رواية "بَراثِنُ الذَّئِابُ"
الجُزء الثاني من رواية "عَلَى ذِمَّة ذِئَبٌ""الفَصْلُ الثَّالِثُ"
حدق به بذهول، أتسعت عيناه في صدمة كبيرة واضحة، عبس وجهه بشدة وتشنجت ملامحه بطريقة سيئة، أظلمت عيناه بطريقة قاسية بعد أن أستوعب كلمات أبيه، هب واقفاً ثائراً من مكانه وهو ينطق بـ بصوتٍ عالٍ غاضب :
_نعــــــــم!!!.. نخطفها؟؟.. نخطفها إزاي يعني؟؟..عقد ساعديهِ أمام صدره قبل أن يقول بحزم :
_زي ما سمعت يا طائف.هدر فيه بصوتٍ غاضب :
_وإيه ذنبها؟؟.. إيه ذنب البنت الغلبانة دي؟؟.. عايز تدخلها اللعبة دي!!.. لعبة هي مش أدها وملهاش ذنب أنها تدخلها.صرخ "رأفت" فيه بعصبية :
_إحنا لازم نخسره الصفقة دي، لازم نخسره بأي طريقة أو بأي شكل من الأشكال، عشان النار إللي جوايا تبقى رمـــاد، إنت مش حاسس بـ ده، لأني أنا إللي تعبت عقبال ما عملت إللي أنا كنت محتاجه، وهو جه بسلامته ضيعهم ومش بس كده لأ!!.. ده كان مُتعمد!!.. كان قـــــــاصد!!!..لم يبالي بكلمات والده، حيثُ قال بإصرار :
_أسمع يا بابا، أعمل إللي إنت عاوزه غير أنك تدخل البنت دي اللعبة، لأنها مالهاش ذنب في إللي عملهُ عزّ الدين السيوفي، عن إذنك.أتجه بخطوات سريعة نحو خارج حُجرة مكتب والده، في حين ضغط هو بكُل قوة على شفتيه محاولاً أن ينفث غضبه الذي يعتريه أتجاه نجله، رمقه بغيظ شديد، لا يعلم ماذا سيفعل عندما يموت، من الواضح أنه لن يحقق ما أنجزه في الأعمال الغير مشروعة في السنوات الأخيرة، ألقى بنفسه على المقعد الجلدي وهو يقول :
_واضح يا طائف إنك هتضيع كل المجهود إللي عملته في السنين إللي فاتت، مش عارف إنت طالع لمين؟؟..صمت لدقيقة واحدة قبل أن يقول وعلى وجهه علامات الشر:
_بس أنا بردو هنفذ إللي فدماغي.قالها بشر دفين، ثم أمسك هاتفه المحمول الثمين الذي كان على سطح مكتبه، عبث فيه وهو يضيق عينيه، ضغط على زر الإتصال ثم وضع الهاتف على أذنه، وأنتظر الرد للحظات معدودة حتى أجابه الأخير مرددًا:
_أيوة يا باشا؟؟..هتف "رأفت" بصيغة آمره :
_أسمع.. نفذ إللي أمرتك بيه النهاردة الصُبح، هتنفذ بُكرا بليل بعد ما تخرج من الشركة.إبتسم الأخير مُجيبًا بحماس :
_متقلقش يا باشا، بكرا هتلاقيها عندك.رد عليه بعبوس :
_ماشي، سلام.ثم أغلق الهاتف بدون أن يسمع إلى رده، ألقى هاتفه بإهمال على سطح مكتبه، ثم قال بهمسٍ مليئ بالشر الدفين :
_هنتقم منك يا عزّ يا إبن بدران السيوفي، هنتقم منك عشان تعرف مين هو رأفت الحديدي.************
تحركت "سُعاد" نحوها بخُطوات بطيئة هادئة، كانت عينيها مُنتفخة من أثر البُكاء، وقفت أمامها وهي تسحب نفساً عميقاً لتستطيع التحدث، هتفت بصوتٍ مُتحشرج :
_أيوة يا ياسمين هانم.
أنت تقرأ
روايه علي ذمة ذئب
Ficción Generalهذه الروايه للكاتبه اميره مدحت أيها القاسي الغادر.. أنني لم أصدق يومًا أني سأعشق.. من أخذني بين يديه في غفلة من الزمن.. فأنا أحبك وأكرهك في نفس الوقت.. ولكن أصبحت أعلم أنني لم أعد أقدر على فراقك.. فلقد أصبح قلبي جريح ويملؤه الحب والعشق بين الريح..