P1

426 19 8
                                    

كانت تجلِس أمامهُ فى هذا المطعم الذى لطالما تقابلا فيهِ فى الأيام الممطرة ..
كانت تُمطر بشدة فى ذلك اليوم ، لكن لا تسطيع هذه القطرات مجاراة دموعها ، نعم هى إعتادت هذه الكلمات القاسية منهُ ولكن يبدو أنها ستكون الأخيرة .

تبكى وتنظر لهُ صامتة ، بداخلها المئات من الأسئلة ...هى تحتاج لأجوبةٍ تُرضيها ...لكن لا يخرج من فمها أى كلمة ، هو لقد أتخذ القرار مسبقاً ؛
ينظر لهما الناس نظرةً مريبة قائلين " لما تبكى هذه الفتاة ؟ "

أعطاها منديلاً بلا مبالاة وبلا مشاعر ، فقط كل ما يهمهُ ألَّا يكون ملفت وألَّا يكون الشخص السئ أمام الناس .

- (جينى) كفى بكاءً ، أحفظى هذه الدموع لشئٍ أكثر أهمية من إنفصالنا .

- أكثر أهمية ؟! ولكن بحقك لماذا ؟ ماذا فعلتُ؟؟

- لم تفعلى .. أنا فقط مللتُ .

- مللت؟؟ أتمزح معى ؟

- لا أمزح !

- حقاً ؟ ولكن قُل لى مما مللت ؟! أنا لم أُُحزنك يوماً ، لم أقم بأذيتكَ أبداً مثلما فعلت أنت.. ليس مرة يا (مات) بل عشرات المرات ..أأنا ..لا أعلم ..لماذا ... قُل لى ... لم يهتم أحداً لأمرك يوماً مثلما فعلتُ ... لم ولن يحبك أحد مثلما فعلتُ أنا ... إذاً لماذا ؟؟

- يكفى! ألا تكفى عن الشكوىٰ أبداً؟! .....أنظرى ...أنا أُحب فتاة أخرى ...كل ما فى الأمر أنى لا أريد أن أكون فى خانة الخائنين بعد الآن ، لذلك يجب أن ينتهى كل شئ هنا والآن يا (جيني)!.

- تُحب.. فتاة أخرى ؟ وماذا عنى .... هل إهتممت يوماً بما سأشعر به؟! كيف سأعيش يا (مات)؟!

- أكملى حياتكِ بدونى .. ستجدين شخصاً مثلى أو أفضل يوماً ما ..فأنتى فتاة جميلة ومحبوبة ... لا تقلقى يا (جينى) .

- لا أقلق ! حسناً حسناً...أعتقد أنك محق ...يكفي لها الحد...أتعلم ؟ إن كل البشر أفضل منك بأى حال ..أنت فقط وغد أناني يظن أنى سأموت بدونهِ وأن حياتى ستقف حتى لحظتنا هذه ... سئمتُ من فكرك المريض النرجسى بأنك صعب المنال ... بحقك أنا سعيدة أنها أنتهت ...تبا لك يا (مات) إذهب أنت وهي إلى الجحيم!

نهضت (جينى) من على مقعدها بغضب وخرجت من هذا المطعم باكية ..لا تعلم أين تذهب ؛ فقد نسيت كل شئ ، لا تتذكر الطريق إلى منزلها ... حتى أنها لا تستطيع إخراج هاتفها من جيبها لتطلب المساعدة من أحد .

فقط ظلت تمشى وتمشى شاردة حتى وصلت لساحة الألعاب فجلست على هذه الأرجوحة القريبة تبكى وبشدة ...ترى كل لحظاتها السعيدة والحزينة مع (مات) القاسية والحنونة ... لم تكن ترى الأمور بوضوح طيلة هذه المدة سوياً بسبب حبها الشديد له ، لم ترى أن اللحظات السعيدة والحنونة هى التى كانت تصنعها دائماً ، وصاحب اللحظات الحزينة والقاسية كان هو المسؤول عنها... كم تلعن هذا اليوم الذى أحبته به بسبب تقربه منها ذلك الوغد! .

