(( الفصل العشرون ))

3.4K 58 2
                                    

(( الفصل العشرون ))

كان عز الدين يشعر باختناق جلي وهو يقود السياره مسرعاً نحو منزله ، اخذ يتذكر بعض كلمات قالتها عندما كانت تصرخ به ..
( انت اللى عاوز منى ايه ؟ انا عمرى اذيتك ولا عملتلك حاجه ، انا مشوفتكش غير مره واحده ) ( انا منكرش انى حاسه الاحساس ده ، بس والله ماعرف هو ليه بيعاملنى كده ) ( حرام عليك بجد ، ليه بتعمل فيا كده ؟! )

ظل عقله متقداً طوال ما تبقى له من طريق حتى وصل إلى بنايته ، وصف السياره امام المدخل واتجه سريعاً نحو المصعد ولم تمر ثوانى معدوده حتى توقف المصعد فخرج منه راكضاً فى اتجاه منزله واضعاً المفتاح فى قفله الخاص ، وما ان فتح الباب حتى استمعوإلى صوت تهشم زجاج المرآه محدثاً دوياً مفزعاً وسمعها تصرخ ، ليشعر بخوف ، فتحرك مسرعاً نحو غرفتها لتتسع حدقتاه عندما رأها تصرخ وتبكى بصوره هيسيتريه وهو تكسر اى شئ يقابلها فى تلك الحاله ، ارتسمت علامات الذعر على وجهه حينما رأها فى تلك الحاله المقلقه ، هتف بها بصراخٍ مرتفع :
_ياسميــــــن

نظرت له باعين حمراء وهتفت بصراخ :
_ابعد عنى ، اوعى تقرب ، لان اقسم بالله لو انت قربت منى لاهموت نفسى !!

عز مبتلعاً ريقه بصعوبه :
_اهدى ، اهدى يا ياسمين ، وصدقينى انا مش هعملك حاجه !

ياسمين صارخه باهتياج :
_ متقربش وسبنى، سبنى فى حالى بقاا
جحظت عينى عز الدين عندما وجد يداها ملطخه بالدماء فاقترب منها مسرعاً وامسك برسغها ليرى انه قد بدأةينزف الدماء بسبب قوه الكسر والتهشم التى فعلتها ، فهتف بفزع وهو ينظر إليها :
_ايه اللى انتى عملتيه ده يا مجنونه !!

ياسمين بصراخ : مخنوقه ، مخنوقه فقولت اكسر كل اللى قدامى ، مخنوقه منك ومن قرفك ، سبنى بقا، ايه ده انت هتعمل ايه !! لألألأ اوعى !!

لم يدعها تكمل حديثها فلقد انحنى فجأه بجذعه قليلاً ليضع ذراعه اسفل ركبتيها ليحملها عنوه فأخذت تصيح فيه غضباً وقد احمر وجهها من شده البكاء والغضب :
_نزلنى ، نزلنى بقاا ، ايه مبتسمعش ؟!

لم يستمع إليها فقد كمم فمها والصق رأسها بصدره فانتفضت بجسدها راكله بساقيها فى الهواء ، اكمل طريقه مسرعاً وخرج من المنزل وتوجه نحو المصعد وفتحه بصعوبه ودخل ليضغط على زره !!

بعد فتره كان عز الدين يركب السياره بعد ان ادخل ياسمين بقوه ، وضغط على دواسه البنزين بقوه لتنطلق السياره نحو احدى المستشفيات !!

********************
كان إيهاب واقفاٌ خارج الغرفه التى ترقد فيها منى ويبدوا عليه انه ينتظر احد ، وما هى إلا دقائق معدوده حتى سمع صوت باب الغرفه ينفتح فرأها تخرج وقد ابدلت ثياب المشفى بثياب اخرى كان قد احضرها إيهاب لها !!

_ايه القمر ده ، انا طلع زوقى حلو اوى !
منى بمكر : زوق ! وقصدك ايه فى الكلمه دى ؟!
إيهاب بخبث : اللبس !
منى وكأنها قرأت خبثه : امم طب كويس !
إيهاب : طب يالا علشان نخرج من المستشفى !
منى : انا عموماً جاهزه !
إيهاب : طب يالا بينا
منى : يالا !
وبالفعل خرج إيهاب ومنى من المشفى ، وتوجهوا نحو السياره ليركب إيهاب ومنى فتنطلق السياره بعد ان اضغط صاحبها دواسه البنزين بقوه !!

منى : إيهاب ، فى سؤال شاغلنى ! ليه مودتنيش المستشفى اللى بشتغل فيها وودتنى مستشفى تانيه؟!

إيهاب بجديه بعد ان اخذ نفساً عميق :
_لانى مكنتش عايز حد ياخد باله من علاقتى معاكى ، يقولوا ده مين ده وهو ليه قاعد معاها ، يعنى باختصار كلام الناس هناك مش هيخلص وزى ما انتى عندك صحاب هناك فاكيد عندك عندك اعداء بردو ولا ايه ؟!

منى باعجاب : عندك حق ، انت كبرت اوى فنظرى على فكره !
إيهاب بابتسامه : يارب دايماً
منى : احنا رايحين فين دلوقتى !؟
إيهاب : رايحين شركه بدران السيوفى !

بعد دقائق .. وصل إيهاب ومنى إلى الشركه بدران السيوفى ! وخرجوا من السياره متجهين نحو داخل مقر الشركه !
_إيهاب
هتفت بها من بعد ان توقفت فجأه فنظر إليها متسائلاً :
_فى ايه ؟
منى وهى تضع يداها على صدرها :
_مش عارفه ليه قلبى مقبوض !
إيهاب بقلق : منى ، ارجوكى انا مش ناقص قلق ، تعالى يالا عشان نروح بدران بيه ونبلغه ونعرف هو هيعمل ايه ؟؛
منى بقلق : م ..ماشى !

وبالفعل تحركوا مجدداً حتى وصلوا اخيراً إلى مكتب السكرتيره ، فهتف إيهاب بجديه :
_بدران بيه جوه ؟!
_لأ يا فندم ، بدران بيه سافر !
إيهاب بصدمه : ايــــــه!!
منى بصدمه: مش ممكن، مش ممكن اللى بيحصل ده !
إيهاب : هو بدران بيه سافر من امتى !؟
_النهارده من ساعه ونص كده !
إيهاب بخيبه امل : ماشى ، شكراً !

بعد انتهاء من كلمته تحركوا نحو خارج الشركه وهم يشعرون بخيبه أمل وبعد ان خرجوا من الشركه توجهوا نحو السياره ليركبوا ، ثم ...
منى : هنعمل ايه يا إيهاب دلوقتى ؟!
إيهاب : مش عارف ، مش عارف يا منى !

*******************
انطلق عز الدين بسيارنه نحو احدى المستشفيلت مسرعاً ، امّا ياسمين فبرغم من انها تشعر بالالام قويه فى يديها إلا ان نفسيتها اصبحت تحت الصفر ، ولكن اخذت تفكر كيف تهرب منه ومن عالمه القاسى !

بعد دقائق توقفت السياره فجأه ، فرفعت رأسها عفوياً لترى انه توقع عند إشاره ما مترقباً تحول إضاءتها باللون الاخضر ، فنظرت ياسمين للطريق العكسى فوجدت ان الإشاره بلون الاخضر ، فبدون تفكير خرجت من السياره مسرعه لتركض نحو الطريق العكسى !!

شخصت انظار عز الدين مصدوماً وهو يحاول الاستيعاب الامر ، ففتح باب سيارته وترك محركها دائراً ، وركض مسرعاً خلفها ،وفجأه وجد هناك سياره وعلى وشك ان تصطدمها ، فهتف بذعر :
_ياسمين خلى بالك !!

لم تستمع إليه بل كان شاغلها هو ان تهرب، ولكن لم تنتبه انها عبرت الرصيف الذى يقع فى المنتصف ما بين الطريقين فبتالى اصبحت لان اصبحت فى الطريق العكسي ! فلم تنتبه من تلك السياره القادمه حيث اصطدم سائقها بدون قصد بحده بها ، فطرحتها ارضاً كرد فعل طبيعى للارتطام !!

ارتطم جسد ياسمين على الارض بعنف وبدأت تنزف الدماء من جميع جسدها !

حاول استيعاب الامر ولكن لم يستطع ، توسعت عيناه ولاول مره يشعر وبخوف والذعر فى آن واحد ليهتف بصوت جهورى ممزوج بالذعر والهلع :
_ياسميــــــــن !! لأااااااا

( انتهاء الفصل العشرون )

روايه علي ذمة ذئبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن