روايه القرار المتهور
البارت العاشر
وقف مازن منصدماً وهو ينظر إلي ندي؛ لكي يراقب تعبير وجهها ويستكشف أن استمعت له ام لا تلحق بالإستماع له، ثم أردف
" ماذا هناك ندي"؟!
نظرت له ندي بابتسامه؛ حتي استغرب مازن بشده، ثم قام من مقعده، قائلا بتوتر
" ندي ما بكِ"؟!
اقتربت منه ندي، قائله بابتسامه وحب
"انني سعيده للغايه، سوف أصبح زوجتك قريباً".
تنهد مازن بهدوء، وحمد ربه في سره أنها لم تستمع الي مكالمته مع فاطمه، ثم هتف
"أتمني أن يديم الله سعادتك عزيزتي".
نظرت له ندي بابتسامه، ثم هتفت بهدوء
"انني سوف أغادر الشركه مع اروي؛ لكي نتسوق قليلاً من أجل الخطبه غداً".
اؤما لها مازن بتفهم، قائلا بضحك
" انتِ أتيه لأخذ رايي ام ماذا"؟!
نظرت له ندي بهيام، فقد أثرتها ضحكته الرجوليه الرنانه هذه، ثم هتفت
"كلا، انا اتيه لقول لك، أن تهتم بالعمل في غيابنا لا غير ذلك، لقد أخذت الاذن من والداي".
رفع مازن حاجبيه بتلاعب، قائلا
" إذن، لا يوجد خروج من العمل، أكملي عملك وفي انتهاء الدوام اذهبي حيث تشائي".
عقدت ندي جبينها باستغراب، قائله
" انت لا يحق لك احتجازي هنا، ما هذا الهراء"؟!
اقترب منها مازن محاولاً اخافتها منه، ثم همس في اذنها، قائلا
"انا يحق لي أن افعل ما في وسعي، ولا أحد يريد الاعتراض علي ابدا".
ابتعدت عنه ندي بهدوء، ثم نظرت له بتكبر انثي، قائله
"وانا لا استطيع أخذ رأي غير والدي فقط، وانت لا تستطيع التحكم بي".
تضايق مازن من نبرتها المتكبره والمغروره أمامه، ثم هتف بعناد رجلاً، قائلا
"لا يمكنكِ الخروج إذن".
نظرت له ندي بضيق، ثم ذهبت الي الباب، قائله
" انا فعلت ما أريده وطلبت منك الاهتمام بالعمل في غيابي انا واروي، غير ذلك لا يهمك إذن"
ثم شهقت بفزع، عندما وجدته يقف أمامها ويغلق الباب جيداً؛ حتي لا تستطيع أن تغادر المكتب الي بأمره، ثم أردف بهدوء
" لا يمكنكِ التحدي والوقوف ضدي".
نظرت له ندي بخوف، فقد أدركت أنها فعلت خطأ، فهي تعلم دائما أن مازن لا يحب التحدي والغرور ومع ذلك قامت ندي بتحديه والوقوف أمامه دون خوف، فهو مُنذ الصغر يفعل تلك الأشياء دون النظر خلفه، ولا يريد من أحداً أن يقف أمامه، ويفعل ما يريد مهما كلفه الأمر، ثم أجابت بهدوء
"مازن، ارجوك، افتح الباب".
هز مازن رأسه نافياً، ثم أجاب
"لا اريد الان، احتمال أن يكون بعد فتره او ممكن لن افتحه؛ حتي الانتهاء من دوامي أيضاً، واذهب معك".
نظرت له ندي بسعاده، قائله
"حقاً سوف تذهب معي، لشراء فستان الخطبه".
نظر لها مازن باستغراب من سعادتها الظاهره في عيونها بشده، فهي تحبه الي هذه الدرجه، ما هذا الحزن، لقد حزن بشده لانه لا يمتلك القليل من الحب إليها، ثم أجاب بحزن ظاهر عليه بقوة، قائلا
" لا يمكنني الذهاب معك، أنني مشغولاً أيضاً".
نظرت له ندي بحزن، ثم اقتربت منه بحب، قائله
" يمكنني أن اسالك سؤالاً وان تجاوبني بصدق".
عقد مازن جبينه باستغراب، قائلا
"حسناً ندي، أخبريني ما هذا السؤال"؟!
اقتربت منه ندي بخطوات بطيئه؛ حتي وقفت أمامه مباشراً، واردفت
" انت كنت تقول لي مُنذ الصغر، انك تحبني، هل تتذكر"؟!
اؤما لها مازن بهدوء، ثم هتف باستغراب
ـ"اتذكر وأنني مازالت كذلك".
نظرت له ندي بسعاده، قائله
"انت مازلت تحبني، حقاً".
