البارت السادس ♥️

9 1 0
                                    

روايه القرار المتهور
البارت السادس
قامت ندي من مقعدها بهدوء، ثم نظرت إلي الاعلي؛ حتي لا تسقط دموعها عنوة عنها، ثم هتفت
" لا تستطيع الرد علي، إذن".
نظر لها مازن باستغراب وصدمه، فهو لن يتخيل أن تعرف ندي حقيقته بهذه السرعه، ثم أردف
"ندي، فقط اجلسي، سوف نتحدث فحسب".
نظرت له ندي بحزن ودموع ترقرق في عيونها وتهدد بالهبوط، قائله
"لا استطيع مازن، لا استطيع ان اراك مع فتاه غيري، انا، انا سوف ارحل عن هذه البلاد ولن اعود مجدداً".
نظر لها مازن بصدمه، ثم قام من مقعده بحزن، لا يعلم ما مصدره، فهو لا يحب ندي كحب الزوج للزوجه؛ ولكنه يحبها كشقيقته ويشفق عليها ايضاً من حزنها هذا، ثم أجاب
"ندي، انا لا استطيع رويه حزنك هذا، فانتِ شقيقتي، ولا اتحمل ذلك".
هتفت ندي بغضب كبير، قائله
" انا لست شقيقتك، انا ليس والدي يحيي ووالداتي دعاء تفهم الأمر، مازن".
اقترب منها مازن محاولاً تهدئتها، قائلا بحزن
"ندي، لا تصرخي هكذا ارجوكِ".
ابتعدت عنه ندي بحزن، ثم نظرت داخل عيونه بهدوء، قائله
"ابتعد مازن، ارحل من هنا فوراً، اذهب لكي تتزوج من حبيبتك التي ترغب بها، انا لا اريدك، لا اريدك".
نظر لها مازن مطولاً، وهو لا يدري أن يذهب ويرحل الي حبيبته الذي لا يستطيع أن يتزوج منها بعد لانه لا يتحمل أن يدفع لها مهراً ومستلزمات الزواج كثيره، لا يستطيع تحملها بمفرده، ثم هتف
"ندي، اهدائي قليلاً انا لن اجبر علي الزواج منكِ ابدا، انا اختارتكِ بكل إرادتي ولا احد يستطيع أن يرغمني علي الزواج منكِ ابدا، حسناً ذلك الحديث، أنتِ تسمعين مني هذا الحديث ايضاً، لا استطيع الإجبار علي اي شيئاً في حياتي، علمتي".
نظرت له ندي بحيره، فهي رأته علي صدر تلك الفتاه ويتحدث معها باريحيه كبيره ويحاول أن يقص لها كل تفاصيل يومه وايضاً استمعت الي تصريحه الواضح للغايه أنه يحبها بشده، ما هذه الحيره، ثم اردفت
"مازن، انا لا اصدقك ابداً، لا تحاول شرح المزيد لأنني لا استمع اليك من الأساس، لا تتعب نفسك كثيراً بلا جدوي مني، حسناً".
نظر لها مازن بضيق، ثم أعاد خصلات شعره بضيق وغضب كبير للغايه، ثم هتف
"لا استطيع فهمكِ حقاً، ماذا تريدين ندي، أنتِ من أخبرتي والداي أن اتي الي هنا؛ حتي اخبركِ أنني لست مجبوراً علي الزواج منكِ ما الأمر إذن".
أدارت ندي وجهها عنه بشموخ انثي، قائله
" لقد انتهي الحديث بيننا مازن، لا اريد التحدث بالمزيد، لا تتعب نفسك من اجلي، اذهب الي حبيبتك وقوم بالزواج منها، لا استطيع الزواج من رجلاً مرغوماً علي للزواج".
هنا انفجر مازن من الغضب، فقد تحمل كثيراً عنادها وكبريائها، مع أنه يدرك كثيراً أنها تحبه بشده ولا تستطيع أن تعيش بدونه؛ لقد لاحظ ذلك كثيراً لا يريد أن تبقي هكذا، يشعر بالغرور والكبرياء في نبره صوتها مع أنه يعلم جيداً أنها تتمني قربه باسرع وقتاً، ثم أجاب
"ندي، افعلي ما شئتي، أنني قد مللت من هذا الحديث، لقد قولت لكِ أنني لن اجبر علي الزواج منكِ بتاتاً".
نظرت له ندي بحزن، ثم هتفت بتساؤل وهي تتمعن النظر في عيونه لتكتشف الاجابه الصحيحه لاجابتها، قائله
"هل تحب فتاه اخري".
