غرفة الرسم

330 42 199
                                    

الوعود هي ألطف نوع من الأكاذيب يا صديقي

..............................

_"تاكارا" 

عند سماعها لمناداة إسمها من قبل ذلك الصوت المألوف أنهت وضع الكتب في المحفظة ومررت يديها على شعرها البني الذي عبثت به الرياح الوالجة من نافذة الحجرة المفتوحة ، حركت زرقاوتيها نحو المدخل و قد إنعكست عليهما لمعة غبطة عند تأكدها من هوية زائر منتصف النهار.

_"قادمة ... تشيفويو "

 سرعان ما خطت لتكون إلى جانب الأشقر الظريف الذي يزيد عنها طولًا . والذي كان يرتدي قميص الزي المدرسي الأبيض مطويًا عند الأكمام ،السروال الأزرق القاتم و ربطة عنق حمراء موضوعة بعشوائية على كتفيه .

_"هلا توقّفت لوهلة ؟ " إسترسلت في الطّلب وقد إقتربت بعدها  لتمسك بالرّبطة و تقوم بإصلاحها لأجله "عليك أن تمنح إنطباعًا جيدًا للأساتذة و التّلاميذ إذا ما كنت تبتغي حياة مدرسية سهلة " 

أثناء فعلها لذلك كان على تشيفويو الإنحناء للأمام قليلًا وذلك راجع لفارق الطول بينهما ،  ولم يتضايق من الأمر بأي شكل من الأشكال  ،فلقد إعتاد إعتناءها بمن حولها طوال الفترة التي عرفها بها . بيد أنّه حاول إبقاء عينيه بعيدًا و الإلتفات للجانب كي لا يكون قريبًا من وجهها  أكثر مما هو عليه بالفعل و يسبب إحراجا لا داعي منه لنفسه.

_"ذلك لطف منكِ .. كيف أبليت في إمتحان الرّياضيّات؟ سمعت أنَّ المدرّس قد أعلن النتائج اليوم " خاطبها وهو يعود بظهره للوراء ، و تطلع لإجابتها نوعا ما. فالإجابة على الأسئلة المطروحة لم تكن شيئاً يسيرًا بالنسبة إليه على الأقل.

_"نلتُ علامةً كاملة .. هذا ما قاله " 

إرتسم الإندهاش على ملامح الفتى عند سماعه لجوابها السريع ، و هتف بصخب:

_"هذا مذهل حقا !! "

_"ليس كذلك تشيفويو. يمكن للجميع فعلها " قالت بقهقهة على ردة فعله.فقد تهلل وجهه بضحكة سعادة لم يسبق لها رؤيتها.لكنّها لم تكن تقول الحقيقة ،فلا أحدَ غيرها يعلم كم أنَّ تلك اللَّيالي الطويلة من السّهر مستنزفة للطّاقة والعواطف .

_" الجميع بإستثنائنا أنا و باجي-سان" علّق بإحباط لكنّه عاوَد الإبتسام عندما لمَح صاحب القوام الممشوق واقفًا في آخر الرِّواق و أشار نحوه مكلمًا مرافقته :

_"ها هو ذا.. بمجرد ذكره يظهر" 

توجهت بنظرها نحو الشّخص المقصود و تأمّلت مظهره الّذي باتت تحفَظه جيدًا ، مازال يحتفظ بقصّة الشعر الغريبة وبالنظارات الأغرب . إفتر ثغره عن إبتسامة واسعة عندما إنتبه إليهما و إقترب قليلًا ليَختصِر الوقت  الذي سيستغرقانه في الوصول إلى موضعه .

_"أتيتما أخيرًا ... كنت لأحرق مكتب المدير إذَا ما تأخرتما قليلًا بعد " صرح مازحًا و تصريحه قد حمل في طيّاته بعضا من الحقيقة .مالذي قد تتوقّعه من شخص يقوم بحرق سيّارات الآخرين إن كان منزعجًا أو جائعًا ؟

سيحل اكتوبر مجددا BAJI .Kحيث تعيش القصص. اكتشف الآن