فصل جانبي : سنة سعيدة

318 38 78
                                    

31_12_2003

                    كان يومًًا مرهقًا بالنسبة لميتسويا. ومزعجًا كذلك ، لطالما كره يوم رأس السنة لهذا السبب، لديه الآن مئات الأمور للإعتناء بها بدلًا من الإحتفال كما يفعل بقية أصدقاءه ،وهذا يجعل المراهق المتمرّد في داخله على وشك الإنفجار ،لو كان بإمكانه ذلك ،سيرمي كلّ شيء ويخرج للإستلقاء في الثّلج والرّاحة

_"لونا أثبتي قليلًا .لا يمكنني أن أربط شعرك إذا واصلت التّحرك ! " قال بتذمّر بينما يمشّط شعر الشقراء على شكل ذيل حصان 

_"ألن تحتفل أمّي رفقتنا هذا العام أيضًا ؟"

_"كلّا إنّها تعمل "

_"لكنّها وعدتني في العام الماضي أنّها ستفعل " رفعت رأسها نحوه بإصرار بينما ترقرقت الدّموع في عينيها .نظر إليها لمدّة ،لقد كان مثلها يوما ما أيضًا ، لكنّ ذلك الطّموح إضمحلّ مع الزّمن ، فهو يدرك جيدًا أنّ والدته تعمل لساعات إضافية فقط لأجلهم ، وترمي بباقي المسؤولية عليه كونه الأكبر بين أشقّاءه . لا تملك أيّ خيار آخر كونها أمًا وحيدة .

_"مانا ... توقّفي عن القفز فوق الطاولة .ستكسر.... تبًا ! " صرخ بصوت عالي وهو يركض لإمساك الفتاة التي ستقع من أعلى طاولة الطّعام ، وعن طريق الخطأ إصطدم رأسه بالحافة الخشبيّة لها ،لكنه لم يلقِ بالًا لذلك لأنّ كلّ ما يهمّه الآن هو التّحقق من سلامة شقيقته ،وعندما رأى العبرات التي تسقط على خديها لم يعد بإمكانه تمالك نفسه من الهلع

_"هل..هل أنتي بخير؟" سألها وهو يكوّر وجهها بين يديه،ويتفحصها بحثًا عن اي اصابة.

_"ني - تشان أنت تنزف" 

                    زاد بكائها وهي تلمح الدماء على وجه تاكاشي .في حين تصلّب وجهه لوهلة وشعر بالسّائل الدّافئ وهو يتدفّق على وجهه . رفع يده ووضعها فوق مكان الجرح ، ولما نظر إليها مجددًا كانت مخضّبة بالحمرة.

_"كل شيء على ما يرام حسنا؟ كل شيء على مايرام " أخذ يردد بسرعة أثناء مسحه لوجهه بالقميص الّذي يرتديه "توقّفي عن البكاء" لكنه يشعر بالألم و بالثّقل أيضًا. وفجأةً لم يعد يرى أيّ شيء قبل أن يسقط على الأرضية الخشبية للمطبخ.

------------------------------------------------------------------------

_"ميتسويا " بإمكانه سماع صوت ما يناديه وسط ذلك الفراغ الأبيض لكنّه لم يستطع تحديد مصدره.

_"ميتسويا" مازال الصوت موجودًا مع الإحساس ببعض النّقرات على خده "إستيقظ !" تحوّل الصّوت الهادئ إلى صراخ كان كافياً لايقاظه من نومه .وأوّل ما قابله كانت ملامح دراكن القلقة .

_"مالّذي تفعله هنا؟ .دراكن" تعرّف حالا على أريكة غرفة المعيشة التي كان مستلقيًا عليها، لذا هذا السؤال الوحيد الّذي يريد أن يعرف إجابته .

سيحل اكتوبر مجددا BAJI .Kحيث تعيش القصص. اكتشف الآن