روايه القرار المتهور
البارت الخامس عشر
أفاقت ندي من صدمتها علي صوت أقدامه وهو يرحل من القصر، ثم أجابت بقوة، قائله
"مازن لن أخبر أحداً عن ما كان بيننا، اتمني لك السعاده مع تلك الفتاه".
أعاد مازن بانظاره إليها، ثم أجاب بابتسامه حزينه، قائلا
" علي الرحب ندي، وأنتِ أيضاً اتمني لك السعاده مع رجلاً غيري".
نظرت له ندي بقهره، ثم أسرعت الي غرفتها وهي لا تدري ماذا تفعل الان بعد طلقها من زوجها بعد يومين فقط من عقد القران، بماذا سوف يتحدث الناس حتماً سوف يشككون بأخلاقها لا محاله من ذلك؛ ولكن لديها الرب سيقف بجانبها أمام كل هذه الصعاب وايضاً أمام الم قلبها علي المدعو زوجها الذي لا يستحق الحب ابداً.
في منزل ليس بكبير للغايه؛ ولكنه انيق وجميل الي حداً ما، كانت فاطمه تجلس علي الاريكه وتتحدث بصوت مسموع، قائله
"يمكنني الزواج بك الآن، لا تقل هذا انا احبك".
أجاب الشخص بابتسامه وحب، قائلا
"وانا اُتيم بعشقكِ حبيبتي".
تمددت فاطمه علي الاريكه أكثر، ثم أجابت
"حبيبي، الله يديمك لي؛ ولكنني اود مبلغ من المال كبير".
عقد الشخص جبينه باستغراب، قائلا
"لماذا، يكفي اننا سوياً، عزيزتي".
أجابت فاطمه بضيق، قائله
"انت تبخل علي في بعض الأموال، وليد".
زفر وليد بضيق علي أحزانها، قائلا
"لا بالطبع ليس الأمر كذلك؛ ولكن حسناً كما ترين فاطمه، انا تحت امرك".
تنهدت فاطمه بارتياح، فقد تحصل علي مبلغ ليس بقليل من هذا الرجل فهو معروفاً من أهم رجال الأعمال بعد مازن يحيي، ثم أجابت
" حبيبي".
ثم استمعت الي طرق علي الباب بخفوت، وأجابت
"الي اللقاء، سوف احادثك في وقتاً اخر".
ثم وضعت الهاتف بتسرع علي الاريكه ولم تنتبه الي أنها لم تغلق الخط بعد، ثم فتحت لمازن الباب، قائله بحب
" مازن حبيبي، لقد اشتقت لك، كثيراً".
عانقها مازن بحب، قائلا
"حبيبتي، وانا أيضاً اشتقت لك الي حداً كبير".
أجابت فاطمه بابتسامه، قائله
"ماذا حدث مع ندي حسين زوجتك"؟!
زفر مازن بغضب، قائلا
"لن اري مثلها ابدا، فهي تتمسك بي بشده، وانا من قومت بتطلقيها وايضاً هددتها أن تحدثت مع أحداً عن علاقتنا، سوف اقتلها، وهي بالطبع اخافت مني بشده، وانتهي الأمر ولا احد يعرف سبب طلاقها".
نظرت له فاطمه بابتسامه نصر، قائله
"حبيبي، لقد تخلصنا من ندي حسين الي الأبد، هيا بنا لكي نتزوج".
عقد وليد جبينه بصدمه واستغراب من ما تتفوه به هذه الفاطمه، فهي معه من ما يقرب من الاربعه اشهر ويعترف أنها تحبه بشده؛ ولكن ما هذا الذي يسمعه، ومَن هي ندي حسين، لا يعرف أحدا بهذا المسمي، ثم انصت جيداً حتي يتمكن من كشف فاطمه التي تلعب دور الملاك عليهم، ثم هتفت فاطمه بابتسامه، قائله
" انا اريد قصر للعيش فيه، مثلما فعلت مع ندي ابنه صديق والداك".
نظر لها مازن بهدوء، ثم جلس علي الاريكه بجانب الهاتف، قائلا
" حبيبتي، القصر ابي من جلبه لندي لأنها ابنه صديق عمره مُنذ الصغر، كما أنهما شركاء في العمل أيضاً، وانا لا استطيع ان أجلب لكي غير هذا المنزل، هل قبيح"؟!
