أشجان الخريف

293 28 90
                                    

اريد البقاء في سماءك كنجمة الى الابد 

فالقمر دائما ما يتغير

.......

_"و مع كل ما فعلته رجاءً ... رجاءً تذكري "

كانت يداه تحاول انتشالها من شيء ما للحظة ،وفي اللحظة التالية وجدت نفسها تحت سقف أبيض غير مألوف بذاكرة خالية مما حصل و شعور فارغ من أي تقاسيم مفهومة . تلك الأصوات المقترنة بأقدام لا تعرف إلى أين تتجه محاطة بحيز من الأشياءِ التي لم يكن يجب أن تحصل و الأخطاءِ التي تأخذ بعيدا أشياء لا يمكن أن تعود . ومع كل خطوة تتخذها المرأة ذات المئزر الأبيض داخل تلك الهوّة الناصعة يزيد ادراكها بأن هناك شيئ خاطئ .

تستمر ساعاتها بالانقضاء وهي خارج النافذة و فوق السرير في آن واحد. لا تعرف أي شيء عن وجودها في هذا المكان غير ماقاله والدها عن اغمائها المفاجئ الذي تطلب عناية صحية بسيطة ، بينما هناك شيء في داخلها يقول بأن ذلك ليس صحيحا .

تسائلت أثناء كل ماجرى عن أحوال صديقها تشيفويو وعما إذا كان وجهه قد تعافى منذ آخر مرة رأته بها . لأن ذلك الحدث هو ما تتذكره بوضوح ،و بعد عودتها للمنزل استفاقت لتجد نفسها بشكل ما هنا مع فارق زمني طويل ، لا تعلم بتاتا ما حصل خلاله .

حينها مر طيفه أمامها ، و تذكرت أن عيد ميلاده غدا لكن لن تهنئه  .حتى أنها لن تشتري أي هدية له قبل أن يعتذر عما فعله وحينها يعود كل شيئ على مايرام . ستطلب منه وعدا بأن يكون الى جانبها عندما يحل أكتوبر مجددا و أنهما سيتمانه سويا بدون أن يبتعد أحدهما عن الآخر كما حدث.

نظرت خارج النافذة ثانية الى الفضاء الأزرق الفسيح و ابتسمت بشيء من الخفوت عندما استرجعت كل تلك الأوقات التي ذكر فيها كم أنه يحب السماء كثيرا .و قد جعلها ذلك أيضا تحبها وتنزعج عندما تراها مكروبة ملتفة بالغيوم القاتمة .

آن ذلك ولجت الطبيبة للمرة الثانية يومها . وقد كانت امرأة لطيفة رسم الزمن على وجهها بعض التجاعيد التي تكاد لا تبدو ، كما أنها كثيرة الابتسام و جيدة المعاملة لا تنزعج من عدم قدرة تاكارا على تذكر اي مما حصل قبل وصولها إلى هنا . تحمل بيدها مجموعة من أوراق قليلة تدون عليها الأشياء من حين لآخر . و كما سبق أن فعلت صباحا فقد طرحت عليها بعض الاسئلة ثم غادرت ثانيةً . لتعود الغرفة للسكون الذي كانت عليه .

لم يكن ذلك يمثل مشكلة كبيرة للغاية . لكن شعورها بالجهل أشعرها بالتضايق ،هي لا تملك أي آلام في أي مكان و الطبيبة لا تخبرها بأي شيء يخص سبب بقائها الطويل هنا .و حينها دق الباب ليعيدها إلى الواقع مجددا .

_"هل كل شيء على مايرام؟ " طرحت السؤال على والدها الذي اختلطت المشاعر المحتلة لملامحه . 

ثبت في مكانه لوهلة ثم أجاب :

_"لا شيء ... قالت الطبيبة بأنك على مايرام و تستطيعين العودة إلى المنزل الآن ." 

سيحل اكتوبر مجددا BAJI .Kحيث تعيش القصص. اكتشف الآن