نظر لها مازن باستغراب، قائلا
" ماذا تقصدين بفتاه اخري، ومن هي الفتاه الاول ليكن هناك فتاه اخري".
قالها مازن بمنتهي السلاسه والوضوح ولم يشعر بما سببه من الم لقلب هذه الفتاه الضعيفه، ثم اردفت
"حسناً مازن، اغرب عن وجهي الان، لا اريد رؤيتك مجدداً ولا اريد أيضاً أن تقل لي اي شيئاً".
نظر لها مازن بقله حيله وملل، ثم غادر القصر بدون أن يتفوه باي كلمه اخري، وذهب الي سيارته وهو يفكر في حديث حبيبته فاطمه وحديث ندي الذي أدخل علي قلبه القلق، إذا أخبرت ندي شقيقته اروي سوف تخبر اروي الجميع لا محاله، وسوف ينكشف أمره ولن يستطيع الزواج من فاطمه وتحقيق ما تريده، بينما ندي أسرعت الي غرفتها وهي تبكي بحسره وقوة لا مثيل لها ابداً، ثم دلفت إليها امل بابتسامه سعيده وتعتقد أن الأمور قد حُلت بين مازن وندي وسوف تقوم الخطبه عن قريب، ثم نظرت إلي ندي التي كانت تنام علي الفراش بحسره وبكاء مرير باستغراب شديد، ثم اقتربت منها بحنان، قائله
" ندي، ما بكِ ابنتي"؟!
نظرت لها ندي بدموع وعيون متورمه اثر بكائها طويلاً، ثم عانقتها بقوة، قائله
"امي، انا متعبه بشده امي، لا اجد من يشعر بما في داخلي ابدا، واشعر وكأن روحي ترحل مني بلا راجعه امي، ماذا افعل في هذا العذاب امي، ماذا افعل لهذا الالم".
بادلتها امل العناق بقوة، وهي تشعر بالحزن علي ابنتها بشده، ثم هتفت بتساؤل
"ماذا حدث ابنتي"؟!
نظرت لها ندي بعيون مغلقه من كثره البكاء، ثم هتفت
"ما حدث شيئاً امي، ولكنني لا اريد ان اتزوج من مازن، ارجوكِ امي تفهمي امري قليلاً".
نظرت لها امل بحزن، فهي ابنتها الوحيده ولا تستطيع أن تري حزنها وتصمت هكذا، ثم هتفت بحنان
"انني اسفه ابنتي، لا استطيع ان اراكي هكذا واصمت؛ ولكنني كنت اري انكِ تحبين مازن وتريدين الزواج منه باسرع الطرق، ولكن الآن أن لا استطيع اجباركِ علي اي شئ ابنتي، لا تقلقي، لن تتزوجي من مازن طالما انني علي قيد الحياه، غير ارداتكِ فقط".
نظرت لها ندي بارتياح، فهي تعلم أن والداتها ذو قلباً طيب وتمتلك العديد من الصفات الحسنه التي لا تستطيع أن تنكرها، بالاضافه الي أنها تحبها بشده، لا يمكنها أن تجبرها علي اي شيئاً في حياتها، ثم احتضنتها ندي بحزن دموع قد جفت علي وجنتيها، ثم هتفت
" انا احبكِ كثيراً امي ".
نظرت لها امل بابتسامه وحزن، ثم هتفت
"وانا ايضاً حبيبتي، انا لا استطيع ان اراكي حزينه أبداً، أنتِ الحياه بالنسبه لي، أنتِ النفس الذي اتنفسه كي اعيش في هذه الحياه التي لا تعطي لنا ما نريده، دائما علينا أن نحزن كثيراً ونتعب أيضاً؛ لكي نصل الي ما نريده".
نظرت لها ندي بابتسامه، ثم غفت في احضان والداتها، كعادتها عندما تحزن، تلجأ الي احضان والداتها وترتمي بها وتذهب كل أحزانها واوجاعها داخل أحضان والداتها، ثم ذهبت امل الي غرفتها بعد وقت ليس بقليل، حتي تقوم ندي بالنوم علي اتساع الفراش، ثم دلفت امل الي غرفتها بحزن شديد علي حزن ابنتها الوحيده، فهي تريد أن تبقي ابنتها سعيده الي الأبد؛ ولكن لا يجد من يقع تحت يديها لتقوم بفعله لتصبح ابنتها بخير دائما، ولا تشعر بالحزن ابدا، ثم تمددت علي فراشها بحزن وهي تفكر في انقلاب راي ندي في مازن بهذه السرعه، فقد شعرت بنفور ندي منه بشده اليوم.