نظرت له فاطمه بحزن، ثم أجابت
"انت لا تُحبني، مازن، انا لن افعل اي شئ، ولا اريد الزواج إلا في قصر مثل قصر ندي حسين، هي افضل مني واجمل مني".
نظر لها مازن بتدقيق، ثم هتف في داخله، قائلا
"ندي اجمل منكِ بمراحل عديده؛ ولكن انا لا احب غيرك انتِ".
اقتربت منه فاطمه بضيق، قائله
" مازن، ما الأمر"؟!
أفاق مازن من شروده، قائلا بابتسامه
" كما تريدين حبيبتي، فاطمه سوف أجلب لكي القصر الذي تحلمين به".
اؤمت له فاطمه بابتسامه، ولن تتحدث ثانياً، ثم قام مازن من مقعده، قائلا بابتسامه
" سوف أغادر الآن حبيبتي، ساعود في المساء حسناً".
اؤمت له فاطمه بابتسامه، قائله
"حسناً حبيبي، اعتني بنفسك من اجلي".
نظر لها مازن بحب شديد، ثم أجاب بهدوء وهو يغادر المنزل، قائلا
"حسناً حبيبتي، الي اللقاء".
ثم غادر مازن المنزل في هدوء، واغلق وليد الهاتف سريعاً قبل أن تلاحظ فاطمه وتكشف أمره، ثم اعتدل علي مكتبه وهو يفكر بصوت مرتفع لا يعرف ماذا سيفعل ومن هي ندي حسين لا يستمع عنها من قبل، وما هو مازن هذا، لا يستطيع معرفه اسمه كاملاً، ماذا سوف يفعل، ثم اتفق في داخله أن يبدأ من فاطمه، ثم بعت الي سكرتيرته التي دلفت علي الفور، قائله بابتسامه واحترام
"امرك، سيدي".
نظر لها وليد بجديه، قائلا
"اريد أن معرفه اسماء رجال الأعمال بأجمعها في جميع أنحاء مصر، وايضاً اريد بعض الحراس الامناء باتباع شخصاً ما".
اؤمت له السكرتيره باحترام، قائله
"امرك سيدي".
ثم غادرت المكتب ونفذت ما قاله لها وليد بالضبط، ثم دلفت بعد مرور بعض الوقت وهي ممسكه ببعض الملفات، ثم أجابت
"سيدي، هذه اسماء كل رجال الأعمال وابنائهم الذين يعملون معهن أيضاً".
اؤما لها وليد واخذ منها الملفات وأشار لها بالمغادرة، لإكمال ما طلبه منها، ثم دقق النظر في الملفات ولم يجد اسم مازن منهن، ثم اتسعت عيونه عند ملاحظه اسم حسين وشريكه يحيي في شركه للحديد والصلب، ثم دق مره ثانيه الي السكريتره، قائلا
"اين أبناء أصحاب الشركات كما أخبرتني".
أجابت السكرتيره بهدوء، قائلا
"هناك بعض الأسماء في أحدي الملفات؛ ولكن الأبناء الذين تمسكوا بالشركات عند موت والداهم".
اؤما لها وليد بتفهم، ثم اعطي لها احد الملفات، قائلا
"حسناً، يمكنكي البحث عن هذه الشركه واصحابها وأولادهم ايضاً".
اؤمت له السكرتيره وأخذت الملف، وغادرت المكتب بهدوء، ثم شرد وليد مجدداً فقد كان ينوي أن يعطي فاطمه مبلغ كبير من المال وهي لا تستحق ذلك، فهو يعرف جيداً أن يتحكم في مشاعره وهذا وقت الانتقام لديه من هذه الفاطمه؛ ولكن يجب عليه معرفه من هي ندي حسين ومن مازن الذي لا يعرف حتي اسم والداه، ثم نفر هذه الأفكار من رأسها واهتم بعمله قليلاً.
في قصر عائله ندي
صرخت امل بقوة وصدمه، وهي تستمع الي حديث ندي عن انفصالها عن مازن في الصباح، ثم أجابت
"لماذا، لماذا حدث ذلك يا ابنتي"؟!
قامت ندي من مقعدها، قائله
" وانا ومازن لن نتفق في هذه الزيجة وان لم ارتاح له ابداً، ولقد انفصالنا في البدايه؛ حتي لا نأتي بطفلنا في الحياه وبتعذب معنا".
