نوبة هلع

342 44 66
                                    

"حدّثتني الأرض يومًا عن المطر 

لكنّني فقط ابتسمت ...وحدّثتها عنك "

.....................................................................................................

          نادي التصوير الفوتوغرافي. لم يكن ذلك النّوع من النّوادي المدرسيّة المزدحمة بالملتحقين، لكنّه كان يدبّ بالحيويّة على الدّوام. ففنّ التّصوير يعتمد على اليقظة والحدس، على المصوّر أن يكون مستعدًا لضبط الصّدف النّادرة بكاميرته، وأحيانًا لا تستمر تلك الصّدف أكثر من بضعة ثوانِِ قبل أن تتلاشى إلى الأبد. مثل الواقع تمامًا.

          بالرّغم من أنّ التّصوير أمر ممتع ، إلّا أنّه متعِب في كثيرٍ من الأحيان كذلك ،بالأخصّ عندما تكون مشوّشًا و فاقدًا للتّركيز.

_"كازوكي- كن ، عليكِ أن تكوني أكثر تنبّهًا! كلّ الصّور الّتي إلتقطتها غير جيّدة" قالت زميلتها الأكبر سنًا بينما تربّت على كتفها.

_"أعتذر. سأبذل جهدًا اكبر" 

حرّكت الأخرى سبّابتها يمينًا ويسارًا غير مسرورة بإجابتها 

_" ليس هذا ماقصدته .. أنتِ لستِ بخيرٍ اليوم .هل حصل شيئ ما؟"

_" كلّا .أنا على ما يرام شكرًا لإهتمامك" إعتلت وجهها إبتسامة صغيرة

_"ما رأيك بإستراحة ؟ لعلّك تجِدين الإلهام هناك بالخارج "

_"في الواقع... أنا حقًا بحاجة لهذا"

          حملت الكاميرا بيدها وشقّت طريقها للخروج. لم تكن تشعر بأنّها تمتلك الرّغبة في فعل أيّ شيء، بل قد جاهدت بالفعل للقدوم إلى المدرسة. وحاولت الرّمي باللّوم على الإختبارات المقبلة ،لكنّها تعلم جيّدًا السّبب . هي لم ترغب برؤية أي منهما اليوم بعد كلّ ما فعلته .من تكون لكي تجرؤ على الإنزعاج من تجاهل باجي لها . أوليست خياراته بعد كلّ شيء؟

          وفي عزّ تفكيرها سمعت صوتًا ينادي بِاسمها من الخلف في الممرّ الطّويل، لكنّها لم تلتفت بل زادت السّرعة وانحرفت في النّهاية لتدخل إلى غرفة المعلّمين. لا يمكنه اللّحاق بها الآن. إلتفتت كلّ الإنظار تجاهها عند إغلاقها الباب بقوّة، فانحنت عدّة مرّات قائلةً بأنّها أخطئت الحجرة وخرجت بعدما تأكّدت مِن ذهابه.

          واصلت السّير مجدّدًا في الرّواق المؤدّي إلى الفصل بينما تشدّ على الآلة الّتي تحملها بشدّة، ربّما هي قاسية للغاية تجاه هذا الصّديق الجديد، كلّ ما أراده هو الحديث معها ،لكنّها تستمر في الهرب بعيدًا . فقط لا يمكنها التّخلص من الإنزعاج بهذه السّرعة .هي لا تكره تشيفويو، كلّ ما في الأمر هو شعورها بأنّ باجي قد إستبدلها بسرعة ،فور حصوله على شخص أنسب. 

          ألقت بالكتب في المحفظة بعشوائية. وأنزلت رأسها على الطّاولة بتعب. 

_" الإختبارات بعد أسبوع...أنا مرهقة" عيناها الزّرقاوتان كانتا تحدّقان في الفراغ مع ملامح خاوية. قبل أن تغمضهما طلبًا لبعض الرّاحة ."فقط... ليتني أختفي" 

سيحل اكتوبر مجددا BAJI .Kحيث تعيش القصص. اكتشف الآن