الجزء السادس-أيام بيضاء
أصبحتُ أعرج إليها كل صباح قبل الذهابِ للمطعم.
مرّة أجلبُ معي كتباً للتلوين..
ومرّة ألعاباً نتسلى بها..
حتى بدأت تستعيدُ شيئاً من صحتها وعافيتها. مع أنها كانت تأبى أن تتكلم.
ومع حلول العطلة, وضعت نصب عيناي بأن أجعلها تتكلم.
كنت قد ضاعفتُ عملي في المطعم وقد بدأت أحتل موضع ثقة عند المدير فقد زاد راتبي بشكل ملحوظ، وقد عزمتُ بوضع جزءِ منه في كل شهر آملًا أن أعطيهِ ل(إلين) لتقوم بالجراحة لترميم حبالها الصوتية واستعادة صوتها...
وفي موعد يوم خروجها من المستشفى, لبست (إلين) فستانا أزرقا, محاطاً بورود بيضاء تلف الأكتاف, واضعة وشاحاً أبيضا يغطي ندبةَ عنقها, وقد أسدلت شعرها.
أتيتُ صباحا مطلقا العنان لنفسي مجيزا إياها من العمل, لأقضي يومي كاملا مع (إلين) وعائلتها.
حيثُ أعارني (سمير) سيارته وبقي عند عائلته في العاصمة. أمسكت بحقيبة ملابسها ومشينا جميعا في ساحة المستشفى, طلبتُ منهم أن يجلسوا جميعا على مقعد خشبي طويل, فجلست (صباح) وبجانبها زوجها (فريد), وجلستُ على يسارهم محيطاً ذراعي على كتف (إلين), والأخيرة أمالت برأسها تجاهي وابتسمت إلى آلة التصوير.
كان (كريم) قد دخل السجن منذ أشهر لتورطه في عملية سرقة. توجهنا للسجن ليقوما والديه بزيارته ومن ثم نذهب للقرية.
ركنت السيارة أمام مبنى السجن, ونزل كلا الأبوينِ لزيارة ابنهما, أما أنا بقيتُ أنتظر في الخارج مع (إلين) التي تجلسُ في السيارة خلفي. أمام اثنين من حرس المبنى اللذان يحملان بندقية على جانب كل منهما.
في السيارة ساد صمتٌ غريب. هذه هي المرة الأولى التي أجلس فيها مع (إلين) في مكان ما لوحدنا, كنتُ أشعر بتوتر طفيف, تسائلتُ في نفسي لو كانت تستطيع الكلام لكانت الآن تتحدث دون توقف وكسرت حاجز الهدوء الذي يحيط بنا.
بعد فترة وجيزة من الصمت الخانق, تسللت نظرتي خلسة على المرآة الأمامية لتلتقي نظراتنا على نحو مفاجِئ, سرعان ما اطلقتُ ابتسامة وخدشتُ حاجبي.
-"هل.. هل مسموحٌ لك بتناول المثلجات هذه الأيام؟؟"
سألتها بينما أنظر إليها عبر المرآة. أومأت هي بشكل سريع وتورّد وجهها من السعادة. دحرجتُ عيناي لأفكر في طريقة لإحضار المثلجات.
-"إذن.. هيا لنحضر البعض منها.."
أدرتُ محرك السيارة وتحركت بينما بدأت أبحثُ عن متجر في الأرجاء, توجهت يمينا ورأيت متجرا في آخر الشارع, قدت السيارة نحوه. توقفت أمامه ونظرتُ للخلف.
أنت تقرأ
شمس إلين
Romanceالمقدّمة: عندما كنت شاب في أمسّ الحاجة ليد تربت على ظهري.. بدأ الشعر الخفيف ينبت بعشوائية على ذقني.. في الوقت الذي ينبغي أن يصفني به البعض بالأناني المراهق.. أصبحت أبًا دون زوجة أو أطفال... عندما فقدتُ الأمل بطفولة سويّة .. وأصبحت بلا ثقة ولا م...