أجاب مازن بملل، قائلا
"ندي لقد أخبرتك العديد من المرات أنني مازلت احبكِ العديد من المرات؛ ولكن لا استطيع فهمك إذن".
نظرت له ندي بحزن، ثم أجابت بتساؤل
" تحبني مثل اروي أيضاً".
نظر لها مازن بضيق، لقد راي الحزن في عيونها بشده، ثم هتف
"أجل؛ ولكن يمكنني شرح لماذا لا احبكِ كزوجتي"؟!
اؤمت له ندي بأمل، ثم هتفت
"نعم، يمكنك ذلك".
جلس مازن علي المقعد وأشار لها أن تجلس أمامه، ثم هتف
" سوف اشرح لكِ وجهه نظري من الأمر".
اؤمت له ندي بهدوء ممزوج بالحزن الشديد، ثم أجابت مازن بهدوء مماثل لها، قائلا
" انا احبكِ مثل اروي، تعلمين لماذا؟!؛ لأنني عندما ترعرعت وجدتك امامي وتأكلين معي وتنامين معي أيضاً، انا وانتِ واروي أيضاً جميعاً كنا سوياً، ولن نتفارق ابداً، انا احبكِ بقدر ما احب اروي شقيقتي، ويمكن أن أتزوج من اروي شقيقتي".
هزت ندي رأسها بالرفض، ثم هتفت
" لا تستطيع فهي شقيقتك".
نظر لها مازن بابتسامه، ثم هتف
"حسناً، هذا ما كنت أريده وأحاول أن تتفهمي أنتِ وعائلتي وعائلتك أيضاً".
قامت ندي من مقعدها بحزن، ثم هتفت
" إذن دعني اذهب من هنا؛ لكي اكمل عملي، لن اخرج من الشركه قبل إتمام عملي وانتهاء الدوام، وسوف أخبر والداي بأنني رافضه للزواج منك، ولن أجلب سيرتك في الامر؛ حتي لا ينزعج عمي يحيي عليك، لا تقلق".
تمسك مازن بيديها بحزن، ثم هتفت بكذب
"انا اريد فرصه فقط ندي؛ لكي احبكِ كزوجتي، ويمكن هذا أن يأتي بعد الزواج إذن".
نظرت له ندي باستغراب، ثم هتفت
"ماذا تريد الان، أنت من أخبرتني انك لا تحبني؛ إذن ما الأمر في هذا".
اقترب منها مازن بحنان صادق، قائلا
" لا اريد أحزانك، انا احزن لحزنكِ ندي، لا اعلم لماذا؛ ولكن لا استطيع تحمل حزنكِ ابدا".
أجابت ندي بحزن ودموع، قائله
" لا استطيع الابتعاد عنك مازن، انا احبك كثيراً".
نظر لها مازن بذهول، فهذه المره الاول التي تعترف بها ندي بحبها الشديد له، لقد سعد بشده، وحزن بشده أيضاً يشعر بالاختلاف الشديد في مشاعره، ثم أردف
"أتمني أن استحق ذلك الحب، ندي".
اؤمت له ندي بابتسامه، ثم هتفت
" اريد الذهاب، مازن".
نظر لها مازن بابتسامه، ثم هتف
"حسناً ندي، يمكنكي الذهاب"
ثم اقترب من الباب وفتحه بهدوء؛ حتي وجد اروي أمامه تقارب علي الدق بغضب، ثم هتف باستغراب
"اروي ما بكِ"؟!
نظرت له اروي بغضب، قائله
" اين ذهبت ندي"؟!
اقترب مازن من ندي وادخلها خلف الباب؛ حتي لا تراها اروي، ثم هتف يتلاعب
" أنها رحلت مُنذ وقت كثير، أنها لن تأتي اليكِ"؟!
نظرت له اروي بغضب، قائله
"حقاً أنها لن تأتي الي، لقد غادرت الشركه"؟!
اؤما لها مازن بهدوء، قائلا بابتسامه
"انني أخبرتها أن تذهب بمفردها؛ حتي تفاجئ الجميع بفستان خطبتها".
نظرت له اروي بضيق، ثم هتفت بحزن
"حقاً، حتي انا تخفي عنه هذا، وانا كنت سوف اشتري معها فستان من اجلي أيضاً، يالها من فتاه لعينه".
نظر لها مازن بضيق مصطنع، قائلا
"لن اسمح لكِ، أن تقومي بسب حبيبتي امامي هكذا.
لقد نفض قلب ندي من وراء الباب عند سماعها لكلماته تلك، فقد دعاها بلقب حبيبتي، يا لهو من يوماً رائع لها"، ثم رفعت اروي أحدي حاجبيها بغضب، قائله
"حقاً، اذهبوا الي الجحيم سوياً".
