وأخبرك بكل شيء.
ولكني شعرت انه لن يخبرني بشيء فذهبت خلفه لأرى كل شيءٍ يحدث بعد ذلك
فذهبت خلفه ورايت الرجل يخرج من الماء وحينها رايت لأول مره، في حياتي رجل نصفه بشري ونصفه الأخر سمكه كنت ارتعش ان كنت خائف نظرت الى مصطفى، وجدته هو الأخر ربما كان يرتعش هو الأخر اكثر مني ووقفنا نحن الاثنين خلف البيت، ولم نستطيع الحركه بعدها ولذلك ظللنا جالسين لا نتحرك وكلما مرت دقيقه شعرنا فيها بالخوف اكثر من السابق كنا صغار ولكن ما حدث بعد ذلك كان غريب وقد راينا صوفيان يخرج من البيت...

وهو يصرخ صوت عالي قائلا:
-لا يمكن أن تكون هذه الحقيقه أنتم تكذبون عليه حاول ان يخرج ويفتح الباب ولكن انا سمعنا انه وقع على الأرض، وبرغم صغر سننا وخوفنا الشديد ومما راينا وقتها هذا الرجل الضخم الذي كان يرتدي ملابس ذهبيه حتى ذيله كانت عليه الكثير من الذهب فوق راسه تاج صغير من الذهب ويمسك بسلاح ذهبي كبير حاد جدا نظرنا انا وهو من النافذه الصغيره جدا ونسمع كل شيء لأن هذا كان فوق تصورنا ولما تخيل ما سمعناه أنه كان أقرب إلى حواديت الف ليله وليله شيئا لا يمكن أن يتصور احد ويمكن ان يكون منطقي
سمعنا أمه باحكي له قصه غريبه جدا وتعرفه على هذا الرجل وتقول له ان هذا الرجل هو ابوك صفيان قصه غريبه




لؤلؤة    مكتملة ❤️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن