موعد بلون المحيط

306 37 105
                                    

كنت أحترق وقد أسأت فهمي

فمدّ يدي نحوك لم يكن طلبًا للمساعدة

..............................................................................

       ' مضى عام مذ أن كتبت إليك ، أوليس ذلك صحيحا ؟

كبرت أيضا يا والدتي، صار تجاهلك لرسائلي جارحًا .و لا تدرين حول كل تلك المرّات التي حاولت إقناع نفسي بها أنك لست من اللذين يتفقدون بريدهم ،ولهذا تراكمت رسائلي دون أن تجد لها قارءً ،لكنني فشلت بذلك وأنت السبب .أنت من تسبب بترك جرح غائر في عمق روحي بردّك الوحيد ،حين أخبرتني بأدب فائق بأن أتوقف عن مراسلتك كونك لا تعيرين الهراء الذي أكتبه إهتمامًا . هذه الكلمات تظهر أمامي كلما رفعت قلمي لأخط خطابك . و تدهورت حالتي النفسية بشدة لذلك . كيف لك والدتي العزيزة أن تخاطبي طفلة بمثل تلك اللهجة القاسية ؟ 

   أراهن بأنّك لست تفهمين سبب هذه الرسالة مطلقًا . ولا أعتقد أنك رغم شرحي ستفهمين ، فالأمر يستلزم وجود مشاعر لذلك . لكنني تعافيت وكتبت لأزف لك الخبر و لأصحح لك عدة معلومات خاطئة أتيت على ذكرها.

أخبرتني أولًا بأنّني زلة فادحة إرتكبتيها . إلا أنّك لا تعرفين أبدًا أن أبي لم يسبق له قول هذا .هو أخبرني بأنني هدية غالية أهديتِه إيّاها قبل رحيلك وياله من فرق شاسع يدفعني لإختيار أبي دائمًا ، الآن بإمكانك معرفة السبب لكوني لن أناديك بأمي بعد الآن إطلاقًا . فكونك والدة لا يعني بالضرورة أن تكوني أمًا.

أمّا بعد . فأنا بخير ، لا أملك أكثر من هذا الوصف .لقد تم تعويضك سريعا بأشخاص أكثر روعة مما تتصوّرين ، لدي  أصدقاء ،إخوة و رفاق حقيقيون . حين واجهتهم بعد خيبتي أدركت أنني أخيرًا أمتلك عائلة . 

إنها رسالتي الأخيرة .ولم أحسب يومًا النهاية هكذا لكن هذه هي الحياة .أحببتك يا والدتي .أحببتك من أعماق قلبي لدرجة وددت فيها العودة عدة سنوات للوراء .أربّت على كتفي ممزقة كل الأوراق البيضاء التي خبّأتها و معه تبقين في نظري  تلك الأم العطوف التي لن تؤذيني مهما حصل ، لكنه حصل وفعلتي . فأكملي ما بدأته ومزقي هذه أيضا لينتهي مخزوني الصغير من الحبر والكلمات.'

                                                                                                      خطأك الأوحد والوحيد ' تاكارا كازوكي'

                                                                                                       أتمنى لك السعادة

أغلقتُ الظرف . وأغلقتُ على والدتي فيه إلى الأبد . عدت بنظري نحو المرتاح فوق أريكة غرفة الجلوس ببطئ وبدون أن يدري. أنا لم أخبره بأمر هذه الخاتمة القاسية التي سأنهي بها علاقتي معها لكنه يعرف بأمر رسالتها على الأقل .

إنتبه على أعيني المعلقة عليه بشرود فابتسم وإزداد خوفي . لن أتمكن من التماسك إذا ما أصاب أبي أي مكروه و لست أتخيل الحياة بعيدًا عنه مطلقا .هو الشخص الوحيد الذي سأبتلع من قبل وساوسي بمجرد التفكير في فقدانه .

سيحل اكتوبر مجددا BAJI .Kحيث تعيش القصص. اكتشف الآن