إيلي إلينوري:
نهضت إيما تهددني بعدم إتباعها إلى الغرفة، فذهبت إلى المطبخ أستطلع حال آيلا. الصوت من الداخل أعلمنى بأنها تبكى، فإتجهت إلى الحديقة الخارجية. أسمح لها بالبكاء كما تشاء، فما أن أدخل ستكبح دموعها.
أثق أن إيما فى حالة لوم وعتاب شديد لذاتها فمهما زادت حدت الشجار بينهما لم تتطاول على آيلا بالحديث أو تهينها. فتركتها تعنف ذاتها وتجد طريقة لإصلاح ما فعلته، وربما تكون الأن تنفس عن حزنها عن والدينا بالبكاء بمفردها.
الحشائش الندية وضوء الشمس والهواء الرطب، أخرجونى من أفكارى. وركزت أنظارى عليهم، أتفحصهم وأستمتع بهم، أخرج بهم شيء من خنقة الأحداث الجارية.
خلعت الحذاء البالى وتركت أقدامى تتحس رطوبة التربة وتحتك بالعشب يسقط عليها قطرات من الندى العالق فوقه. تبدو حديثة الرى.
تفقدت المكان، فإذا بآرائك ومقاعد ووسائد على بعد من الباب الزحاجى. اتخذت جميعها ألوان الطبيعة بين أخضر يانع وبنى يماثل جذوع الأشجار المنثورة فى المكان. يقع شىء ضخم أسود رفيع مقابل تلك الآرائك، لم اتعرف عليه. فتابعت بحثى.
سرت يمينًا فوجدت حوض سباحة ضخم بماء رقراق نقى، جاوزته فإذ بالمدخل الرئيسي للمنزل يقابلنى عند إنعطافة بشكل جانبى. عدت إلى الآرائك واتخذت الإتجاه الآخر.
كانت هناك أرجوحة تكفى ثلاثة أشخاص وربما أربع بأعمدة خشبية بيضاء، تتوسط حلقات من الأزهار التى يفسد دورانها الطريق المفرغ كى نصل إلى الأرجوحة.
تابعت السير فلم يكن سوى الأشجار والعشب والزهر ثم وصلت إلى الجانب الذي يطل على المدخل الرئيسي مرة أخرى. فعدت أدراجى.
المكان معبأ برائحة الخوخ والبرتقال ممزوجًا برائحة الورود. جلست على حافة المسبح وتأكدت من برودة المياه بيدى من ثم مددت أقدامى به. عدت للإضطراب بين آيلا وإيما والتأرجح بين شخصياتهم مع تأرحج أقدامى تفسد هدوء المياه.
إيما تخبرنى دائما أن البكاء ضعف، والحياة لا ترحم الضعفاء ويجب أن ألا أظهر ضعفى لأحد. واللين يؤدى إلى الإستغلال فيجب أن أبدو قاسية وقوية على الدوام، وإن لم أكن بتلك القوة والشراسة فعل الأقل اتظاهر بأننى كذلك إلى أن يصبح التظاهر حقيقة.
أنت تقرأ
قوانين آورال
Romance" حقيقة أن القانون يجسد فى صورة إمرأة معصوبة الأعين، تحمل بيدها سيف، والأخرى ميزان تفسرها كتب القانون؛ أن عصبة العين ليكون القانون أعمي عن المكانة والشخص وأن الجميع سواسية أمامه، والسيف لإحقاق الحق، والميزان نُصفةٌ للعدل والمرأة ترمز إلى رحمة ورقة ا...