٥- عناقيد العنب

4 2 0
                                    

إيلي إلينوري:

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

إيلي إلينوري:


إحتضنت آيلا إيما المتصنمة بجسد واهن بموضعها تحدق برأس الرجل المهشم بعدما توقف صراخها الهستيري، ظلت تهمس لها بأن كلانا بخير.

لم أجرأ على الاقتراب منهن، جسدى بأكمله ينتفض ولا سبيل للتحكم بتلك الرعشة التى تصعقنى ككهرباء مميتة.

ما حدث بالمنزل لا يزال حاضر بذهنى وبالكاد أحاول تخطى أن آيلا قامت بشبه عملية قتل، لتأتى إيما بعدها بساعات فحسب وترتكب جريمة قتل كاملة أمام نظرى وبطريقة شنيعة لا حرمة فيها.

استنشقتْ بشكل قوى كأن الهواء عاد إليها بعد انقطاع مرير، أعينها الغائمة باتت أكثر استقرارًا، وما أن وقعت أنظارها فوقى تحررت من أذرع آيلا وعناقها الخلفى بهرولة تحتضنتنى بقوة جعلتني أشعر بإنسحاق أضلعي، بينما دموعها الساخنه تحط فوق كتفى بسخاء، كانت حارقة، متألمه ومؤلمة أيضآ.

لا أذكر أنها بكت شيء بعد أبى، لم أرى دموعها منذ ذاك الحادث، إنهيارها مربك بطريقة تخلق فزع هائل بداخلى، لست معتادة إلا على إيما القوية الشامخة الصلبة لذا رؤيتها هكذا تنخر قلبى بألم شنيع.

غادرنا الزقاق بالجثة الهالكة المحاطة ببركة دماء كبيرة، أكبر حتى من برك الماء المتخلله طريق المدرسة بعد كل سقوط للمطر، تحت قيادة آيلا. دلفنا شارع بائس ضيق ملء بالأتربة والمباني المتهالكه المهجورة، باردًا رغم أننا بمساء صيفي.

زير خزفى مهمل شكتت بإحتواءه على ماء، أغلب الظن أن ثعبان ما يختبأ به من حرارة الصيف ويتخذه مسكن له كل نهار وربما بالمساء أيضآ، هو ما سنقابله.

لم تتراجع آيلا ومدت يدها بجوف الإناء الخزفى وأخرجت يدها تقطر ماء، ابتسمتْ بسعادة وشكرتْ السماء، وشكرتُ -أنا- يد آيلا التى أوجدت بسحرها الماء.

مسحتْ الدماء عن وجهى ورأسي ثم ضمتته بقطعة قماش اجتزتها من طرف ثوبها بعد أن نظفتها بالماء جيدًا، تدعو ألا تنتهى الأمر بندبة على جبينى، تمامًا عكس ما كنت أتمنى، ليتها تترك ندبة غليظة مقززة تنفر الجميع منى.

مع اقتصاص قطعة أخرى من فستانها، بات يصل إلى تحت ركبتيها بقليل مطلقا ساقها للهواء. لم تعلق بها دماء عدا عن يديها التى احتضنت إيما، لذا كان إزالتها يسيرًا.

قوانين آورالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن