(( الفصل الرابع عشر ))
ظل "إيهاب" بجانبها وهو ينتظر بفارغ الصبر أن تفيق لكي يطمئن عليها، فلقد مرت ساعات وهي ما زالت في تلك الحالة، بدأت "منى" تفوق تدريجياً ولكن شعرت بيد تمسد على شعرها ويد أخرى ممسكة بيدها، لا تعلم لماذا شعرت بذلك الأمان الذي غمرها فجأة؟؟..
أستمعت هي صوت رجولي جذاب ينطق بأسمها، فبدأت بفتح عينيها ولكن سرعان ما أغمضت عينيها عندما هاجمتها تلك الإضاءة القوية، وبدأت تحاول أن تعتاد على تلك الإضاءة لتستمع مره أخرى بذلك الصوت الذي مازال ينطق بأسمها ولكن ذاكرتها كانت ترفض الواقع.
فتحت عينيها وبدأت توزع أبصارها لتعرف هوية ذلك المكان فعلمت أنها في المستشفى، ألتفتت بوجهها لترى "إيهاب" جالس بجانبها وملامحه توحي بالقلق، أخذت تنظر إليه لتغمض عينيها وتنساب عبراتها وشعرت أنها تختنق فوضعت يدها على صدرها وقد أرتفعت شهقات بكائها، نهض "إيهاب" وجلس بجانبها على الفراش، ثم..
- منى، أرجوكي أهدي، أهدي علشان خاطري.
نظرت إليه بنظرات منكسرة وقد علت شهاقتها:
- مش قادرة، مش قادرة والله، قلبي واجعنى أوي، حاسة أن سندي أتكسر، هي السبب الوحيد إللي مخلياني عايشة بعد ما بابا وماما ماتوا، بس هي كمان هتسبني.خانتها ذاكرتها، فقد تذكرت تلك المحادثة الأخيرة وفكرة أنها لا تعلم ما الذي يجب أن تفعله جعلها في حالة عصبية عن طريق البكاء الهيستيري، حتى وصل بها الأمر أن صدرها أصبح يعلو ويهبط من كثره الشهقات وأصبحت أنفاسها غير منتظمة.
أقترب منها "إيهاب" ووضع ذراعه على خصرها ليرفعها قليلاً، ثم أحتضنها بعاطفة قوية، شعر بالذعر وأخذ يصيح مناديًا على الطبيب، وبالفعل بعد لحظات كان دخل، حينما رأها في تلك الحالة، طلب من الممرضة حقنة مهدئة فأحضرتها سريعًا وأعطتها له.
ظل "إيهاب" محتضنها عسى أن تهدأ ولكن شد عليها العناق وأغمض عينيه عندما رأى أن الطبيب يعطيها تلك الحقنة.
شعر بالأسف عليها وظل مغمضاً عينيه ونزلت من عينيه دمعة حارة لكونه يراها في تلك الحالة وخاصهً عندما عادت إلى تلك الحالة المستكينة التي لا حياة فيها.
نظر إليه الطبيب وهتف :
-مستر إيهاب، أنا مش عاوزك تقلق، هي كويسه بس لسه مش قادرة تستوعب، يعني بإختصار دب حالة مؤقتة، بس في سؤال؟؟..نظر إليه "إيهاب" مضيقًا عينيه ليسأله الطبيب بجدية:
- هو حضرتك تقربلها إيه ؟؟.."إيهاب" وهو يعلم جيداً ما سيقوله:
-خطيبها.*******************************
توجه "عز الدين" نحو غرفتها وفتح الباب بدون إستئذان مرة أخرى، ولكن لم يستمع منها أي رد، فقد كانت نائمة على الأرض وأثار دموعها مازالت موجودة.
أنت تقرأ
روايه علي ذمة ذئب
Ficção Geralهذه الروايه للكاتبه اميره مدحت أيها القاسي الغادر.. أنني لم أصدق يومًا أني سأعشق.. من أخذني بين يديه في غفلة من الزمن.. فأنا أحبك وأكرهك في نفس الوقت.. ولكن أصبحت أعلم أنني لم أعد أقدر على فراقك.. فلقد أصبح قلبي جريح ويملؤه الحب والعشق بين الريح..