في قصر عائله مازن
لم يعد مازن الي الان، ولا احد يعلم الي اين ذهب في ذلك الوقت، وجلست دعاء واروي في بهو القصر ينتظرون عوده مازن الي الخارج؛ ولكن اروي كانت مشغوله البال بحبيبها كريم وتلعن غبائها عن عدم اخذ رقم هاتفه منه؛ حتي تطمئن علي والداته، ثم قامت من مقعدها بضيق؛ حتي شعرت بها دعاء، قائله بتساؤل
" اروي، ما بكِ، حبيبتي بيدو انكِ تقلقين علي اخيكِ مازن مثلي وأكثر". 
نظرت لها اروي بضيق، فهي لا تفكر في مازن وغبائه في رفض عروس مثل ندي للزواج بها، لماذا يرفض فتاه مثل ندي، لو تصدق هذا الحديث ابدا، ثم اردفت بتوتر
"امي، انا أيضاً اقلق بشأن مازن؛ ولكن ليس بكثير لأنني اعلم جيداً أنه عندما يحزن أو يتضايق يحتاج أن يجلس بمفرده لوقت ليس بقليل، إذن لا تقلقي ابدا، سوف يعود قريباً".
نظرت لها دعاء بضيق، فمن الواضح علي حديثها أنها لا تقلق علي شقيقها، إذن علي من تقلق تلك الفتاه، ثم اردفت
"إذا أنتِ لا تقلقين بشأن اخيكِ، هيا اذهبي الي غرفتك كي تخلدي الي النوم، لقد تاخر الوقت وانتِ تذهبين الي الشركه صباحاً".
نظرت لها اروي بضيق، قائله بحزن
" أتمني أن أخذ اجازة الي الأبد من العمل امي، أنني تعبت اليوم في العمل كثيراً، ما هذه المسؤليه امي".
نظرت لها دعاء بحنان ممزوج بالقلق علي شقيقها مازن وتاخره عن العوده الي المنزل، قائله
"ابنتي لا تقولين ذلك، انكِ تدرين عمل والدك أيضاً افضل من أن يجلب فتاه اخري للعمل معه إذن، وتقوم بسرقه أمواله".
هزت اروي رأسها بنفي وملل، فقد تستمع الي هذا الحديث للمره التي لا تعلم عددها من كثرتها بشده، ثم هتفت
" امي، انا اعلم ذلك، لا داعي لهذا الحديث إذن".
اؤمت لها دعاء بابتسامه، ثم اردفت
" حسناً ابنتي".
ثم نظرت إلي بهو القصر، ووجدت مازن يدلف الي القصر ويبدو عليه الحزن الشديد، ثم اسرعت إليه، قائله بقلق
" ابني، ما هذا، لماذا يبدو عليك الحزن الشديد، أخبرني إذن".
نظر لها مازن بضيق، قائلا
" امي، انا اريد النوم، لا اريد ان اتحدث باي شيئاً في الحال".
اؤمت له دعاء بحزن، ثم اسرع مازن الي غرفته وارتمي علي الفراش بتعب شديد وإهمال أيضاً، بينما اروي ذهبت الي غرفتها وظلت واقفه أمام شرفه غرفتها لساعات طويله، تحاكي النجوم والقمر، ثم هتفت بحزن
"ماذا افعل الان؛ لكي اطمئن عليك كريم، ماذا افعل ياربي، اللعنه علي غبائي هذا، ثم دلفت الي غرفتها مجدداً، وظلت تنظر إلي الحائط بشرود؛ حتي غفت هي الأخري مكانها بتعب".
واستيقظت بعد مده ليست بقليله وهي تستمع الي صوت سياره والداها التي يقوم كريم بقيادتها، ثم نظرت من الشرفه بسرعه فائقه، ووجدت كريم ينظف السياره لكي ينطلق بها في أمرا ما، ثم ارتدت ملابسها علي عجله، واسرعت إليه، ثم وقفت أمامه وهي تلهث بقوة من سرعتها؛ حتي عقد كريم جبينه باستغراب، قائلا
" ما بكِ، انسه اروي، هل هناك شيئاً ضرورياً".
نظرت له اروي بضيق، قائله
"انا لا اريد ان تلقبني باسم انسه اروي، انا اروي فقط، تفهم الأمر إذن".
هز كريم رأسه نافياً، ثم اردف
"لا استطيع انسه اروي؛ حتي لا أنسي الفرق بيننا دائما".
اقتربت منه اروي بغضب، قائله
" لا يوجد فرق بيننا، تفهم الأمر كريم".
نظر لها كريم بضيق مصطنع، قائلا
"هناك الكثير من الفروق بيننا انسه اروي، ولا داعي لذكرها الان، فقط أخبريني بماذا كنتِ تريدين".
