استيقظت صباح اليوم كقبلِه، أصبحت لا أنعم بالراحة كثيرا, بالنهار بسبب عملي وبالليل بسبب تلك الفتاة.!!
عندما تطلب جفوني النوم تظهر تلك الفتاة أمامي.!
وعندما أنام أراها في أحلامي!!
وعندما يطلب قلبي رؤيتها. أذهب للمقهى فلا أجدها ولا أعلم عن أخبارها!!
فكيف لي بالذهاب لمكتب صديقي وسؤالهِ عن معلومات موظفة بكماء؟!
وبما أنني لم أذق طعما للنوم استيقظت متعبا مشغول البال, توجهت للمركز التجاري وبدأت العمل بكسل على غير العادة، بيد أن تلك الفتاة بدأت تتسلل إلى عقلي أثناء العمل.
أنهيتُ ما استطعت انهاءه من كومة أوراق وضعها (جميل) على مكتبي.
نظرت إلى الساعة, كان الوقت لا يمُر, وكأنما جُعلت الدقيقة ساعة!.
تفاجأت ب (ميرنا) التي جاءت دون موعد بحجة أنها كانت في صالون تجميل قريب من المركز التجاري.
- " ما خطوتنا التالية؟؟!"
ارتبكت..
بلعت ريقي..
نظرت حولي وبدأت أناجي عقلي بإنقاذي.
- " مممم.. لا أعتقد بأن هناك خطوة تالية.. لـ.. لقد سررت بمقابلتك .. وأتمنى بأن نصبح أصدقاء"
- " أصدقاء…؟!!!! ولكنني ... نحن.. لم يكن هدف لقائنا الصداقة!!"
دخل (جميل) فجأة، قررت في ذلك الوقت بأن أكافئه مكافئة مالية مجزية. وقفت وقد أغلقت زر سترتي ونظرت ل(جميل) بحذق وقلت:
- " حان موعد لقاء المستشار القانوني… أليس كذلك يا جميل؟؟"
لحسن الحظ فَهمَ مساعِدي إلامَ أرمي
- " نـ نـ .. نعم .. نعم .. لقد تأخرنا يا سيدي نصف ساعة .. أخشى أن تفقد الموعد ويقوم المستشار بتأجيله"
سوف أكافئك بكل تأكيد. وقفت أنظر لضيفتي التي نفضت شعرها وقلت بارتباك:
- " لعلنا نلتقي قريبا .. كـ كأصدقاء.."
نزلت إلى موقف السيارات ولجأت إلى سيارتي, ركبتها وأرجعت المقعد للخلف طلبا للراحة وأغلقت هاتفي ووضعته في جيب السيارة بجانبي.
أغمضت عيناي..
والهدوء يغزو المكان …
صمْت ..
حاولت النوم ..
صمْت ..
يا الهي هذا لا يجدي نفعا..
اجتاحتني الرغبة بالاتصال ب (سمير) لأعرف عن مكان منزل تلك الفتاة، وليظن بي ما يشاء . فتحت جيب السيارة وتناولت الهاتف. أظن بأنني سحبت معه شريط عنق (إلين) الذي وجدته على سرير المستشفى يوم فراقنا. كنت قد نسيت بأنني وضعت شريط العنق هذا هنا كذكرى !!
تركت الهاتف جانبا وبدأت في تأمل الشريط بين يدي..
ترى كيف حال (إلين) هل تعيش بخير!!
وفجأة..
لاح في مخيلتي شريط عنق تلك الفتاة.
إنها تلف وشاحا حول عنقها !!!
نهضت عن مقعدي للأمام بانشداه !!!
إنها بكماء ولا تتكلم!!!!!
يا إلهي تلك العيون البنية !!!!!
إنها تقريبا في نفس العمر….!
أيُعقل!!
- " إلييييييين !!!"
وبسرعة تناولت هاتفي واتصلت على (سمير)
- " سميييير أين أنت؟؟!"
- " ماذا تريد يا صاح.. ؟.. أنا الآن مع ياسمين نبحث عن فساتين للزفاف.. أخبرها بأنك تريدني .. أنقذني من هذه الورطة!!"
صرخت:
- " سمييير.. أنت لست في المقهى!!!!!"
- " ماذا يحدث يا رجل ؟؟؟"
- " سمير .. استمع إلي جيدا .. ما اسم موظفة البار البكماء ؟؟؟!"
- " لا أدري .. انتظر سوف أسأل ياسمين.. "
- " ياسمين تقول بأمها نسيت ما اسمها .. لماذا"
- " يا الهي …. لا عليك … أكمل ما كنت تفعله .. سأكلمك لاحقا."
شغلت سيارتي وطرت إلى المقهى. دخلت وأنا أبحث بعيناي عن تلك الفتاة. لم أجدها!! سألت الموظفة الأخرى عنها أجابتني بأنها ما تزال في إجازة مرضية. توجهت فورا إلى غرفة مكتب صديقي، فتحت الباب وطِرتُ إلى المكتب بحثا عن أوراق الموظفين الشخصية وبدأت في تقليب الأوراق إلى أن وجدت صورتها, قفزت عيناي إلى اسمها!!
"إلين"
اقشعر جسدي ..
وتوقف تنفسي !!!
لا أصدق…
فليصفعني أحدهم!!
شعرت بعدم التوازن!
نعم .. بخلاف تلك الندبة واللحية إنه (كريم) بلا شك!!!!
كيف حدث ولم أتعرف عليك ولو لحظة!! كم كبرتي وأصبحتى فتاة ناضجة. لقد تغيرت ملامحك كثيرا!!
