'اراك في كل الوجوه حولي
فقط عندما يخيل لي اني قد نسيت'
كان يوما ربيعيا مبهجا تعانقت فيه برودة الشّتاء الذي مر و الصيف الآتي، وكأنه كان يشيرعلى نحو ما الى ان الحاضر أجمل، فالشّتاء بقسوته قد مر والصّيف الجحيمي قادم، لكن الآن توجّب على الجميع نسيان الماضي و تجنب القلق بشأن المستقبل لعدم تضييع مثل هذا اللّقاء الرّائع مع الرّبيع محبوب الجميع.
التفكير بذلك الجو المعتدل الذي اعتاد عليه المكان ،تساقط بتلات زهور الكرز على الأرضية الصخرية و رائحة عيدان البخورالمختلطة برائحة الخزامى الحمراء جلب معه نسيم الذّكريات فكان كفيلا بأن يعيدها عدة سنوات للوراء، إلى يوم مشابه وذكريات قديمة .
ذلك التّاريخ كان تعيسا بالنسبة الى الصّبيان الثّلاثة الملقين أرضا، لم تكن الرضوض والإصابات السّبب لكن الأسوء بالنسبة لهم كان أنّ فتاة هي من قامت بكل هذا. فتاة استطاعت هزيمة ثلاثتهم، وهذا بمثابة إهانة لكبرياءهم .
_"لتأخذ أصدقائك و تغرب. إن رأيتك مجدّدا هنا أيها النذل ...أقسم انني سأقتلك"
صرخت الفتاة في أحدهم باستهجان مشيرة نحو بوّابة الحديقة العامّة فما كان منه إلّا أن يقوم بما أُمر به وإلّا سيُضرب مجدّدا، أشار إلى مرافقيه بأنّه حان وقتهم للرّحيل -بالرّغم من أنّهم لن يقوُوا على البقاء و إن أرادوا ذلك- و انصرفوا من امامها. بعدما شاهدت ظلالهم و هي تختفي ببطئ من مجال نظرها أراحت كتفيها ، أطلقت تنهيدة طويلة ثم توجّهت إلى الأرجوحة حيث قرّرت أنها ستقضي بعض الوقت قبيل مغادرتها.
فكرة واحدة استولت على كل تفكيرها،سؤال واحد بإمكانه أن يقلب مزاجها و يربكها، الشيء الوحيد الذي لن تعثر له على اجابة 'هل ما فعلته صحيح؟' فجأة طال مسمعها صوت ذكوري هادل يخاطبها :
_" ماقمت به للتو خطأ... ما كان عليك ضربهم بتلك القسوة"
حين التفاتها إليّه وجدت أنّه فتى بشعر فضي لامع تنعكس عليه أشعّة الشّمس، عيناه تسرقان لون حجر القمر كما أنّه يضع قرطا غريبا . تقدم و جلس على الأرجوحة الثّانية بقربها ثم أعقب :
" تذكّري دائما أن القوّة تستخدم للحماية وليس للترهيب "
"أنت لا تعرف شيئا" تكلمت بصوت مرتجف خافضة رأسها
"اذا أخبريني ما أحتاج لأعرفه ... مالذي فعلوه لكي ؟" حاول سؤالها بنبرة لطيفة لأنه لاحظ أنّها ليست على ما يرام. من قد يتسبب ببكاء فتاة التقى بها للتّو؟
أنت تقرأ
سيحل اكتوبر مجددا BAJI .K
Fanfiction"لأن الأشياء الزرقاء دائما جميلة، كالسماء و عينيكِ! " Baji × oc