وكانت تنوي الذهاب؛ حتي استمعت الي ضحكات مازن الرجوليه الرنانه واللطيفه أيضاً، ثم تقدمت منه بغضب، قائلا
" لا تمزح معي مازن، لقد تعصبت كثيراً الان".
نظر لها مازن بضحك ولم يتوقف أيضاً من ضحكاته، التي لا يستطيع التحكم بها من هيئتها المضحكه، ثم هتف
"تعال الي هنا، ندي بالداخل مازالت هنا، لن تغادر كما أخبرتك".
عقدت اروي جبينها باستغراب، ثم هتفت
" ماذا، ندي مازالت لديك"؟!
اؤما لها مازن بضحك، ثم خرجت ندي من خلف الباب بابتسامه سعيده، ثم هتفت
"انا لعينه واذهب الي الجحيم، اروي".
نظرت لها اروي بذهول، فقد استمعت الي حديثها، ثم أجابت ببراءه
"انا لن افعل، تعلمين عني ذلك، ندي".
نظرت لها ندي بملل، ثم هتفت بهدوء
" حسناً، دعينا نذهب إذن الي التسوق، لقد تأخرنا كثيراً".
نظر لها مازن بابتسامه، قائلا
"اعتني بنفسك ندي أنتِ واروي".
نظرت له ندي بابتسامه، ثم غادرت مع اروي الي التسوق، أما مازن فقد تنفس الصعداء من ما حدث من قليل، فلقد استطاع ولو قليلاً أن يجعل ندي لا تشك به، وحمد ربه كثيراً من أنها لم تستمع إليه، عندما كان يحادث فاطمه.
في أحدي المولات الكبيره
دلفت ندي برفقه اروي الي مكاناً خاص بالفساتين، ثم أخذت تنظر إلي الكثير بإعجاب، ثم هتفت اروي بملل، قائله
"لما ذهبنا الي القصر، وجاءت تلك الفساتين الينا دون هذا العذاب، ندي".
نظرت لها ندي بضيق، قائله
" اروي، انا اريد أن أختار بنفسي ولن تحكم علي بعض الفساتين القليله فقط، انظري الي هذا"
وقامت ندي بجلب أحدي الفساتين اليها، ثم هتفت باعجاب شديد، قائله
"واااو، أنه رائع"!
نظرت لها ندي بابتسامه واعجاب أيضاً، ثم هتفت
"انا احببت ذلك الفستان جدا، ياربي يمتلك الكثير من الصفات الجميله".
عقدت اروي جبينها باستغراب، قائله
" مَن يمتلك الصفات الجميله، الفستان"؟!
اؤمت لها ندي بابتسامه ولم تدرك الاستغراب علي وجهه اروي، ثم هتفت بجديه
"انا سوف أخذه، أنه رائع للغايه".
اؤمت لها اروي بابتسامه، قائله وهي تشار علي أحدي الفساتين أيضاً، قائله بابتسامه
" وانا اريد ذاك، ما رايك"؟!
نظرت له ندي بابتسامه واعجاب، قائله بخبث
"حسناً، ذلك الفستان سوف يكون سعيد عليك".
نظرت لها اروي باستغراب، قائله
" لماذا"؟!
خرجت ندي من المكان، ثم أخذت الفستان التي قامت باختياره مع فستان التي قامت باختياره اروي أيضاً، ثم غادروا المكان، ثم هتفت اروي بتكرار لسؤالها، قائله
"لماذا ندي، لم تجبيني"؟!
أجابت ندي بابتسامه وخبث، قائله
"فقط لدي شرطاً".
نظرت لها اروي بضيق، ثم هتفت
"ما هو يا مستغله الفرص انتِ"؟!
نظرت لها ندي بضحك، قائله
" أن تظلِ معي اليوم؛ لكي نرتب الاشياء الخاصه بالخطبه وان ترحلي في الصباح".
وضعت اروي يديها علي فكيها بتفكير، قائله
"اتي لكِ في الصباح إذن".
هزت ندي رأسها برفض، ثم هتفت بخبث
"هذا من الخطه يا حمقاء، أن لا تعودي الي القصر وسوف تعلمي أن كان يحبكِ ام لا، فسوف ينتظرك حتي تعودين".
نظرت لها اروي بابتسامه، ثم دقت علي والداها وأخبرته أنها سوف تأتي في الصباح وهو وافقها علي ذلك، وذهبت مع ندي الي القصر، ثم دلفوا سوياً ووجدوا امل في انتظارهم، ثم هتفت
"ما هذا التأخير، ابنتي ندي"؟!
نظرت لها ندي بابتسامه، وهي تتذكر مازن عندما اغلق الباب ولم يدعها الخروج من مكتبه، ثم أجابت
"لقد كنت اختار بين العديد من الفساتين امي، معذراً علي قلقكِ حبيبتي".
