الفصل السابع والعشرين

492 22 7
                                    

" فهل يكن لي مفر من كل هذا الحزن الذي يحاصرني "

انقعد حاجبيه بعدم فهم ليستقل سليم السيارة بينما ينظر إليه وظل قصي واقفا يحاول استيعاب ما سمعه ليخرج من صدمته مبتلعا ريقه حينما رأى فريدة تناظره من داخل السيارة فلا يرد ان تلاحظ شيئا ليبتسم بحنان وهو يلوح بيده لها ويرى السيارة تذهب من امام عينيه وعندما غادرت السيارة المشفي بأكمله ليصدح هاتفه معلنا عن وصول رسالة ليجدها من سليم
رأى الرسالة ليجد محتواها:" انا عارف انك مش هتعرف تعدي يومك بسبب اللي قولته من شويه، فأنا مش هكون في شقتي عشان تبقي عارف مش هرجع البيت الفترة دي وهبقي جمب فريدة ..لو مقدرتش تستني اما ارجع وافهمك انت عارف انا هبقي فين."

اغلق قصي هاتفه متنهدا بضيق شديد لينطلق مغادرا متجها الي منزله شاعرا بكم كبير من الالم من كثرة الاحداث الذي ارهقته وارهقت روحه الذي لم تعتاد على كل هذا الألم

في غضون نصف ساعة..

دخل المنزل ليجد العائلة بأكملها مجتمعه بصالون الفيلا منتظرين مجيئه لينهض غيث متطلعا به بينما اقترب منه قائلا
= لسه سليم مطمني ان فريدة بقت كويسه ورجعت معاهم على البيت.

حرك قصي رأسه بالإيجاب وأراد الصعود للأعلى لهتف غيث بتساؤل عن حالته
= انت كويس؟!.

نظر لهم بأعين مدمعه لتسقط دمعه من عينيه هامسا بألم وظاهرا الانكسار على وجهه بشدة
= انا من يومين خسرت ابني وحالي ما يعلم به الا ربنا، برأيك انا هكون كويس؟! ..بعيش اكبر وجع في حياتي قولي عايزني ابقي كويس!.

ادمعت عيني غيث لتنظر مريم بعيدا باكيه بصمت واضعه اليد الاخري فوق بطنها تشعر بألم بسيط بداخلها لينهض رضوان مقتربا منه محاولا ان يقول شيئا يخفف النيران التي بداخل ابنه فإنه يشعر به
= مقدرش امنعك من انك تعيش حزنك على طفلك، لكن السنين جايه كتير يا قصي تقدروا تعوضوه يا إبني.

اشاح قصي بوجهه بعيدا مزيلا دموعه بانكسار متمتما بهدوء
= ان شاء الله ربنا يعوضني.

شعر بالدوران قليلا ليترنح في مكانه ليسرع غيث و والده بإمساكه لتنهض سهيلة التي انهارت من البكاء على ابنها ليتمكن من توازن نفسه في مكانه وابتلغ غصة بحلقه قائلا بينما يبعدهم عنه بخفه
= انا مش قادر اتكلم، محتاج ارتاح شويه...

اومأ رضوان اليه شاعرا بألم شديد وهو يرى ابنه بهذه الحالة لتصعد سهيلة خلفه وتدخل الغرفة لتجده جالسا فوق الفراش متكأ برأسه على يديه لتسقط دموعها وجعا على حزنه لتقترب منه وتعانقه ليبكي بحضنها متشبثا بذراعيها التي تعانقه بشدة واخذت شهقاته تعلوا لتشعر والدته بكم شديد من النيران يسرى بداخلها حزنا على ابنها ولا تجد اي كلمات تستطيع مواساته بها

لم تبقي هناك معاناة ألا وتلقيتها منك __ الجزء الثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن