لؤلؤة (الفصل الأول)

835 31 4
                                    

البحر كبير جداً، وبه أمواج كثيرة متلاحقة الموجه تلاحقها الموجه الأخرى، ولكني لا أهتم بكل هذا، وبكل ما أراه في البحر أنا لا أهتم الا بشيء واحد فقط، هو كل ما يشغلني، دائما لا أعرف منذ متى، سؤال واحد فقط ما أفكر فيه الأن، لماذا سمي اللؤلؤ لؤلؤ؟ هل لأنه به سر أو لمعة براقة تجعله يلمع ويتلألأ؛ ليخطف الأبصار هكذا؟

أم لأنه يجعل ما حوله، جميل و به لمعان
و سحر وكأنه يرقص، من فرحته ؟

أم لأنه شديد البياض، الممزوج باللون الفضي وربما تشعر، أنه ممزوج باللون الذهبي أو الأثنين معا فيجعلك تري كل ما حوله، له بريق وسحر وجاذبية؟!
ولكن أكثر ما يدهشني، أنه يجعل اللون الأسود يظهر وتراه بوضوح وتراه أكثر وضوح وتالق! حتي السواد بجانب اللؤلؤ يتلألأ ويصبح أكثر تلألأ في ظلمته.

كان هذا ما يدور في داخل عقلي، أنا عبدالله وأنا جالس أمام البحر، وأتحدث معه - كعادتي-
دائما لا أتذكر شيء في هذا الوقت، الا حبيبتي لؤلؤة التي لا أعرف، منذ متى وأنا أفكر فيها؟ وكيف لي بكل تلك الذكريات الكثيرة معها؟ التي تمر دائما في عقلي، ذكرياتي معها تأتي إلي كحلم .

-نعم تلك اللؤلؤة جعلتني أشعر بكل هذا، منذ خروجها من الماء وهي تحرك شعرها الطويل إلي الإمام ثم الي الخلف في حركة سريعة دائرية جعلتني أتجمد في مكاني لأري أجمل لؤلؤة تخرج من المياه.

هي لؤلؤة، كنت أسمع من حولها ينادونها لؤلؤة كنت صغير حينما رأيتها، أول مرة وهي تجلس علي صخرة عالية، ولا أعرف هل هي الصخرة القريبة من بيتي السابق؟

هذا البيت الصغير، القديم الذي كنت أعيش فيه أنا وأمي وأبي قبل أن ننتقل الى هذا البيت الكبير ولكن اليوم، لم يتبقي به أحد غيري أنا فقط وذكرياتي.

لقد ذهبت أمي إلى خالقها، و أصبحت وحيد...
وترقرقت عيناه بالدموع، بمجرد تذكر رحيل أمه وبعد دقائق مسح دموعه، ثم أرتمي علي الرمال الناعمة التي يجلس عليها ووضع ذراعه، علي عينيه لتحميه من حرارة الشمس ليستمر في الحديث مع نفسه مرة أخرى:

-ماذا علي أن أفعل؟ الأن بعد ما حدث لي بعد فراق أغلى الناس، امي حبيبتي.
هل استطيع ان أعيش بدونها؟ لا استطيع أن أعيش بدونها أبدا، سوف أحاول أن أفعل كل شئ يمكنني من اللحاق بها؛ سوف ألقى بنفسي في أعماق هذا البحر، الواسع الكبير.

حتى أموت وألحق بها سريعا، حتى لا تنتظرني أمي كثيرا في العالم الآخر يجب أن لا تنتظرني أكثر من ذلك.
ثم وضع يديه الإثنين على رأسه.
قائلا بصوت عالي يشبه الصراخ، الذي في أعماق قلبه:
-لكني أجيد السباحة، بمهاره عاليه انا دائما أفضل الشباب، في السباحة لقد تعلمتها لا أعلم متى لقد خلقت لكي أسبح، فقط في هذا البحر الكبير.

لقد أتممت دراستي الجامعية العام، الماضي ومنذ هذه اللحظه لم يكن لي عمل غير البقاء بجوار أمي، دائما لأرعها في مرضها، الفتاك الذي أصيبت به منذ اكثر من ثلاث سنوات، والسباحة لقد كنت أفرغ فيها كل طاقتي، ولكن بسبب مرضها لقد تركت المسابقات الدولية، التي كانت ستجعلني من أبطال الجمهورية .
حتى أرعي أمي في مرضها اللعين....
ثم صمت لحظة وهو يتذكر أمه وما كانت تعانيه من ألم؛ فقبض علي يده بقوة .

لؤلؤة    مكتملة ❤️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن