(( الفصل الثالث عشر ))

3.7K 53 2
                                    

(( الفصل الثالث عشر ))

حاوطها "إيهاب" من خصرها وقد شعر بالذعر لكونها مستكينة وفي تلك الحالة، فبدون تفكير أنحنى بجسده ثم وضع ذراعه أسفل ركبتيها وحملها بين زراعيه واتجه نحو الاريكة ووضعها بحذر، ثم أتجه مسرعًا نحو الباب وفتحه ليهتف بصوت جهوري:
-روان، هاتيلي مايه بسرعة

ردت عليه "روان" بقلق بسبب تلك النبرة:
- حاضر يا فندم.

نهضت "روان" من مكانها مسرعة لكي تحضر الماء وهي تشعر ببعض من القلق من هيئة "إيهاب"، فقد كانت ملامحه متهجمة، أما هو فظل واقفًا منتظر أن تحضر ما طلبه وكان قد أغلق الباب لأنه لا يريد أن يراها أحد بتلك الحالة.

وبعد لحظات أتت "روان" وهي تحمل كوباً من الماء وأعطته له، فـ أخذه منها دون أن ينطق بحرف واحداً وأمسك بمقبض الباب وكاد أن يديره ولكن توقف عندما سمعها تهتف له بتساؤل وفضول:
- هو في إيه يا مستر إيهاب؟؟..

التفت إليها "إيهاب" وهتف بصوت جهوري:
-ملكيش دعوة، ومش عايز حد يدخل مكتبي، حتى إنتي، مفهوم؟؟..

أومأت "روان" برأسها وعادت مسرعة نحو مكتبها وهي تقول بخفوت:
- فعلاً، أنا ليه بسأل؟؟.. طول عمري جايبه لنفسي الكلام.

ثم وجهت بصرها نحوه لترى أنه دخل وقد صفق الباب بقوة، أتجه مسرعًا نحو "منى" وبدأ يحاول إفاقتها عن طريق رش قطرات صغيرة على وجهها ولكن لم ينجح الأمر، فترك الكوب على الأرض وبدأ يحاول إفاقتها بطريقة أخرى، فقد بدأ يضرب وجنتيها بخفة وهو يهتف بأسمها ولكن لم ينجح الأمر.

وعندما وجد طرقه لم تنجح قط، قرر أن يأخذها ويتجه بها نحو أحدى المستشفيات، فحملها بين ذراعيه مجدداً واتجه نحو الباب وفتحه ليخرج مسرعاً تحت أنظار الموظفين والموظفات المندهشة والمتسائلة.
****************

- في شقة "عز الدين".

كانت "ياسمين" قد أنتهت من أعمال الفطار وبدأت تحمل الأطباق وهي تشعر بتعب، أتجهت نحو المائدة لتبدأ بوضع الأطباق ولكن دخل عليها "عز الدين" فشعرت ببعض من القلق ولكنها وضعت القناع البرود، ولكن وقع ذلك القناع سريعاً عندما وجدته يقترب وقد وقف أمامها ليهتف بابتسامة جانبية:
- براڤو عليكي، طلعتي شاطرة في الطبيخ، أنا كنت متوقع إنك مبتعرفيش.

"ياسمين" وهي تحاول أن تأخذ نفساً عميق:
- طب ممكن بقا تسبنى أدخل الأوضة أرتاح شوية.

-ههههههههه، لا بجد ضحكتيني.

هتف بتلك الكلمات بسخرية لتشعر بالغيظ، هتف مجدداً ولكن بلهجة تحمل بعض من القسوة:
- إنتي فاكرة نفسك فين؟ إنتي مش ضيفة، إنتي هنا خدامة، خدامة بتشتغل عندي.

بعد أخر كلمة تفوه بها باتت ملامحها غاضبة بشدة وأردفت قائلة:
-أنا ممكن أبقى خدامة عند أي حد لكن أستحالة أكون خدامة عند واحد حيوان وحقير زيك.

وقبل أن تدرك ما قالته وما سيفعله معها كان يجذبها من شعرها، فأنطلقت منها صرخة ألم ولكن كان ينظر لها ببرود يثير الاستفزاز.

شعرت بأن بعض من شعرها قد خرج من مكانه فأردفت بغضب و ألم:
-آآآآآآه أنت إيه؟؟.. حيوان على هيئة إنسان.

رفع "عز الدين" يده عالياً فـ الهواء وهوا بها على وجنة "ياسمين" ليصفعها بقسوة شديدة جعلتها تصرخ أكثر.

لم تستطع "ياسمين" أن تتحمل تلك الآلام الذي تشعر بها فأخذت تسبه وهي تصرخ بـ:
-آآآآآآه، حرام عليك بجد، أنت أكيد مش بني آدم، أنت حيوان.

لم يرد عليها "عز الدين" بل ظل جاذبها من شعرها وخرج من المطبخ وهي تشعر بألم رهيب فـ رأسها ووجنتها بسبب تلك الصفعة ولكن أنكمشت فجأة وأرتعدت أوصالها عندما وجدته يدخل إحدى الغرف.

"عز الدين" بوعيد:
-بقى أنا حيوان، تحبي أوريكي الحيوان ممكن يعمل إيه؟؟..

"ياسمين" بفز :
-لألألألألألأ.

" عز الدين" بغضب وبصوت جهوري أفزعها أكثر:
- ولما هو لأ، بطولي لسانك ليه؟؟..

"ياسمين" ببكاء :
-سبني، سبني فحالي بقا.

"عز" بلهجه غريبة:
-مش بالساهل إني أسيبك من غير ما أصفي كل القديم والجديد معاكي.

وفجأة وقد أظلمت عينيه وهتف:
-بس خدي بالك لو أنتي طولتي لسانك تاني هيبقى في عقاب، وعقاب وحش جداً جداً، فاهمة؟؟..

أردف بآخر كلمة وهو يدفعها بقسوة ثم خرج من الغرفة ليتجه ناحية المطبخ.

******************

شعرت هي بذهابه إلى المطبخ فأغمضت عينيها بألم ووقعت جالسة على الأرض، أنفجرت في نوبة بكاء.

******************

- خير يا دكتور؟؟.. أرجوك طمني.

هتف بها "إيهاب" لطبيب الذي تولى فحص "منى" فـ أجابه الأخير وهو يحاول أن يبث الطمأنينة بداخله:
- متقلقش يا أستاذ إيهاب، هي جالها أنهيار عصبي حاد، وأنا أدتلها حقنة مهدئة وهي إن شاء الله هتفوق على بليل.

- طب هو أنا أقدر أدخل أشوفها؟؟..

- آه طبعًا يا إيهاب بيه.. أتفضل.

وبالفعل توجه "إيهاب" نحو الغرفة التي ترقد فيها "منى"، فتح الباب ليدخل بهدوء ثم جلس على المقعد الذي بجوار الفراش، وأمسك بكف يدها ويده الأخرى بدأت تمسد على شعرها برفق، لا يعلم لماذا يشعر بأن قلبه يؤلمه لكونه يراها في تلك الحالة؟.. تنهد تنهيدة حارة وهو مازال يمسد على شعرها وهتف قائلاً :
-ومن غير سابق إنذار وقعت في حبك يا منى.

*****

((أنتهاء الفصل الثالث عشر ))

روايه علي ذمة ذئبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن