لم تبقي هناك معاناة ألا وتلقيتها منك __ الجزء الثاني

مقدمة

" ألقيت نفسي بداخل حجيم دون ان افكر،
واعرف جيدا انني لن اخرج منه "

تجلس بالغرفة في هدوء تام وفقد تتطلع بالفراغ وكل ما حدث يمر أمام عينيها مرارا وتكرارا دون توقف فلا تتحدث ولا تري ولا تسمع ولا تشعر بشيء فقد تخرج منها أنفاسها بصعوبة كأنها لا تريد الخروج وعيناها تُدمع ولا تستطع البكاء وتخرج الحزن الذي تَكُون داخلها

ظلت على هذه الحالة منذ ما حدث لها منه فلم تكن تتخيل بالمرة ان يفعل بها اي شيء مما فعله، اطلقت تنهيدة عميقة وتبتلع الغصة التي تكونت بحلقها تخنقها بشدة

ظلت متطلعة بالفراغ ولا تبالي للممرضة التي دخلت الغرفة وتحمل صينيه الطعام لتغمض عينيها بتعب واضح
هتفت الممرضة بازدراء وهي تضع صينية الطعام فوق المنضدة أمامها
= الاكل!، لازم تأكلي عشان تاخدي الدوا.

لم يتحرك منها انشا لتظل على حالتها لتجز الممرضة على فكيها مغمغمة بغضب خافضة صوتها
= انتي لازم تأكلي عشان تشربي الدوا بتاعك.. انا مش هقعد اتحايل عليكي كل مرة!.

انحنت الممرضة عبير لتأخذ حبات الدواء وامسكت كوب الماء لتردف بأمر وبجمود
= طالما مش هتأكلي يبقي تشربي الدوا من غير ما تتعبيني.

اغمضت فريدة عينيها بضعف زافره أنفاسها ببطء وهدوء لتجد فجأة الممرضة تمسك بفكها وتحاول ان تجعلها تشرب الدواء رغما عنها لتقوم بدفع يديها عنها ثم نهضت وهي تتطلع بها وتحاول التقاط أنفاسها وعلى وجهها علامات الغضب لتقول عبير بحدة تحذرها
= يا تشربي الدوا بنفسك وبسكات يا هخليكي تشربيه بمعرفتي.

تنفست فريدة بغضب ظاهرا على ملامحها الغاضبة لتهجم الممرضة عليها وتحاول ان تدخل حبات الدواء بفمها وفريدة تتمسك بيديها التي تمسك بفكها وتحاول ابعادها عنها مغلقه فمها بقوة وعندما لم تعرف عبير ادخال الحبوب لتمسك بشعر فريدة بقوة هامسه بفحيح
= انا جيت هنا عشانك، فياريت متتعبنيش.

ركلتها فريدة بإحدي جوانبها لتئن عبير بالم واضعه يدها مكان ما يؤلمها لترفع حاجبها مبتسمة بخبث
= بقا كده!.

حاولت فريدة ان تبتعد من أمامها وتتوجه لحمام الغرفة وتحبس نفسها بداخله ولكن الحقت الممرضة بها ممسكه بشعرها بشدة لتتألم فريدة متمسكه بشعرها وتحاول أبعادها عنها لتدفعها عبير فوق الأرض ثم جلست فوقها محاولة لجعلها تبلع تلك الحبوب وبينما فريدة كانت تمانع بشدة لدخول ذلك السم لجسدها لتنجح عبير بإدخال حبتين لفمها لتسعل فريدة بشدة وتنهض مبعدة الممرضة من فوقها لتظل تسعل بقوة وتحاول اخراج تلك الحبوب من فمها وتستند بيدها فوق المنضدة وتضع يدها الأخرى فوق عنقها تحاول التنفس وحينما اقتربت عبير منها لتعطيها اخر حبتين لتدفعها فريدة بعيدا عنها ليختل توازن الممرضة وتصطدم بصينية الطعام وتسقط فوق الأرض ويتناثر الطعام فوق الارضية