وقفت امل بغضب، قائله
"لن ترتاحوا في يومين من زفافكم، ماذا سوف يتحدثون الناس عنا، لا استطيع رفع راسي أمام أحداً بعد الان، لماذا يا ابنتي فعلتِ ذلك، لا احد سوف يتقدم للزواج منكِ بعد الان، سوف تصبحين هكذا الي باقي حياتك، لماذا".
اقتربت منها ندي بدموع، قائله
"امي، انا لا استطيع رؤيتكِ بهذه الحاله، سؤال واحد أنتِ تُحبينني ام لا".
عانقتها امل بحب، قائله
"هذا ليس سؤالاً ابنتي، انا ليس لدي سواكِ، ولا احب غيرك في هذه الحياه؛ ولكن كيف فعلتي ذلك بنفسكِ كيف يا ابنتي، أنتِ تحبين مازن، لما الانفصال كان عليكم بالصبر أولاً".
بادلتها ندي العناق، ثم انفجرت باكيه وهي لا تعلم بماذا تجاوب والداتها، أتقول لها أن مازن يخونها ورأته مع الفتاه التي يعشقها للمره الثانيه، أتقول لها انها تحطمت وانكسر قلبها بلا رحمه، ماذا تقول لها، ماذا؟!
ابتعدت امل عن ندي، ثم نظرت داخل عيونها، قائله بحزن
"ابنتي، أنتِ بخير من هذا القرار ام تتعذبين من أجل حبكِ لمازن".
اؤمت لها ندي بابتسامه، قائله
" امي، أقسم لكِ أنني بخير وسوف افعل ما في وسعي حتي تعلمين أنني بخير؛ ولكن لدي طلباً أتمني أن لا ترديني".
اؤمت لها امل بابتسامه، قائله
" أجل حبيبتي، ما هو"؟!
جلست ندي علي مقعدها مره ثانيه بهدوء، ثم اجابت
" اريد منكِ أن تخبري ابي، وان لا يتحدث في هذا الموضوع مع أي شخص ولا حتي عمي يحيي، انا ومازن قررنا هذا القرار بمفردنا ولا اريد العوده له مجدداً، اتمني ذلك ارجوكِ".
اؤمت لها امل بترحاب، قائله بابتسامه
" حسناً ابنتي، كما تشائين؛ ولكن انا لدي طلباً أيضاً".
نظرت لها ندي بابتسامه، قائله
"انا اعلم هذا جيداً، وهو أن لا احزن ولا أظل هكذا ابكي طوال اليوم".
نظرت لها امل بابتسامه، قائله
" أجل ابنتي، هذا هو طلبي".
اؤمت لها ندي بابتسامه، قائله بقوة
"انا لن احزن علي مازن امي، انا سوف اذهب الي العمل غداً، سوف اعمل وانجح واحقق انجازات كبيره وتفتخرين بي، امي".
نظرت لها امل بحب، ثم دعت لها في داخلها أن يسعدها الرب وأن يكتب لها الخير اينما كان.
بينما في قصر عائله مازن.
جلست اروي تبكي بحسره علي انفصال أخيها وندي الذي لا يستمر زواجهم سوي يومين فقط، ثم أتت إليها دعاء، قائله بحزن
" لماذا تبكين اروي، هذا الزواج كان خطأ مُنذ البدايه وانا حتماً اظن أن ندي كانت تجبر علي الزواج من مازن كما مازن بالضبط".
نظرت لها اروي بقهره وحزن شديد، قائله
"لا احد يعلم ما بداخل ندي، امي".
اقتربت منها دعاء بحزن، قائله
"انا كنت أتمني أن يستمر هذا الزواج؛ ولكن ندي ما كانت تُصر علي هذا الانفصال ومازن لم يكن بيديه اي شيئاً لفعله".
نظرت لها اروي بسخرية من ثقتها في ولدها مازن وأنه لن يخطئ في هذه الزيجة، ولا تعلم أنه المخطئ الوحيد في هذه الزيجة، وندي ذو خلق رفيعه لن تقبل ابداً أن تجعل صورته قبيحه امامهم، ثم قامت اروي من مقعدها، قائله بحزن
"امي، انا سوف اذهب الي الحديقه، اريد أن استنشق بعد الهواء".