اؤمت لها امل بابتسامه، ثم هتفت
" لا داعي لهذا الحديث ابنتي، اهم شيء انكِ بخير الان وسعيده، يا اجمل العروس".
نظرت لها اروي بابتسامه ومرح، قائله
"وانا أيضاً خاله امل، اجمل شقيقه العروس والعريس أيضاً".
نظرت لها امل بضحك، ثم هتفت بحنان، قائله
" هل تودون الطعام"؟!
اؤمت لها ندي بابتسامه، قائله
"أجل امي، أنني اموت جوعاً".
هزت امل رأسها بنفي، قائله
"بعد الشر عليكِ، حبيبتي، هيا اجلسوا حتي اجلب لكما الطعام".
اؤموا لها بابتسامه وجلسوا سوياً علي مائده الطعام، ثم هتفت اروي بتساؤل
"أن لم يشعر بغيابي ماذا افعل"؟!
أجابت ندي بابتسامه، قائله
"لا تقلقي حبيبتي، انا اظن انه سيشعر إذن".
اردفت اروي بضيق، قائله
" وان لم يشعر، يجب علينا وضع شيئاً آخر".
اؤمت لها ندي بابتسامه، ثم هتفت
"حسناً عمري، لا تقلقي ابدا، سوف يكون هذا الحل البديل له".
نظرت اروي باستغراب الي ما تشار إليه ندي، ثم وجدت الفستان الذي جلبته، ثم هتفت
" ما علاقه هذا بكريم، ندي اللعنه عليك، لا تتحدثي معي بالالغاز كذلك".
نفخت ندي الهواء من فمها بضيق، قائله
"اللعنه عليك اروي، الصبر إذن سوف اتحدث".
زفرت اروي بهدوء، قائله
"حسناً، هيا تحدثي".
أجابت ندي بهدوء، وهي تأكل الطعام لانه تكاد تموت جوعاً، ثم هتفت
"تناولي الطعام إذن، أثناء تحدثنا".
اؤمت لها اروي بنفاذ صبر، ثم تناولت الطعام معها بهدوء، ثم هتفت
" هيا، ندي".
اعتدلت ندي في جلستها، ثم هتفت بهدوء، قائله
"استمعي الي جيداً، ان لم يُلفت انتباه غيابكِ عن القصر، سوف تقومي بارتداء الفستان ذاك، وسوف يتحرك إذن، أنه جميلاً عليكِ بشده، وسوف يجعله يفقد صوابه ويبدي إعجابه بكِ بإي طريقه، مثل النظر طويلاً أو التحدث إذن، وأدعو الله أن يتحقق مع اخطط له ولا نضطر الي التخطيط مره ثانيه."
رددت اروي ورائها بأمل كبير، ثم هتفت
"يا الله، ادعو ذلك أيضاً".
أجابت ندي بابتسامه ومرح، قائله
"هيا بنا؛ لكي نقوم بالترتيب اروي، اسرعي".
قامت اروي بابتسامه وبالفعل بدؤا بترتيب القصر، وترتيب الفساتين الذين سوف يرتدوها غداً، ثم غفوا من تعبها في العمل والتسوق والترتيب أيضاً.
في قصر عائله مازن
دلفت اروي الي القصر مبكراً؛ حتي تساعد والداتها أيضاً في اختيار فستان التي سوف تحضر به حفل الخطبه اليوم، ثم استمعت الي كريم ينادي عليها ويسرع إليها بقلق، ثم نظرت له اروي بصدمه، ووقفت لتري ما الأمر، ثم هتف كريم بقلق
"هل أنتِ بخير، اروي'؟!
نظرت له اروي بسعاده حاولت اخفائها، ثم هتفت بابتسامه
"أجل، أنني بخير، ما الأمر إذن".
تنهد كريم بارتياح ظاهر علي ملامحه بعد القلق الشديد عليها، قائلا
" كنت اعتقد ان خطباً ما قد أصابك".
نظرت له اروي بسعاده، فقد نجحت أولي خطتها معه، ويظهر علي ملامحه القلق الشديد؛ حتي استمعت الي صوت صارم يقول
"ماذا تفعلين هنا، اروي"
نظرت اروي الي الصوت بخوف وقلق؟!!
أنت تقرأ
القرار المتهور (الجزء الأول) بقلم آيه خطاب
Romanceتُحكي القصه عن شخص يتخذ قراراً متهوراً في وقت من الغضب وحاول تصليح ما قام به من قرار، فيقوم بالندم الكبير علي ما قام به، ويحاول إرضاء جميع من حوله، وإدراكه لهوله أنه يُحب الفتاه الذي كان لا يُحبها ابدا، وتكون بمثابه شقيقته فقط.