P2

184 12 5
                                    

عادت (جينى) لمنزلها كجسد بلا روح ، هروَلت مُسرِعة إلى غرفتها حتى لا يراها أحد بهذا الحال ....

مضت ساعات وهى بنفس الحال فى غرفتها ، تجلس على الأرض بجانب أحد أركان الغرفة ضامة قدميها ومُمسكة برأسها تبكى ....
أدركت (جينى) أنه لا أحد بالمنزل لكثرة مهاتفة والدتها لها ؛ ولكنها لا تُجيب فقط تنظر للهاتف وتبكى ...لا تتكلم ...فقط تتألم وتبكى ،
كانت دموعها هى ما تُجيب هذا الصمت ..تقول (إنى أتألم بحق ، لقد أنفطر قلبى للمرة المئة يا أمى ...نعم لقد كنتِ مُحقة بأمرهِ ككل مرة... وأنا هى المُخطئة )
مرت ساعات حتى غفت (جينى) ودخلت فى ثبات عميق ...

تجد نفسها فى مكان لا نور به فقط تشعر بالضباب وحركة هنا وهناك تنادى فلا يجيب أحد،

- ما هذا ؟ أين أنا ؟
- فى عالمى.
- أى عالم ..أنا لا أرى سوى الظلام !
- ستظلين فى هذا الظلام دائماً حتى تتخلصى من ذاتكِ القديمة...
- ذاتي الماذا ؟من أنتَ بحق الله.. أنا لا أرى أى شئ..
- لا يهم من أنا ولكن تذكرى سوف تندمين على كل شىء ويوماً ما ستعودين إلي باكية ...ستُدركين... أنا هو خير المُحب .
- أتمزح مع......

إستيقظت (جينى) على صوت المنبه المزعج .. تفتح عيناها ببطئ .. تشعر بألمٍ شديد فى رأسها .. تجلس بهدوء على فراشها .. تشعر أن هناك خطبٍ ما .. تنظر لغرفتها بريبة .. ( أين أنا؟! ) جملة ظلت تكررها ولا تستوعب ما يحدث ...

- ما الذى يحدث بحق الله ! أين أنا ؟! ما هذه الملابس ... متى أتيتُ إلى هنا ؟؟ ما الذي يحدث!!

نهضت (جينى)من على هذا الفراش وهى ترتجف ... إتهجت لباب الغرفة بسرعة...تنزل الدرج منادية (هل من أحد هنا؟)
فيجيبها صوتٌ ..

- أنا أعرف هذا الصوت ! أمى ؟!
- أمى أين أنتِ ؟

فخرجت امرأه جميلة من المطبخ تنظر إلى(جينى) بقلق ..

- ماذا هناك يا عزيزتى ...أمازلتِ تعانين بألم فى رأسكِ؟
- من أنتِ؟!
- ماذا؟
- بالتأكيد تمزحين معي...أأنت أمى؟ لما تبدين أصغر؟
- بالطبع عزيزتى .ومن سأكون غير أمك .. أراكى قد صُدمت بسبب شعرى ..لقد قصصتهُ منذ قليل.. ما رأيك ؟
- ماذا ؟ أتمزحين معى بحق الله!!

هروَلت (جينى) مُسرعة مُتجهه لهذه الغرفة مرة أخرى وأغلقت الباب من خلفها لا تفهم أى شئ...تشعر أنها ما زالت تحلم ...تصفع وجهها مرات ومرات لتستيقظ ...هى تتألم ... لكن لا تستيقظ.

-ما الذى يحدث هنا ...أين أنا... لمن هذه الغرفة.. ولما تبدو أمى صغيرة هكذا .. أنا...ما الذى يجرى ... سس..سأُجن...

VOLYNIA حيث تعيش القصص. اكتشف الآن