رفعت (جينى) عيناها على شخص يقف أمامها مادداً يده بمنديل ، فظلت عيناهما ملتقية بدون حرك ساكنين بدون كلمات ، حتى مسك يدها وأعطاها المنديل.
ظلت تنظر له صامتة ومن ثم بكت مرة أخرى ناظره للأرض لا تهتم من هو حتى إن كان قاتل مأجور!... فجلس على الأرجوحة المجاورة لها .

مر أكثر من نصف ساعة ولم يتكلم أى منهما ، حتى أخرج أول كلماته .

"أعتقد أن السماء حزينة لأجلك"

فنظرت لهُ وهى تبكى قائلة "ها؟"

- لا أمزح....أنظرى بنفسك مازالت تمطر وأنتِ مازلتِ تبكين ...أعتقد أنها ستتوقف عن المطر إذا توقفتِ عن البكاء ، ما رأيك؟.

لم تُجيبهُ (جينى) ولكن ظلت ناظرة له..، هى لم تستطع أن تحدد ملامح وجهه كونه مرتدياً غطاء وجه أسود حيث لم ترى سوا عيناه العسليتان .
لاحظ أنها مازلت تنظر له فرفع رأسه ناظراً للسماء ومن ثم أبتسم زافراً وأردف :- "لا فائدة أعتقد أنى لن أسمع صوتك إلا إذا سمعنا صوت الرعد إذاً "
لم تجبهُ الأخرى...

مر بضع دقائق فتوقف المطر وبالتالى توقفت هى عن البكاء منذ لحظات؛ فنظر لها مبتسم وهو يقول :- "أنظرى لقد توقف المطر".
مازالت صامتة ...فوقف واضعاً يداه فى جيبه وهو يقول " أصبح الطقس أكثر برودة وتأخر الوقت ، أعتقد بأنهُ يجب عليك العودة إلى المنزل... يا (جينى) .

نزل سماع إسمها منه كالصاعقة فقالت مذهولة :-

- كيف تعرف أسمى؟!

-مممم أعتقد أنهُ سؤال صعب جداً.

- المعذرة؟ من أنت؟ وكيف تعرف إسمي!

- (جينى) أعتقد أننى أعلم الكثير والكثير عنكِ... لا تقلقِ أنا لست بلصاً أو خاطفاً أو فرد من عصابةٍ ما .. فلا تقلقِ.

- لا أقلق؟ ومن أى فئة أنت إذاً؟!

- لا يهم ، سوف تعرفين كل شئ فى الوقت المناسب .. الوداع يا (جينى).

فتحرك بضعة خطوات فسمعها تناديه قائلة :-

- حسناً وما إسمك أنت .. ليس من العدل أن تعرف إسمى وأنا لا أعرف إسمك .

- ممممم معكِ حق.. حسناً إذاً ...أنا أدعى (روبن) .

- (روبن) إذاً ، هل سأراك مرة أخرى يا (روبن)؟

- يجب أن تريني ...قريبا سأتى أليكِ بنفسي وحينها ستعلمين من أنا وكيف أعرفكِ .... إلى اللقاء القريب يا (جينى).

- إلى اللقاء..



*انتهى البارت*

مجرد بارت بسيط كبداية مش أكتر
أيه رأيكم فيه ؟
مات وغد بجد ؟
وهل اللي عمله مقبول؟
تفتكروا مين روبن ده؟
وقصده أيه بقريباً سأتي إليكِ ؟
ويا ترى عرف إسمها منين ؟

أتمني تنال إعجابكم الرواية أحبائى💜
ياريت تسوا ڨوت وكومنت 💜
و إلى اللقاء القريب بإذن الله 💜

VOLYNIA حيث تعيش القصص. اكتشف الآن