انتقلت عيناي إلى مكان سكنها.. وأخذت رقم هاتفها ثم ركبت سيارتي وتوجهت لمنزلها!!! هاتفتها وأنا في الطريق, وقلبي ينبض بين كل رنة وأخرى ألف نبضة. فُتح الخط.
صرخت:
- " إلين ….. إليين أين أنتِ؟؟؟"
- " من يتكلم! من أنت ؟!"
- " من أنتِ ؟؟؟ أين إلين بحق الله!!"
- " أأأنا صديقتها.. من معي على الهاتف ؟؟"
- " مريم!!! .. أنا عادل .. أين إلين ؟؟ أين هي الآااااااان؟؟؟"
- " سيد عادل .. لقد كنت على وشك الاتصال بك .. إن إلين مريضة جدا وقد خرجت لمهمةٍ أوكلها بها أخوها.. لم تضع في فمها إلا القليل من الحساء…لقد تركت هاتفها عندي .. أخاف بأن تعود للمنزل وتفقد وعيها هناك!!"
ذُهلت واضطربت .ولا مجال لمعاتبة صديقتها لتركها تذهب. أغلقت الهاتف وتوجهت بسرعة للملهى الليلي الذي التقيتها به.
***
كنت في الصباح قد شعرت بتحسن بعد تناولي الحساء. أو أقنعت نفسي بأنني قادرة على الحركة وإنجاز الأعمال. انتهزت الفرصة وكتبت لصديقتي بأنني سأذهب للملهى الليلي بطلبٍ من أخي. حاولت صديقتي ثنيي عن الذهاب ولكنني كنت مصرة على ذلك.
ذهبت للملهى حيث توجهت إلى غرفة ولبست فستان أحمرا قاتما ضيق, يغطي ركبتاي وبنصف أكمام، وعلى الرغم من إعيائي فقد لبست حذاءً ذو كعب عالي. وأسدلت شعرى البني, ووضعت عقدا مطاطي عريضا حول عنقي.. لم تسعفني طاقتي في وضع مساحيق التجميل ولكنني اكتفيت بوضع أحمر شفاه مناسب للون الفستان.
كنت أشعر بالبرد, ولسوء حظي بدأ جسدي بالارتجاف وحرارتي أخذت بالارتفاع. لجئت للغرفة التي انتظر بها زبوني كالعادة. كانت الغرفة فارغة إلا من أريكة طويلة وطاولة عليها كؤوس وزجاجات نبيذ.
فُتِح الباب, ظهر شاب أعرفه من رجال أخي كان يُمسك برجلٍ ثمل قد بدأت أتعرف على ملامحه, إنه ذلك الشاب الذي يلبس النظارات ذات الإطار الأزرق !!
قام الرجل بزجّه بالغرفة وخرج وأغلق الباب خلفه. وقفت أتفحص الشاب الذي بدا لي بأنه ليس ثملا! يا الهي هل كان يمثل على رجال (كريم (؟!
بدأ في الاقتراب مني محافظا على توازنه لا يترنح…
رجعت للخلف ..
خطوة ..
خطوتين ..
ثلاث..
ارتطم ظهري بالحائط…
أمال زاوية فمه و ضحكَ هو بمكر ..
شعرت بأنني سوف أفقد وعيي, فحرارة جسدي تضعفني جدا, جعل ينظر إلي من قدماي لرأسي. ارتعدت أطرافي. عندما تنهّد بابتسامةِ سخرة, أخافني ذلك كثيرا, حين اقترب أكثر, دفعت به محاولة الهروب, ولكنه سرعان ما أمسك بيدي وشعر بضعفي الشديد, دفع بي إلى الأريكة ورماني في وسطها..
- " جسدك يتفاعل معي جيدا.. أنت دافئة ومتساهلة "
كدت أموت من فرط الخوف بسبب ابتسامته المقرفة, اقترب مني ثانية, وأمسك بمعصمي ورفعني عن الأريكة حتى توقفت أمامه. حاولت الهروب ولكنه غرس أظافره في كتفي وشق كم فستاني .وضع إبهامه على شفتي وقام بمسح أحمر الشفاه بقذارة نحو خدي!
ثم جرّني باتجاه الطاولة التي أزاح بكل ما عليها وجعلها ترتطم بالحائط. ألقاني على الطاولة, وجعلني استلقي على ظهري, حاولت دفعه بقدمي ولكنه أمسك بها وخلع فردة حذائي وألقى بها.
بعد استعادة بعض من أنفاسي المستقرة, جربت استعادة طاقتي, وعدلت جلستي وأسندت بيداي وجعلت أرجع للخلف, ولكنه شدّني بقوة من قدمي ..
وبمعجزة من السماءِ, فُتح باب الغرفة, وظهر من خلفة آخر رجل كنت أتوقع مجيئه, نظر تجاهنا بحنقٍ وغضب وزمجر في وجه الرجل الآخر :
- " اتركهاااااا … اتركهاااا أيها الحقيييييييررررر".
أنت تقرأ
شمس إلين
Romanceالمقدّمة: عندما كنت شاب في أمسّ الحاجة ليد تربت على ظهري.. بدأ الشعر الخفيف ينبت بعشوائية على ذقني.. في الوقت الذي ينبغي أن يصفني به البعض بالأناني المراهق.. أصبحت أبًا دون زوجة أو أطفال... عندما فقدتُ الأمل بطفولة سويّة .. وأصبحت بلا ثقة ولا م...