أكثر سعادة

323 28 181
                                    

و مؤخرًا فكرت بأني حقا أريدك أن تكون أكثر سعادة

حتى و إن كان ذلك يعني رحيلي بعيدا 

......

ندّ عن صدرها تنهيدة مرتجفة ، في حين تتلمس وجهه ثنائي الأبعاد في الصورة التي تحملها ، حركت يديها إلى الجانبين ببطئ شديد وشدت عليها حد التمزق . سقطت الورقة بعدها إلى جانب الكثير من مثيلاتها ،حيث لم يكن هذا إنهيارها الأول حينما تبدأ بالنحيب بحسرة ولعن كل ما يذكرها بحبها الفاشل الأول .

إنقضى اسبوعان لم تبرح فيهما منطقة راحتها المتمثلة بأربعة جدران، سرير و نافذة وكذلك أثاث غرفة نوم بسيطة آخر . وربما لو لم تتحرك من حين لآخر لكانت قد صارت مع الغرفة واحدً . لكن بالعودة الى الذكريات الأولى ،فعزلتها قد بدأت بالتدريج لتأتي بهذه النتيجة.

هي قطعا لا تعاني من خوف معين . لكنها أصيبت بالفراغ الذي جعل قضاء الساعات الطوال في التحديق بالسقف الأبيض للمكان وتقليب عينيها بين الأثاث من حين لآخر روتينا يوميا ثابتا ، مع بعض أحلام اليقضة التي تنتهي بأنفاس ضائعة و نبض سريع . الأيام  الطويلة التي جعلتها شخصا شاكً بكل نفس لم تستطع قط أن تحطمها إلى هذه النقطة العميقة إلا أنّ بضع كلمات تفوه بها شخص ما تمكنت من إتمام العمل .

عقلها لم يتوقف قط عن التفكير .لكنها لم تستطع إستعاب ما يدور به أو مجاراته بشكل مطلق ،مما نتج عنه صداع مستمر وحالة من إنفصال مؤقت عن الواقع تتوقف حواسها عن التقاط أي شيء أثناءه . وتنتهي عادة عندما يطرق والدها الباب لسبب ما .

هي لم تتوقع ما حصل ،هذا هو كل ما تعرفه . و الأمر ليس بوسعها فعلا لأنه ذلك النوع من التهرب من مواجهة الحقيقة .الذي يجعلها كمن يخضع للتخدير الكلي للأربعة وعشرين ساعة التي قدر له عيشها كي لا يستوعب الألم .

هي أحبت باجي للغاية و بدون ارادتها بدأت تعتبره شيئا ضروريا لعيش أيامها . حتى خلال ذلك البرود اعتادت على وجوده الخافت في محيطها . والآن لايمكنها تقبل هذا الوداع السخيف الذي قرره بمفرده . لما تحبه و تحاول جاهدة لنسيانه في حين أنه لا يهتم؟ 

كل ذلك لأنها تحتاجه بشدة ، تحتاجه و إلا انهارت بمفردها .

لم تفتح الباب لأحد ،و لم تخرج إلا في المرات القليلة التي أحست فيها بالعطش . و أهملت عمدا واقع انها بذلك لم تعد تحادث تشيفويو و لم تترك له مجال للتواصل معها أساسا . كل ما في الأمر هو كونها لا تتحمل وجوده إلى جانبها بعدما عادت لنقطة الأمان مجددا خوفا منها أن يحمل إليها صوت كيسكي أو رائحته و أن ترافقه الذكريات تباعا لتحطم ما تبقى لها من ثقة بنت بها هذا الحصن المنيع .

تسائلت لوهلة في خضم كل ذلك . هل يا تراه يعرف ما تمر به بسببه؟  هل حاول التقصي عن أحوالها ؟

سيحل اكتوبر مجددا BAJI .Kحيث تعيش القصص. اكتشف الآن