اؤمت لها دعاء باستغراب شديد من حزنها الكبير هذا علي هذه الزيجة، لما حزنها هذا، مازن وندي أصحاب الزيجه تتيقن أنهم لن يكونوا مثلما تحزن اروي هكذا، ثم ذهبت اروي الي الحديقه بدموع تأبي التوقف من سيلها علي وجنتيها، ثم جلست علي المقعد الذي كان يجلس عليه كريم، فهي لن تراه مُنذ فتره ليست بقصيره، فهي مازالت تخجل منه من الذي فعلته معه أثناء نومه في السياره، ثم نظرت إلي الورود وأخذت تبكي بقوة وتنظر الي السماء وتناجي ربها أن يرفق بندي صديقتها وان يهون عليها المها في خيانه
مازن لها، ثم أخذت هاتفها وأخذت تدق علي ندي صديقتها طويلاً ولن تجيب عليها ابدا، لماذا لا تجيب عليها، من المحتمل أن تكون غاضبه منها لانها شقيقه مازن، هل ندي من هذا النوع من الفتيات التي تأخذ الاشياء بالجمع ولا تفرق بين الاحبه والأعداء، ثم رمت هاتفها علي الارضيه ووضعت يديها علي وجهها وهي تبكي بحرقه، فهي لا تستطيع أن تعيش بدون صديقتها ندي، فهي كانت تشاركها جميع تفاصيلها ويومها وكانت تحكي لها عن كريم حبيبها وماذا تفعل لكي يحبها، وكل هذا ذهب هبائاً، لن تتحدث معها ندي مجدداً بسبب أخيها مازن، ثم فزعت لوضع أحداً يديه علي اكتافها، ثم نظرت إلي صاحب اليد وجدت كريم ينظر لها بحزن، قائلا
" ما بكِ اروي"؟!
نظرت له اروي بحزن، ثم انفجرت باكيه، فهي كانت تشتاق اليه بشده؛ ولكن كان خجلها منه اكبر من ان تلتقي به، ثم هتف كريم بقلق، قائلا
" اروي، لقد يؤلمني قلبي عليكِ، ما الأمر أخبريني"؟!
أجابت اروي بحزن وهي لا تنظر إلي عيونه، قائله
"لا يوجد اي شئ، لا تشغل بالك بي كريم".
نظر لها كريم بحزن، ثم تمسك بذقنها ورفع وجهها للاعلي؛ لكي يري عيونها وتنظر إليه، قائلا
"أخبريني اروي، ارجوكِ يمكنني مساعدتك أيضاً".
نظرت له اروي بحزن، وتعلقت بعيونه المتسائله الحزينه عليها بشده، ثم اجابت
"اخي قام بالانفصال عن زوجته".
قالت هذه الجمله، ثم انفجرت باكيه مجدداً بحزن دافين، ثم عقد كريم جبينه باستغراب، قائلا
"ماذا، أنهم لا يزال متزوجان مُنذ يومان فقط".
اؤمت له اروي ببكاء وحزن، قائله
ٕ" أنها صديقتي المقربه ولا تجيب علي مهاتفتي لها، اظن انها تغضب مني أيضاً؛ ولكنني لن افعل لها أي شئ، فقط اخي مازن اللعين، الله لا يسامحه علي هذا".
اقترب منها كريم بحب، ثم أزال دموعها بيديه، قائلا
"لا تبكي من أجلي".
نظرت له اروي باستغراب، ثم هتف كريم بابتسامه وحب، قائلا
" لا استطيع كتمانها أكثر من ذلك، وأنا أراها أيضاً في عيونكِ".
عقدت اروي جبينها باستغراب، قائله
" مَن هي"؟!
أجاب كريم بابتسامه وحب، قائلا
"انا احبكِ اروي، بشده".
نظرت له اروي بصدمه وسعاده؟!!
أنت تقرأ
القرار المتهور (الجزء الأول) بقلم آيه خطاب
Storie d'amoreتُحكي القصه عن شخص يتخذ قراراً متهوراً في وقت من الغضب وحاول تصليح ما قام به من قرار، فيقوم بالندم الكبير علي ما قام به، ويحاول إرضاء جميع من حوله، وإدراكه لهوله أنه يُحب الفتاه الذي كان لا يُحبها ابدا، وتكون بمثابه شقيقته فقط.