رواية "بَراثِنُ الذَّئِابُ"
الجُزء الثاني من رواية "عَلَى ذِمَّة ذِئَبٌ""الفَصْلُ الثَّالِثُ وَالعِشْرِونَ"
"الفَصْلُ قَبِلَ الأَخير"لم تكتمل سعادته، أعتصر قلبه ألمًا، إرتطام عنيف ضرب كيانه فجأة بدون سابق إنذار، للحظة تجمد بمكانه وتغيرت ملامحه، نظراته التي تحولت للظلام تعلقت عليها، في حين كانت "روان" على وشك أن تُجيب على ذلك الرجل الذي تقدم للزواج، ولكن عقد لسانها عن اللفظ حينما وجدت من سرق قلبها يقف أمامها، تخشب جسدها وتصلبت تعابير وجهها حينما رأته بغضبه المشحون يطالعها بنظراته النارية، شعرت بجفاف شديد يجتاح حلقها وبتسارع دقات قلبها، توترت نظراتها من تحديقه العدائي لها، شل تفكيرها مما يمكن أن يفعله بها وبه، رأى ذلك الرجل حالة الخوف التي أنتابتها، فـ التفت برأسه وقد ضيق عينيه بإستغراب، حدق في وجه الأخير متسائلاً بجدية :
_هو في حاجة يا أستاذ؟؟..ثم عاد يسأله بإستغراب أشد حينما وجده ينظر له نظراتٍ غريبة :
_هو حضرتك مين؟؟..رمقه بنظرات لا تبشر بالخير، فالغيرة كالجمرة، وتلك الجمرة تنبض بقوة في يسار صدره، أجاب بنبرة باردة عكس ذلك الإعصار الذي بداخله :
_أنا مين!!.. أنا أبقى خطيب الآنسة إللي إنت جاي تتقدملها.حدق فيه بحدة وهو يقول :
_بس أنا معلوماتي عنها إنها مش مخطوبة.جذبه "طائف" من تلابيبه وهو يقول بهمسٍ مخيف جعل بدن الأخير يرتجف خوفاً منه :
_أُقسم بالله، لو ما مشيت دلوقتي من قُدامي لأدفنك مطرح ما إنت واقف، وإنت مش هتستحمل إللي ممكن أعمله فيك.بلع الرجل ريقه بخوف من هيئته، حرك رأسه إيجابياً وهو ينطق بـ :
_خلاص حاضر، واضح أن معلوماتي كانت ناقصة، بس بعد إذنك ممكن تسبني.رمقه بعينين ظالمتين مخيفتين ثم تركه ببُطء، فأنصرف الأخير بسرعة البرق وهو يعدل هيئته، نظر "طائف" لها نظراتٍ نارية، فبدأت تتراجع للخلف ثم قالت بتلعثم :
_طـ.. طائف، أنا..قاطعهــــا بصوته الحاد :
_مش عايز أسمع صوتك.تجمدت تعابير وجهها وهي محدقة فيه بنظرات متوترة، تابع "طائف" بنبرة صارمة معها لأولُ مرة :
_أنا خلاص مش هستحمل أكتر من كده، صبري نفذ!!..أزدردت "روان" ريقها بتوتر مصدوم، تحرك بؤبؤاها بحركات شبه عصبية، عجزت عن الحديث فأضاف بنبرة شديدة القوة :
_أنا مش هستنى أكتر من كده، مش هستنى إنك تضيعي من إيدي.نظرت له نظراتٍ خائفة وهي تتسائل :
_هتعمل إيه يا طائف؟؟..نظر لها نظراتٍ مُظلمة للغاية أشبه بـ الظلام الدامس وهو يقول بنبرة صارمة لا تخشى :
_هعمل إللي مقدرتش أعمله من زمان.**************
لم يراها في تلك الحالة منذ فترة طويلة، نغزات حادة كانت تضرب قلبه لـ رؤيتها في تلك الحالة، لم تستطع الحديث بل ظلت تبكي بحرقة، وشهقاتها العالية تزداد مع مرور الوقت وكأنها تطلق سراح أوجاعها بداخل أحضانه، في حين ظل "إيهاب" يمسح بيده على ظهرها، وكل عشرة ثوان تمر يُقبل رأسها.
أنت تقرأ
روايه علي ذمة ذئب
Aktuelle Literaturهذه الروايه للكاتبه اميره مدحت أيها القاسي الغادر.. أنني لم أصدق يومًا أني سأعشق.. من أخذني بين يديه في غفلة من الزمن.. فأنا أحبك وأكرهك في نفس الوقت.. ولكن أصبحت أعلم أنني لم أعد أقدر على فراقك.. فلقد أصبح قلبي جريح ويملؤه الحب والعشق بين الريح..