نظرت له اروي بحزن، شعر به كريم بشده؛ ولكنه لا يستطيع أن يفعل لها أي شيئاً فهي تُصعب الحياه عليها وعليه بشده، لا يستطيع أن ينسي ملامحها البريئه التي لا توحي الا بالحنان والود الذي لا يستطيع أن يراه سوي بها، بها هي فقط، ثم هتفت
" انا فقط، كنت اود الاطمئنان علي والداتك، هل أصبحت بخير"؟!
اؤما لها كريم بابتسامه وحب، لاول مره لا يستطيع اخفائه عنها، فهي شعرت بذلك الحب في عيونه؛ ولكن لما لم يقول ويعترف بحبه لها، لما يعذب قلبها وقلبه في وجع الهوي، ثم أردف
"أنها أصبحت بخير، فقط اطمئني انسه اروي".
اقتربت منه اروي بضيق، قائله
" لا اريد هذا اللقب مجدداً، فقط اروي، تفهمني".
نظر لها كريم بابتسامه، سرعان من تحولت إلي ضحكه رجوليه عاليه أثرت قلب تلك الضعيفه، قائله
"يا لهو من عجب، الكثير من البشر يريد أن يحترموا من قبل الآخرين ولا يريد أن يسمع اسمه مجرداً من الألقاب، بينما انتِ لا تريدين ذلك، يا لهو من عجب حقاً".
نظرت له اروي بابتسامه عاذبه، فقد اثرتها تلك الابتسامه الجميله الضحكه الرجوليه الرنانه أيضاً، ثم هتفت
"يا محلي ضحكاتك كريم".
نظر لها كريم باستغراب من مغازلتها له علي الملاء كهذا، ثم هتف باحراج
"الله يسلمكِ اروي".
نظرت له اروي بسعاده، فقط قال اسمها بدون القاب، يا لهو من أمراً مفرحاً للغايه، فالسعاده لا تتحملها الان، ثم هتفت
" يا محلي اسمي بدون القاب".
نظر لها كريم بابتسامه وحب، لا يستطيع أن يبتعد عن هذه الفتاه التي أثرت قلبه، لا يستطيع أن يري فتاه اخري زوجته وأم لأطفاله غيرها، فهي تمتلك الكثير من الصفات الجميله وخاصه الحنان وعدم التكبر عن العاملين لديهم، ثم شرد طويلاً في ملامحها الجذابه له؛ ولكن الحياه لا تعطي الكثير وتأخذ أيضاً.
بينما في غرفه مازن
استفاق مازن علي طرق والداته علي الباب، ثم أذن لها بالدخول، ثم دلفت إليه وجلست علي الفراش بهدوء، قائله بتساؤل
" ماذا حدث ليله امس"؟!
نظر لها مازن بنعاس، قائلا
" أهذا وقتاً للحديث امي، اريد النوم الان".
نظرت له دعاء بغضب، ثم أزالت الغطاء عنه، قائله بصرامه
"انظري الي ايها الفتي المدلل".
نظر لها مازن باستغراب، منذ متي تغضب عليها والداته هكذا، ثم هتف
" ما الأمر امي، انا معكِ".
نظرت له دعاء بهدوء مجدداً، قائله بتكرار لسوالها:
" ماذا حدث ليله امس"؟!
عقد مازن جبينه باستغراب، ثم أجاب
" اتقصدين عند ندي في القصر، عندما ذهبت اليها في الامس".
اؤمت له دعاء بابتسامه، قائله
" نعم، أخبريني هيا، ماذا حدث هناك"؟
قام مازن من الفراش وجلس عليه بهدوء، ثم قص عليها ما حدث هناك بالتفاصيل فيما عدا تصريح ندي بأنه يحب فتاه غيرها، ثم هتفت دعاء باستغراب
" لماذا فعلت ذلك ندي"؟!
هز مازن كتفيه بعدم معرفه، ثم هتف
" لا اعلم امي، أنها تبدو مريضه".
عقدت دعاء جبينها باستغراب، قائله
" مريضه، ماذا تعني بهذا الحديث ابني"؟
هز مازن رأسه نافياً، ثم هتف
"امي أنها بخير، انا لا اريد الزواج منها وهي ايضاً كذلك".
نظرت له دعاء بضيق، قائله
"لماذا"؟!
أجاب مازن بشجاعه، قائله بقوة
"انني احب فتاه اخري".
نظرت له دعاء بصدمه من ما يتفوه به؟!!

القرار المتهور (الجزء الأول) بقلم آيه خطاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن