تنهدت أيلا للمرة التي يصعب عدها من كثرت تنهداتها لهذا النهار، لا عمل يسرع من مرور الساعات الطويلة المملة التي ترفض ان تمضي وكأن عقارب الساعة هياكل متحجرة ترفض التحرك.
تتأرحج ببطء بين الأزهار حيث مكانها المفضل؛ فاختلاط روائح الزهور برفقة العشب وأشجار البرتقال والخوخ المنتشرة فى الحديقة يعطى مزيج منعش ومريح فى آن واحد.
الراحة حدث دخيل عليها وغير مألوف، كما أنها تشعرها بأن لا قيمة حقيقة لها. أعمال المنزل تنتهي سريعًا وبالكاد تفعل شيء لأن الأجهزة المتطورة تقوم بأغلب الأعمال، ولا تواتيها الجرأة كي تفرغ وقتها بالقراءة فالأمر يتطلب الصعود إلى الطابق الثاني والتطفل على غرفة مكتب جونغ إن.
وبخت إيما عندما علمت بأنها استكشفت الطابق الثاني دون إذن صاحب المنزل، لا تزال متحفظة من جونغ إن ومتخوفة من قرارها بالمكوث لديه.
تنهشها المخاوف والتساؤلات، ولكن لا سبيل إلى التراجع. هو ملجأهم ومئواهم الوحيد الأن وتخشي من علمه بهذه الحقيقة، إن ما تخلى عنهم سيكون هلاكهم حتمي بلا أدني شك.
إنهالت على ذاتها توبيخًا وتأنيبًا من صعودها الجسر والإتيان بأختيها إلى هذا الجحيم، فهنا لا مهرب لهم مهما حاولن إن ما تقلب عليهم الزمان ولكن ما يعزيها أنها لن تموت على أيدي رجال طعنوا بوالدها وأهانوا ذكراه فى حضورها وسط عجز تام منها بالدفاع عنه، لن تسمح بأن تمس أختيها وإن تطلب ذلك قيام حرب على شار.
أعادت تسخين طعام الغداء مرتين، ولم يحضر أي منهم للمنزل بعد. وضعت خوفها جانبًا وببعض الجرأة طلبت من سيري أن تقوم بالاتصال بجونغ إن؛ فنفذت الطلب بعد تأكيده بصوتها الآلي.
" آيلا، أنت بخير؟ ما الخطب؟ أحدث شيء ما؟"
صوت جونغ إن المنفعل بالذعر، جعلها تقطم شفاهها بلوم على اتصالها به.
" أسفة على إخافتك... لم يحدث شيء. فقط أنا... أنا أردت أن...."
صمتت عن حديثها المتقطع بنبرته الأسفة المنخفضة، لا تعلم بما يجب أن تخبره. أ تقول أنها تشعر بالفراغ والوحدة ببقائها بمفردها بهذا المنزل الضخم؟ أم تحدثه عن مخاوفها عن تخليه عنهم علّه يطمأنها ببعض الكلمات؟ أم عن قلقها على اختيها التي لا تعلم عن أمرهم شيء منذ الصباح وتتأكل هلعًا من فكرة حدوث مشكلة مع أي منهن دون تواجدها بجوارهن؟
أنت تقرأ
قوانين آورال
Romansa" حقيقة أن القانون يجسد فى صورة إمرأة معصوبة الأعين، تحمل بيدها سيف، والأخرى ميزان تفسرها كتب القانون؛ أن عصبة العين ليكون القانون أعمي عن المكانة والشخص وأن الجميع سواسية أمامه، والسيف لإحقاق الحق، والميزان نُصفةٌ للعدل والمرأة ترمز إلى رحمة ورقة ا...